DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

شكراً للدكتور الغامدي

شكراً للدكتور الغامدي

شكراً للدكتور الغامدي
أخبار متعلقة
 
نشرت جريدة (اليوم) في عددها رقم (10667) الصادر بتاريخ 20/ 6/ 1423هـ تعقيباً للدكتور محمد الغامدي على موضوع سبق نشره في هذه الزاوية بعنوان ( العمارة هندسة والعكس غير صحيح). أولاً أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور محمد الغامدي على تعقيبه الجميل والموضوعي لدرجة أنني حتى هذه اللحظة لا أعرف هوية الدكتور الغامدي المهنية وهل هو مهندس معماري أو مهندس مدني، ولكنني أحببت أن أعقب على تعقيب الدكتور الغامدي بإيجاز. أنا لم أقصد أبداً الانتقاص من شخص المهندس المدني ولا من دوره المهم تجاه المجتمع ولكنني ما زلت أعتبره معاوناً رئيسياً للمهندس المعماري في الشأن العمراني على وجه التحديد، ففي جميع المجتمعات تأتي فكرة المبنى التصميمية من طرف المعماري وهو ( القائد التقليدي للفريق التصميمي) المكون من جميع التخصصات المدنية والكهربائية والميكانيكية وتنسيق المواقع والتصميم الداخلي، وتبقى جميع الأعمال والأنظمة الإنشائية والكهربائية والميكانيكية والتنسيقية في المبنى مكملة ومتوافقة مع الفكرة المعمارية للتصميم وهي القاعدة والأساس الذي تركب عليه الأجزاء التكميلية الأخرى، إلا أن بعض المهندسين المدنيين يتحسسون من كون المعماري قائدا لفريق التصميم علماً بأن هذه القيادة مشروعة من منظور التخصص لأن طبيعة المنشأ المعماري تفرض على المعماريين هذه القيادة التي يعتبرونها تكليفاً مهنياً وليس تشريفاً ووجاهة اجماعية. أنا أتفق تماماً مع الدكتور الغامدي بحاجتنا الماسة للتكامل المهني في جميع التخصصات الهندسية التي تصب في الإطار العمراني لكي تتحقق الأهداف الوظيفية والاقتصادية المنشودة من إنشاء المشاريع، ولكنني في نفس الوقت أطالب بأن يلم المهندسون المدنيون على وجه الخصوص ببعض المعلومات الأساسية عن أفكار ورؤى ونظريات العمارة التي سيكونون أعضاء أساسين في تشكيل ملامحها وربما يقومون بذلك بشكل منفرد كما يحدث الآن في كثير من المكاتب الهندسية، وقد يعزز هذا التدخل غير المهني أن عامة الناس ينظرون للمهندس كمهندس فقط فيعتقدون بأنه قادر على عمل تصميمات ملائمة لمبانيهم بغض النظر عن تخصص هذا المهندس. في ظل عدم الوضوح وتداخل التخصصات الهندسية لدينا وعدم وجود تنظيم للممارسة المهنية فإن ما نشاهده اليوم في بيئتنا المشيدة لا يعدو كونه ( عمارة مرتجلة) وهي العمارة التي لا تستند إلى خلفية نظرية أو أحساس معماري مدعوم ببعد علمي وأكاديمي، فما نراه اليوم من كتل خرسانية جوفاء ليس سوى تقليد غير واع وباجتهاد يشوه الأصل في كثير من الحالات، وهذا التقليد يفتقر للفهم البيئي والمعرفة العميقة بالمعالجات المناخية والمعمارية والفضاءات والأبعاد والنسب والكتل والأشكال وغيرها. قد يتفق معي الدكتور الغامدي بأن اجتهادات المهندسين ( غير المعماريين) في وضع التصميمات المعمارية تنبع من فهمهم المحدود للجوانب التقنية والاقتصادية فقط، ونحن نعلم بأن العمارة أكبر من أن تكون مجرد كتل خرسانية تنشأ وفق نظم هندسية وتحدد ملامحها الجوانب الاقتصادية وإنما هي علم واسع يعنى بتصميم وتنظيم البيئة المشيدة اخذاً بالاعتبار جميع النواحي الإنسانية والاجتماعية والتراثية والبيئية والفنية والاقتصادية والتكنولوجية مجتمعة، ويظل إبداع المهندس المعماري هو الفيصل في ايجاد الموازنة المثالية لجميع هذه العناصر للخروج بمنتج معماري ذي قيمة حقيقية.