تأليف: مارجوري بيرلوف
الناشر: اكسفورد ـ بلاكويل 2002
الصفحات: 222 صفحة من القطع الكبير
مؤلفة هذا الكتاب هي الناقدة الامريكية مارجوري بيرولوف. وهي من كبار نقاد الادب والشعر في امريكا. وكانت اول من اكتشف اهمية الشاعر فرانك اوهارا. وقد نشرت عنه دراسة مطولة عام 1977. ثم نشرت عدة دراسات نقدية بعدئذ وحاولت ان تكشف عن العلاقة بين جيل اوهارا وجيل الشاعر الفرنسي الشهير آرثر رامبو.
وفي هذا الكتاب الجديد تتحدث الناقدة عن شعر (ت. س. ايليوت.) ومعلوم ان هذا الشاعر كان قد اثر كثيرا على الحداثة الشعرية العربية والعالمية في آن معا. وقد ولد في امريكا عام (1888) ومات في انجلترا عام 1965. في الواقع انه هاجر من امريكا مبكرا واستقر في انجلترا حيث نال الجنسية الانجليزية واصبح معتبرا كشاعر انجليزي اكثر مما هو امريكي. فبدءا من عام 1917 استقر في لندن وراح ينشر قصائده في المجلات. وهناك تفتحت مواهبه وازدهرت اشعاره. ولكنه لم ينل الشهرة والمجد الا عام 1922 عندما اصدر قصيدته الشهيرة "الارض الخراب".
وبعدئذ راح يحتل المكانة الأولى في الشعر الانجليزي ويساهم بكل نشاط في الحياة الادبية للعاصمة البريطانية. وراح يكتب دراسات نقدية ايضا ولم يكتف بالشعر. في الواقع ان الشعراء الكبار كانوا في معظمهم منظرين للشعر. يكفي ان نفكر هنا، ولو للحظة، ببودلير، او رامبو، او فيرلهني، او مالا رميه، او فاليري، او سواهم..
وفي لندن ساهم في الثورة الشعرية الجديدة والتقى بشخصيات ادبية كبيرة من امثال: عزرا باوند، فيرجينيا وولف، يتيس، جوبيس، د. ه. لورنس، الخ.
وكانت فترة خصبة فعلا في حياة انجلترا والادب الانجليزي من شعر ورواية ونقد.
وفي عام 1927 تخلى ت. س. ايليوت عن الجنسية الأمريكية وتبنى الجنسية الانجليزية كما قلنا. وعندئذ صرح بعقيدته الحميمة قائلا انه: كلاسيكي في الادب، ملكي في السياسة، كاثوليكي في الدين!..
ويرى البعض ان (ت. س. ايليوت) هو اكبر شخصية ادبية انجليزية في النصف الأول من القرن العشرين. فقد كان مجددا في مجال الشعر، ومنظراً نقدياً رفيع المستوى ومارس التجريب في مجال الابداع المسرحي..
ولكن لايمكن ان نفهم اهمية شعر (ت. س. ايليوت) الا اذا وضعناه داخل السياق النقدي والشعري للسنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى ولحقتها مباشرة فقد مارس تجديداً جذريا في مجال الكتابة الشعرية بدءا من عام 1917 والسنوات التي تلتها..