حاجتنا لبعضنا لا تعني أبدا ضعفنا ودموعنا لا تعني عجزنا وحتى خسارتنا لاعز وأغلى ما نملك فهي ليست نهاية العالم, بل كل ذلك هو البداية الحقيقية لنعرف من نحن في قلوب من نحب وماذا يمكن ان نقدمه لهم وبشكل أفضل. وكيف يمكن ان تتواصل عطاءاتنا وتتوهج مشاعرنا لنكون في سعادة حقيقية سعادة نحن من يوجدها بداخله وليس غيرنا.
ومستشارك الاجتماعي ما هو إلا أنت فلا تخجل منه ولا تتردد في سؤاله وسوف تجد منه ما يشعرك أنك أكبر مما كنت تظن. المشكلة:
منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا ألاحظ على أحدى صديقاتي تصرفات غريبة لم ارتح لها ولكن بحكم انها صديقتي فانني كنت اغض النظر عن تصرفاتها معي إلا انني لاحظت في الفترة الأخيرة بانها تتمادى أكثر وأكثر لدرجة انها تحاول التدخل في موضوعات خصوصية لا تعنيها وليس لها علاقة بها. حتى زميلاتي أصبحت تسألني عنهن وكأنها تحقق معي كأنها تقول لي دعيهن وشأنهن.
بصراحة أصبحت أتضايق منها لانها تلاحقني وتحاول ان تكسب ودي ولكن طريقتها منفرة فماذا أفعل؟ أرجوك؟ فأنا لا أريد ان احرجها خاصة وهي طيبة وعلى نياتها.
الرد:
من عبارتك ياأختي استطيع ان أقول بأنك حساسة جدا وهذا ما يؤلمك بدليل انك تحبينها ولا تودين احراجها معك. وهذا شعور طيب منك.
ولكن ما يجب ان تعرفه ان تصرف هذه الصديقة معك هو ما يسمى بالاعجاب الذي أصبح ظاهرة كبيرة جدا في صفوف الفتيات.
على وجه التحديد دون التقيد بالعمر او بمرحلة دراسية معينة ان هذه الصديقة على ما يبدو تفتقد أشياء كثيرة وجدتها فيك ولم تجدها في غيرك, ومع مرور الوقت أصبحت ترى فيك أشياء حلوة تتمناها وتريحها لدرجة انها بدأت تعتقد انك ملك لها فقط وليس لاحد غيرها. وهذا هو مكمن الخطورة اقصد المشكلة التي تجب ان نتوقف عندها.
ان الاعجاب بالآخرين شيء طبيعي جدا وليس عليه غبار لانه يعني في مضمونه التقدير والاكبار لهذا الشخص المعجب به.
وبيني وبينك كل منا بحاجة لنوع من الاعجاب من الآخرين لان هذا الاعجاب به يزيد ثقته بنفسه ويرفع معنوياته.
ولكن الى أي مدى نعجب بالآخرين؟ أقصد الى أين يقودنا هذا الاعجاب؟ هل الى تقليد هذا الشخص ومحاكاته بكل ما فيه؟ حتى لو كانت صفاته سيئة ولا تتناسب وقيمنا وتقاليدنا ومبادئنا كما هو الحال حينما نعجب بالفنانين مثلا؟ أبدا هنا يجب ان نتوقف ونراجع هذا الاعجاب ونعيد النظر فيه.
انا ما يزعجنا في هذا الاعجاب وما يتعبنا فيه هو تجاوزه لمرحلة الاعجاب الى مرحلة الحب من طرف واحد. وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية التي تتعمق أكثر وأكثر حينما يكون هذا الطرف الذي نحبه بل نعشقه وندافع عنه لا يدري بنا ولا يعرف مكانه لدينا او ما يسببه لنا من آلام نفسية ببعده عنا.
ان ما يهمنا في الموضوع الآن هو أنت وكيف تتخلصين من هذا الموقف. أليس كذلك؟ ولكي اريحك دعيني أقول لك انك بحاجة لنوع من الصراحة والمواجهة مع هذه الصديقة ولكن بطريقة هادئة لا تجرحها انت بحاجة لان تقولي لها بأنك تحبينها وتعزينها كغيرها ولكن هذا لا يعني ان تتدخل في خصوصياتك وان تحدد لك نوع علاقاتك وحجم صداقاتك.
هي بحاجة لان تفهم منك هذا بأسلوبك أنت مع اشعارها بان ذلك لن يؤثر على صداقتك معها او مكانتها لديك بل بالعكس سوف تقدرينها أكثر. لان من يحب لا بد ان يقدر حبيبه ألا ترين ذلك؟ ام ان لك وجهة نظر أخرى.
وفقك الله وأكثر محبيك وجعل محبتكم على الخير دائما وتذكري دائما انه الاعجاب ولا أكثر وليس فيه ما يقلق بإذن الله.