ما زال التوتر والفزع يسيطر على سكان منطقة موليزي في جنوب شرق ايطاليا بعد ان تسببت هزات جديدة في انهيار بعض المنازل المتصدعة واصابة ثلاثة اشخاص بجراح منهم احد افراد فرق الانقاذ العاملين بين انقاض المدرسة في سان جيوليانو دي بوليا.فايطاليا لها تاريخ طويل مع الزلازل والبراكين ومازال المؤرخون يعيدون للذاكرة كوارث سجلها التاريخ واطلق مؤخرا على ايطاليا انها قنبلة جيولوجية موقوته.
ولعل تلك الذكريات والتراكمات التاريخية زادت من معاناة سكان سان جوليانو .فقد قضت العائلات الثكلى والخائفة من حدوث مزيد من الهزات الارضية الليل في مخيم مؤقت في بلدة سان جوليانو دي بوليا الزراعية الايطالية الصغيرة حيث قتل 26 طفلا عندما دمر زلزال مدرستهم .
وقالت ايلينا البالغة من العمر 62 عاما والتي تعيش في البلدة البالغ عدد سكانها 1200 نسمة (هذا اكثر مما تتحمله بلدة واحدة. لا اعرف ماذا سنفعل الليلة).
وقال المعهد القومي للدراسات الجيوفيزيقية ان الزلزال الذي بلغت قوته 4ر5 درجة بمقياس ريختر كان اعنف زلزال تشهده ايطاليا منذ عام 1997. وذكر معهد المسح الجيولوجي الامريكي ان قوة الزلزال بلغت 9ر5 درجة.
ووقع زلزال ثان يوم الجمعة بلغت شدته 3ر5 درجة بمقياس ريختر مما دفع الشرطة لمطالبة السكان لاخلاء البلدة تفاديا لمزيد من الأخطار.وتمضي مئات الأسر الليل في السيارات او في مخيم مؤقت اقامه الجيش على تل يطل على البلدة.
وكان رجال الإنقاذ الذين نجحوا في إخراج 35 شخصا على قيد الحياة معظمهم اطفال من بين الأنقاض يواصلون عملهم عندما وقع الزلزال الثاني يوم الجمعة.
وقال سيلفيو سيلفستريني في المقر الرئيس لفرق الاطفاء في العاصمة روما (عانى الناس في المنطقة بالفعل من زلزال قوي يوم الخميس وكثيرون منهم لم يناموا ليلة الجمعة والآن تقع هزات اخرى). وتسببت الزلازل في تشريد ثلاثة آلاف شخص على الاقل في المنطقة.
وقال شهود عيان ان الزلزال الثاني هز بلدة سان جوليانو دي بوليا باكملها وسبب انهيار مبنى واحد على الاقل كان متصدعا بالفعل ودفع سكان البلدة الى الخروج في الشوارع مذعورين.كما هرع آباء الضحايا الى خارج المشرحة المؤقتة التي اقيمت في مركز رياضي لم يفتتح بعد رسميا. وقال احد الآباء (كنت داخل المشرحة واصيب الجميع بالذعر وهرعوا الى الخارج.بعضهم سقط اثناء التدافع). وفي بلدة كاستلينو ديل بيفرنو القريبة انهار جزء من سقف وبرج اجراس احدى الكنائس.
وفي سان جوليانو قالت بيا البالغة من العمر 9 سنوات والتي كانت ضمن الناجين من انهيار المدرسة اذكر ان المعلمة كانت تتحدث ثم شعرنا بالارض تهتز وسقط السقف فوق رؤوسنا.راح الجميع يصيحون. كنا جميعا خائفين ثم حضر الينا رجال الانقاذ وقال رجال الانقاذ ان المدرسة المبنية في الخمسينات لم تصمم بحيث تحتمل وزن الخرسانة الثقيلة التي بني بها سقف وجدران فصول جديدة اضيفت الى الطابق الثاني.
وقال ميمو نيجرو احد رجال الانقاذ في موقع المدرسة كان السقف الخرساني اثقل مما يبنغي على الجدران وبددت لحظة فرح قصيرة ظلام الساعات السابقة على بزوغ الفجر عندما نجحت فرق الانقاذ في اخراج طفل في الثامنة يدعى انجيلو حيا من بين الانقاض بعد بقائه 16 ساعة بجوار جثة طفلة صغيرة.لكن انجيلو كان اخر الناجين.
وقالت كليمنتينا سيموني المعلمة التي امضت ساعتين تحت الانقاض مع 16 تلميذا قلت لهم ان ينزلوا تحت المقاعد قبل بدء الحجارة في السقوط مباشرة. كنا جميعا نصلي وكنت مرعوبة من احتمال وقوع هزة ثانية.
وقال بيترو لوناردي وزير البنية الاساسية لمحطة تلفزيون "ار ايه اي" ان كل المنازل في البلدة استمرت قائمة باستثناء حدوث تصدعات قليلة والمبنى الوحيد الذي انهار هو المدرسة. لهذا السبب شكلت لجنة تحقيق. وكانت المدرسة التي شيدت في اوائل الخمسينات قبل ان تشدد ايطاليا قوانين البناء محتشدة بنحو 60 طفلا عندما وقعت الكارثة.
وقال بعض الخبراء ان المدرسة لم تبن لمقاومة حمل الخرسانة الثقيلة في السقف والجدران للفصول الجديدة التي اضيفت للطابق الثاني . وكان رجال الانقاذ ينتشلون اخر الجثث من تحت الانقاض عندما وقعت هزة جديدة بعد ظهر الجمعة مما اثار ذعرا على نطاق واسع ودفع الشرطة الى اخلاء السكان لتفادي حدوث اضرار اخرى. وقتل في ايطاليا ما يصل الى 2800 شخصا عام 1980 عندما ضرب زلزال بلغت شدته 9ر6 درجات بمقياس ريختر جنوب مدينة نابولي.
سان جوليانو دي بوليا ـ ايطاليا ـ الوكالات