قتل دبلوماسي أمريكي في عمان صباح امس الاثنين وذلك أمام منزله، في وقت تحشد فيه الولايات المتحدة عسكريا لتوجيه ضربة محتملة إلى العراق، الذي يتمتع بتعاطف كبير في الشارع الاردني. وأدان الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية وزير الاعلام وزير الدولة للشؤون السياسية محمد العدوان "هذا الاعتداء الاجرامي الغادر الذي أودى بحياة" مسؤول في وكالة الانماء الامريكية لورانس فولي الذي اغتاله ملثم مجهول أمام منزله. وكان فولي في الستين من عمره. ورأى العدوان في الحادث "اعتداء على الاردن وأمنه الوطني بصرف النظر عن دوافعه وأسبابه". وبعد أن أكد أن الاجهزة الامنية شرعت في التحقيق للوقوف على ملابسات عملية الاغتيال ومطاردة الجاني، أعرب العدوان في تصريح رسمي عن "ثقته في كشف خيوط الجريمة"، مؤكدا على أن "الفاعل سينال جزاءه العادل".
وقال دبلوماسيون ان الدبلوماسي اسمه لورانس فولي ويعمل في وكالة المعونة الامريكية وقد قتل فولي على الفور في الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي (الخامسة والنصف بتوقيت جرينيتش) عندما كان يغادر منزله الواقع خلف مجمع جبر في شارع مكة (عمان الغربية)، حسبما علمت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) من مصادر مقربة من التحقيق. وأصيب الدبلوماسي الامريكي بسبع رصاصات من مسدس عيار سبعة ملليمترا قبل أن يفر الجاني من موقع الجريمة.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز ان المهاجم أطلق بضعة أعيرة نارية قبل ان يهرب في الحي الراقي الذي يقطنه الدبلوماسي.
وقال دبلوماسي آخر "كان هناك عدد من الاعيرة النارية". ولم تتوافر على الفور مزيد من التفاصيل.
وقال شاهد عيان قرب موقع اطلاق النار "كانت هناك دماء قرب السيارة المرسيدس التي كانت واقفة في مرآب الفيلا". وبحث خبراء مكافحة الارهاب ومسؤولون بارزون في وجود موظفي الامن الامريكيين عن أدلة ومعلومات في الموقع الذي فرض عليه طوق امني.
ووضعت السفارات الغربية الاخرى في حالة تأهب عال حيث اثار هجوم امس مخاوف لدى المغتربين الغربيين في البلاد التي عادة ما تكون فيها التدابير الامنية مشددة.
وفي واشنطن أفاد مسؤول في عمليات الطواريء في الخارجية الامريكية ان المسؤول المناوب ابلغ بوفاة دبلوماسي في الاردن ولكنه لم يكن يرد على الاتصالات الهاتفية على مدى عدة ساعات.
وقد دعت السفارة الاميركية في عمان رعاياها في الاردن الى توخي الحذر اثر "الجريمة البشعة" التي اسفرت عن اغتيال الدبلوماسي الاميركي
واكد بيان اصدرته السفارة ان "السفارة الاميركية اخطرت رعاياها بالحادث وكررت توصيتها بان يتوخي كافة الرعايا الاميركيين الحذر بسبب التهديدات التي تستهدف المصالح الاميركية والتي تم توضيحها في الرسالة التي صدرت في الثالث عشر من الشهر الجاري" عن القنصلية الاميركية في عمان.
ووصف بيان السفارة اغتيال لورانس فولي المسؤول بهيئة المعونة الدولية الاميركية "بالجريمة البشعة". واضافت "نشعر بالاهانة لهذا العمل غير المفهوم". واضافت السفارة انها "تعمل بصورة وثيقة مع السلطات الاردنية في اطار التحقيق حول هذه الجريمة البشعة" معربة باسم الجالية الاميركية في الاردن عن خالص تعازيها لعائلة فولي الذي وصفته بانه "رجل ودود".
واكد مصدر دبلوماسي اميركي لفرانس برس ان فولي كان يعمل في الاردن منذ نحو العامين، وكان يقيم مع زوجته في الاردن بينما يعيش ابناؤه الثلاثة البالغين في الولايات المتحدة.