سعادة رئيس التحرير:
كثيرة هي الصفحات التي تعنى بالشعر الشعبي وأغراضه في بلاط صاحبة الجلالة ولكن قليلا منها ما يحقق الغرض المنشود .. وهو ابراز آفاق جديدة من الابداع في الشعر والأدب الشعبي مع المحافظة على روح الأصالة واحترام ذائقة القارئ وفكره ووقته.. فكثير من الصفحات الشعبية التي تهدر صفحاتها وجهد العاملين بها من أجل ملء مساحات غير موظفة بشكل مدروس , ونحن كمتابعين لصفحة (في وهجير) منذ ان كان اسمها (أفق الصحراء) والتي كان يعدها الشاعر المتميز خضيرالبراق سابقا .. الى معد الصفحة الحالي الشاعر (سالم صليم) نلاحظ الاختلاف في مستوى الطرح والموضوعات في الصفحة في عهدها الأول وما وصلت اليه الآن .. ونحن لا نقلل من شأن ودور محرر الصفحة الحالي ومجهوداته في رفع مستوى الشعر الشعبي ولكن من باب اهتمامنا ومتابعتنا للموروث الشعبي كان لابد من لفت الانتباه لبعض النقاط المأخوذة على صفحة (في وهجير) منها .. ان الصفحة تعطي حيزا كبيرا للإعلان عن رحلات الشعراء وتنقلاتهم أكثر من انتاجهم فهل يهمنا كقراء انتقال الشاعر الفلاني الى جدة او بقاؤه في الشرقية؟! واقتصار الصفحة على عدد معين من الشعراء والشاعرات وكأن الصفحة قد ارتبطت مع هؤلاء الشعراء بعقود احتكار ! وأيضا فاجأتنا صفحة ( في وهجير) بلقاء مع شاعر مغمور (عبد الله ذويبان).. وحقيقة اللقاء في حد ذاته ليس عليه غبار ولكن على ما جاء في اللقاء.. فالشاعر تجاوز البدايات في الحديث عن (الأنا) وليس الشعر.. مما افقد اللقاء الصحفي أهميته وهدفه.
ومن الواضح أن الاسئلة غير معد لها مسبقا وأتت بطريقة عفوية وتناسى المعد أن اللقاء ليس جلسة خاصة وإنما لقاء في صفحة تعنى بالشعر يقرؤها الآلاف على اختلاف مستوياتهم خاصة بعد تدشين موقع جريدة (اليوم) على الشبكة العنكبوتية.
فمن الملاحظ ان المعد لم يتطرق الى أي سؤال يصب في روح القصيدة وأركانها وأغراضها او عن خبرات الضيف ان وجدت أو الشعراء الذين اطلع الشاعر على أشعارهم من الجيل السابق كقدوة له واثروا ثقافته الشعرية او عن آخر كتب الموروث الشعبي التي تصفحها الشاعر ودورها في صقل موهبته الشعرية او حتى عن خططه المستقبلية في الساحة الشعرية التي تحتاج الى الرجوع الى زمن عمالقة الشعر( بندر بن سرور , السديري , رائد الخلاوي , ابن حثلين , ابن لعبون.. وغيرهم) حيث الأصالة والسمو بالمعنى والفكرة.
فمن المهم لنجاح أي عمل كان سواء على صعيد الشعر او الصحافة أو الأدب ألا نعجب (بطنين رؤوسنا) وتضخيم نفوسنا لأن في الإعجاب قتلا لابداعاتنا إذا سلمنا بان فينا ابداعا ما.
وكم نتمنى من صفحة (في وهجير) بالحديث.. ولو قليلا عن شعراء من الجيل السابق وتناول بعض اعمالهم كزاوية ثابتة من اجل اقامة علاقة متواترة مع عظماء الموروث الشعبي على صعيد التفاعل والتواصل في الإبداع لفتح آفاق أرحب للرقي بمستوى ذوق القارئ.. فبدون البحث في مخزون التراث الذي هو حجر الزاوية لجمال اي عمل شعري وذلك من أجل الإضافة والتجديد وليس التقليد . وما أنا متأكدة منه ان الكادر القائم على صفحة (في وهجير) لديه الإمكانية للتطوير والتحديث والارتقاء وتقديم الأفضل والأجدر لتكون الصفحة متميزة تحمل في مضمونها روعة الماضي وابداع المستقبل.
نيروز سالم - الخفجي