أخبار متعلقة
أعلنت السلطات الروسية أن 67 رهينة قتلوا أثناء عملية إنقاذ الرهائن الذين كان يحتجزهم مسلحون شيشان في مسرح جنوبي شرقي موسكو، وانه تم إنقاذ أكثر من 750 رهينة بعد أن اقتحمت قوات روسية خاصة المسرح فجر أمس لإنهاء عملية الاحتجاز التي بدأت مساء الأربعاء الماضي.وقال نائب وزير الداخلية الروسي فلاديمير فاسيلييف ان من بين القتلى قائد المجموعة مظفر باراييف وكل النساء اللواتي كن "محزمات بالمتفجرات". ولم يستبعد المسؤول الروسي أن يكون بعض محتجزي الرهائن تمكنوا من الفرار "لكن هذا العدد قليل". وقال جنرال بالشرطة الروسية : إنه لم ينج أحد من المسلحين الشيشان، وأشار إلى أن من بين القتلى أفغانيا وعربيا.. لكن نائب وزير الداخلية الروسي كان قد قال إنه تم إيقاف أحد المسلحين، وانه في حال استسلام الفارين فسنضمن لهم سلامتهم. وإلا سنعتبرهم مجرمين بالغي الخطورة. وأحذر الذين قد يحاولون إيواءهم.
وأضاف فاسيلييف ان مظفر باراييف قائد المجموعة التي احتجزت الرهائن قد قتل، وان 36 من الخاطفين بينهم النساء "المحزمات بالمتفجرات"، قد قتلوا ايضا.. لكنه لم يستبعد أن يكون بعض محتجزي الرهائن "تمكنوا من الفرار لكن هذا العدد قليل".. واضاف "لقد اوقفنا احدهم وهو يحاول الاختلاط مع الصحافيين".
وفي المحصلة، فقد بلغ عدد القتلى في عملية تحرير الرهائن اكثر من 130 شخصا بحسب مصادر متطابقة، وبين القتلى أكثر من 30 رهينة بحسب ما اكد رئيس بلدية موسكو يوري لوجكوف.
استخدام غاز سام
ونقل عن الجنرال الروسي قوله ان القوات الخاصة التي نفذت عملية الاقتحام ألقت أولا مواد مخدرة إلى داخل المبنى، ثم بدأت في اقتحامه وإطلاق الرصاص على المسلحين.. فيما أضافت مصادر طبية ان 42 من الناجين يعالجون من غاز سام مجهول حتى الآن. وأوضح الطبيب فلاديمير ريابينين من مستشفى سكليفوسوفسكي الرئيسي للطوارىء في موسكو أن معظم هؤلاء في "وضع بائس".
وتؤكد تصريحات الطبيب ما ذكره بعض الناجين الآخرين الذين قالوا إن القوات الخاصة الروسية ضخت غازا داخل القاعة "لتحييد المسلحين". وكان شاب رفض نشر اسمه قد قال إن صديقته التي كانت بين الرهائن أبلغته بأنه جرى ضخ غاز داخل القاعة. وأضاف للصحفيين: "بعد ذلك لم تتذكر أي شيء وقد استعادت وعيها الآن في المستشفى".
وقال مسؤول في خلية الأزمة التي شكلتها السلطات إنه لم يصب أثناء الاقتحام أي من عناصر القوات الخاصة التي ضمت نحو 50 رجلا وامرأة مدججين بالأسلحة والمتفجرات. وقد استغرقت عملية الاقتحام حوالي الساعة، بحسب ما ذكر أحد المتحدثين باسم أجهزة الأمن. وأعلنت السلطات الروسية في وقت سابق أن عملية تحرير الرهائن نفذت، بعد أن قتل المسلحون رهينتين وأصابوا اثنين آخرين بجروح تنفيذا لتهديداتهم بالبدء بقتل رهائنهم منذ صباح أمس إذا لم تسحب موسكو قواتها من الشيشان.
عمليات في الشيشان
من جهة ثانية، ذكرت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء أن عملية خاصة واسعة النطاق بدأت ضد المقاتلين الشيشان في الإقليم وقتل فيها ثلاثة منهم، بعد انتهاء أزمة الرهائن في موسكو.
وأعلنت قيادة القوات الفدرالية الروسية في الشيشان أن وحدات من القوات الخاصة بالجيش تمشط كل مناطق الإقليم، "حيث أظهرت معلومات وجود مجموعات من المقاتلين".
وأضافت الوكالة ان ثلاثة من المقاتلين الشيشان كانوا يحاولون مواجهة القوات الخاصة لقوا مصرعهم قرب بلدة نوفوغروزنينسكي شرقي العاصمة غروزني. وأوضحت أن أسلحة ومتفجرات ومخدرات فضلا عن وثائق ومواد غذائية من منظمة إنسانية دانماركية عثر عليها في مكان الاشتباك.
تفاصيل العملية
واتضح أن القوات الروسية الخاصة قد استخدمت غازا مخدرا في عملية الاقتحام التي باغتت بها فجر أمس المقاتلين الشيشان محتجزي رواد أحد المسارح بموسكو.. مما أدى إلى تنويم المقاتلين وعدد كبير من المحتجزين، وتمكنت القوات المقتحمة بعد ذلك من قتل عدد كبير من الخاطفين بينهم قائدهم قدرتهم مصادر بحوالي 30 شخصا، في حين تم إنقاذ معظم الرهائن الذين كانوا في حالة من الإعياء أقرب إلى الإغماء وعدم القدرة على المشي، بحسب المصادر الطبية الروسية. وكان الكرملين قد أعلن نبأ عملية الاقتحام صباح أمس وانتهاء الأزمة ومقتل قائد الجماعة الشيشانية والقبض على عدد منهم. وأعلن المتحدث باسم أجهزة الأمن بافل كودريافتسيف أن عددا من أعضاء المجموعة الشيشانية منهم رئيسها موفسار باراييف قتلوا خلال العملية، أما البقية فقد اعتقلوا.
