بوصول رئيس الجزء اليوناني من قبرص جلافكوس كليريديس إلى كوبنهاجن للحاق بزعماء الدول التسع الأخرى التي تأمل في الانضمام إلى عضوية الاتحاد الاوروبي في نطاق خطة توسيع الاتحاد بدا ان القبرصيين اليونانيين أصبحوا واثقين بانهم سيجدون إشارة الضوء الاخضر للدخول في العضوية وان انقرة التي تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية حادة ستذعن لهذا التحول بالتخلي عن الجزء التركي من الجزيرة آملة في الحصول على مساعدات من الاوروبيين تفك ازمتها وتمهد لها الطريق للانضمام الى نادي الاغنياء. والسبب وراء هذه الثقة هو أن هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر المتوسط والتي يبلغ تعداد سكانها 800000 نسمة قد أوفت في رأي الاوروبيين بجميع المتطلبات السابقة للانضمام طبقا لخطة التنسيق الخاصة بالبنية الاساسية. وعلاوة على ذلك، فإن التوتر في الجزيرة المقسمة منذ 28 عاما يبدو في سبيله إلى الهدوء حيث أن كلا الطرفين على جانبي الخط الاخضر الفاصل بينهما تعهدا بتأجيل مناوراتهما العسكرية، وهي المناورات التي كانت بمثابة استعراض للقوة وكانت عادة تدفع إلى الوراء أي برنامج للسلام يتم وضعه بوساطة من الأمم المتحدة. وفي تصريحات في بروكسل يوم الجمعة أكد المفوض الأوروبي لشئون عمليات توسيع الاتحاد جونتر فيرهوجن وجود خطة للسكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان بشأن التسوية في قبرص مضيفا أن الامر متروك لعنان لتحديد موعد تقديم هذه الخطة إلى طرفي النزاع في الجزيرة. وكانت هذه التطورات محور الخبر الرئيسي في صحف القبارصة اليونانيين الصادرة خلال عطلة نهاية الاسبوع. وكانت صحيفة بوليتيس أفضل من عبرت عن هذه التطورات في خبرها الرئيسي يوم السبت/ تحت عنوان موعد مع الانضمام. كما أن صحيفة إكسبرس إيكونوميكي الاقتصادية ذكرت أن سوق الاوراق المالية في قبرص، التي عانت الركود في السنوات الماضية، شهدت حالة من الاستقرار منذ أن أعلن رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي في التاسع من تشرين أول /أكتوبر/ الحالي أن قبرص بين الدول العشر المرشحة للانضمام إلى عضوية الاتحاد. وأضافت الصحيفة أنه منذ ذلك الحين فإن أنباء تأجيل مناورات نيكيفوروس السنوية لقوات الاحتياط ساعدت أيضا على زيادة الثقة في السوق حيث ارتفعت أسعار الاسهم بنسبة خمسة في المائة خلال الاسبوعين الماضيين.
وخطة السلام التي سيقدمها عنان إلى كليريديس وزعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكتاش بمجرد أن يشفى الاخير من عملية القلب التي أجريت له، ستكون موضوع استفتاء يجرى قبل نيسان /إبريل/ المقبل طبقا لبرنامج الاتحاد الاوروبي للمصادقة على انضمام كل دولة على حدة. وقد خرج دنكتاش من مستشفى بريسبيتريان التابعة لجامعة كولومبيا بنيويورك يوم الجمعة بعد أن أجريت له عمليتان الاولى عملية قلب مفتوح والاخرى عملية متابعة. ومن المنتظر أن يقيم في فندق بلازا-الامم المتحدة تحت المراقبة الطبية حتى تسمح ظروفه الصحية بعودته إلى وطنه. وحتى الآن، ليست هناك أية دلائل على الفترة التي سيقضيها دنكتاش في نيويورك لان هذا يعتمد على مدى شعوره بأنه قادر صحيا على رحلة العودة عبر الاطلنطي. وقد أبدى عنان الذي عاد إلى نيويورك يوم الجمعة اهتماما كبيرا بصحة دنكتاش واحتمال بدء المحادثات مع كليريديس حيث أن عنان لا يريد تضييع الفرصة السانحة لحل الازمة القبرصية بحلول كانون الاول /ديسمبر/. وقام نائب السكرتير العام للامم المتحدة، كيران برندرجاست يوم الخميس الماضي بزيارة دنكتاش ويبدو أنه تلقى وعدا من زعيم القبارصة الاتراك بأن اللجنتين اللتين تم إنشاؤهما لمعالجة الجوانب الفنية للمشكلة القبرصية بناء على اقتراح عنان سوف تبدآن عملهما الاسبوع المقبل.
ومن جانب آخر، صرح وزير الدفاع القبرصي سقراطيس هاسيكوس بأن حكومته تنتظر إعلانا رسميا من جانب وزارة الخارجية التركية بتأجيل المناورات العسكرية التي تجريها تركيا تحت اسم توروس وبيانا من جانب الامريكيين يؤكد أن المناورات التركية لن يتم إجراؤها وذلك قبل إعلان تأجيل المناورات المقرر أن يجريها الحرس الوطني القبرصي. وقال هاسيكوس لقد وضعت الحكومة القبرصية شرطا وهو أنها لن تتخذ إجراءات تأجيل مناورات نيكيفوروس إلا بعد تأجيل مناورات توروس التركية. كما كشف النقاب عن أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه بعد مبادرة أمريكية وأكد أن هذه المبادرة تؤكد أن مناقشات جادة تجري حول المشكلة القبرصية. وكان وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو قد اعلن يوم الجمعة على هامش قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل أن الجانبين التركي واليوناني اتفقا على إلغاء مناورات قبرص هذا العام.