تشرق علينا بنور الانجازات الحضارية ودفء الصحة الرحيب شمس ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم فأي ذكرى.. وأي مجد.. انها شمس لاتغيب لانها تعشق العطاء الزاخر لخير هذا البلد المعطاء ومن نعم الله علينا ان منحنا ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني فهاهي أياديهم البيضاء ممتدة انهارا من الخير والرخاء فلقد منح الله هذه البلاد قادة وهبوا انفسهم لخدمة الاسلام والمسلمين عامة وبلادهم خاصة حيث شهدت المملكة العربية السعودية اكبر عملية تحديث وانماء في جميع المجالات والقطاعات المكونة لنسيجنا الاجتماعي.
وقياسا على تجربة الشعوب والدول فان تجربة المملكة العربية السعودية التحديثية تعد وبكل المقاييس فريدة في زمانها وفي محيطها.. لقد بذل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رعاه الله ـ جهودا كبيرة لخدمة انسان هذا الوطن صحيا واجتماعيا وثقافيا وكان للخدمات الصحية نصيب موفور من اهتمامه ـ حفظه الله ـ حيث تم اختيار مراكز الصحة الاولية لتكون المستوى الاول للخدمات الصحية الاساسية المتكاملة والمدخل الرئيسي لتحقيق مبدأ الصحة للجميع.
ووضعت وزارة الصحة وبدعم مباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين استراتيجيتها في توفير المراكز الصحية التي اقترب عددها من الألفي مركز للمواطنين على اساس التوسع والانتشار في تقديم الخدمات الصحية بجميع التجمعات السكانية بالمملكة.
وعلى مدى الخمسين عاما ومنذ انشاء وزارة الصحة تطور النظام الصحي بالمملكة على نحو مطرد ووفقا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية وتقاريرها المنشورة في العام 2000م فقد احتلت المملكة العربية السعودية الترتيب الحادي والستين من بين 191 دولة على صعيد تطبيق الانظمة الصحية العالمية وفي المرتبة السادسة والعشرين في كفاءة الاداء الذي يتم قياسه بناء على المستوى الصحي للسكان ومدى استجابة النظام الصحي لمتطلبات المواطنين وتوزيع هذه الاستجابة بين المناطق والمجموعات السكانية.
ويعد تكثيف الانفاق على الخدمات الصحية من ابرز الملامح الرئيسية لنمو القطاع الصحي خلال عهد الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ فقد بلغت الاعتمادات المالية المتراكمة لوزارة الصحة خلال خطط التنمية الاربع الماضية (1400هـ ـ 1420هـ) ما يقرب من مئتي بليون ريال هذا بالاضافة الى خمسة وعشرين بليون ريال حتى نهاية عام 1422هـ.
ان البنية التحتية الصحية المتطورة والمتكاملة تعد من المنجزات المبهرة التي شيدت في هذا الوطن العزيز, رافقت ذلك جهود مقدرة في اصدار الانظمة والقوانين المنظمة للرعاية الصحية لمستحقيها مثل نظام الهيئة السعودية للتخصصات الطبية ونظام مزاولة مهنة الطب البشري وطب الاسنان ونظام رعاية المعوقين عوضا عن نظام الضمان الصحي التعاوني الجديد الذي بدأ تطبيقه بالفعل حيث من المؤمل ان يسهم في توفير الحماية الصحية لافراد المجتمع من المواطنين والمقيمين.
وفي الذكرى الـ 21 لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في هذه البلاد فان قليلا من الوفاء يكون لازما للجهود المباركة التي بذلت في المجال الصحي ونحن اذ نعيش هذه الذكرى الغالية على نفوسنا جميعا.. لنبتهل الى الله عز وجل ان يمد في عمر مليكنا المفدى وان يشد عضده بسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ـ حفظهم الله جميعا ـ.
*وزير الصحة