وقال شهود في موسكو إن القوات الروسية اقتحمت المبنى بعد عملية تم التخطيط لها بدقة لتجنب سقوط المزيد من الضحايا.وأضافوا ان العملية بدأت في الخامسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، حيث جرت مباغتة المسلحين الشيشان الذين وعدتهم السلطات الروسية بوصول مبعوث من الرئيس فلاديمير بوتين.
وكانت السلطات الروسية قد حشدت في محيط الموقع عربات مدرعة ومئات من الجنود وقوات الشرطة.. فيما قالت وكالة أنباء إنترفاكس في أعقاب اقتحام القوات للمسرح، إن حوالي 10 أشخاص فقط قتلوا خلال العملية التي أسفرت عن إطلاق سراح حوالي 700 شخص كانت تحتجزهم مجموعة شيشانية منذ يوم الأربعاء الماضي بمسرح في موسكو.
واستغرقت عملية القوات الروسية حوالي ساعة بحسب ما ذكر سيرغي إيغاتشينكو أحد المتحدثين باسم أجهزة الأمن. وقال فلاديمير فاسيلييف نائب وزير الداخلية الروسي إن العملية التي قامت بها القوات الروسية حالت دون إراقة دماء على نطاق واسع.
وأردف قائلا للصحفيين خارج المسرح إنه في الوقت الذي كانت فيه سيارات الإسعاف تنقل الناجين من تلك العملية نجحنا في منع وقوع عدد كبير من القتلى وانهيار المبنى.
وكانت السلطات الروسية في وقت متأخر من الليل قد أعلنت أن المسلحين الشيشان الذين يحتجزون مئات الرهائن في أحد مسارح موسكو بدأوا قبل الفجر في تنفيذ تهديدهم، فقتلوا رهينتين وأصابوا اثنين آخرين بجروح. وكان المقاتلون الشيشان قد هددوا في وقت سابق بالبدء في إعدام رهائنهم بالرصاص بدءا من صباح أمس إذا لم تسحب موسكو قواتها من الشيشان.
من جهة اخرى قال المسؤول الثاني في سفارة استراليا في موسكو ان لا قتلى بين الرهائن الاجانب.
وأوضح: "ابلغتنا السلطات الروسية ان ايا من الرهائن الاجانب لم يقتل" مضيفا انه ابلغ بان "نحو عشرة رهائن قتلوا". وقال مسؤول في خلية الازمة التي شكلتها السلطات ان ايا من عناصر القوات الخاصة لم يصب خلال عملية الاقتحام، وقال ناطق باسم الخلية ان "متعاونين مع الارهابيين" اوقفا قرب المسرح حيث كانت المجموعة تحتجز الرهائن.
واستمرت عملية القوات الروسية الخاصة قرابة الساعة على ما افاد الناطق باسم جهاز الامن الفدرالي "كاي جي بي سابقا" سيرغي اينياتشينكو.
وغادرت المكان عشرات سيارات الاسعاف. ونقلت حافلتان بعض الرهائن الذين بدا عليهم الارهاق.
واعطى اينياتشينكو الرواية الرسمية لمسلسل الاحداث. وافاد بان المجموعة الخاطفة بدأت بقتل الرهائن داخل المسرح.. عندها حاولت مجموعة من الرهائن الفرار ففتح افراد من المجموعة النار باتجاههم مما ادى الى بدء عملية القوات الخاصة.
وسمعت سلسلة من الانفجارات واطلاق نار كثيف قرابة الساعة 30.05 فجرا "الساعة 30.01 تغ".
وافاد بعض الرهائن انهم يشمون رائحة غاز قوية داخل المبنى.
فقد اتصلت رهينتان باذاعة "صدى موسكو" قبل دقيقة تقريبا من عملية الاقتحام.
وقالت ناتاشا سكوبتسيفا وهي صحافية من الاذاعة "لقد تم رش الغاز داخل المسرح ونأمل الا تنتهي القضية مثل كورسك" في اشارة الى الغواصة الروسية التي غرقت في اغسطس 2000.
واضافت رهينة اخرى "يبدو لنا ان القوات الخاصة بدأت بشن الهجوم. لا اعرف ما هو هذا الغاز. ولا يريدون ان نخرج من هنا. سينفجر المكان بنا جميعا".
ووقع عندها اطلاق نار كثيف فعلقت بالقول "ان عناصرنا هم الذين يطلقون النار مصدر النار هو من الخارج. حكومتنا قررت ان لا احد يجب ان يخرج على قيد الحياة".
واقامت القوات الخاصة فتحة في احد جدران المبنى ودخلت المسرح على ما افاد احد الممثلين في المسرحية الغنائية "نورد-اوست" اوردت كلامه وكالة "ايتار تاس" للانباء.
جثة أحد الخاطفين على أرض المسرح
.. وجثة خاطفة تتدلى على أحد المقاعد