أخبار متعلقة
لم نكمل الطريق إلى قصدنا...؟!
لأن المشهد لم يكن مجرد مشهد، بل مالم نشهده منذ زمن!!
وفي لحظة تأمل أو ترقب له.. تسللت الى ذاكرتي مقولة لـ(نيتشه) الفيلسوف الالماني: (ان الانسان يجب ان يبني بيوته عند قمم الجبال.. وفوهات البراكين.. وسفوح الزلازل يجب ان يعيش في خطر، حتى لا يموت حيا)؟!
ولكننا ورغم مانحن فيه من خطورة (حينها) الا اننا متنا احياء وان كان حالنا أفضل سوءا من رعب الاطفال الذين الى جوارنا بسياراتهم التي لم استطع التعرف على نوعها او موديلها.. لسببين..
الأول: لأن معالم السيارة لم تكن واضحة ولا يظهر منها سوى الجزء العلوي فقط؟!
اما السبب الثاني فعائد لكوني آخر واحد يفهم في السيارات وموديلاتها او انواعها باستثناء (الوانيت)!!
وهذه الحالة اجدني اعيش مأزقا مشابها لها عند تداول الحديث (اقتصاديا)!!..
يصيح شاب وهو يمد رقبته من نافذة سيارته التي اخفى (الماء) اكثر معالم هيكلها وبدأت ملامح ماهو اسفل النافذة بقليل جدا، متساوية بذلك مع مالم يغرق من جسد سيارتنا..
وبعد ان احكم تثبيت (قبعته) التي كادت تسقط في (البحر) اقصد (بحر السيول) مساء الاحد الماضي.. قال: (يا ابو الشباب.. وش باقي ونصل لـ(البر)؟!..
سؤال يبدو عليه القلق، الخوف، الترقب، الربكة، ألا تعايش، الضياع اللامتوقع، وكل شيء يدل على ان هذا المخلوق غريب ولا يعرف كيفية الحياة هنا!!
وللحق.. فقد كان الكل كذلك خاصة من كانوا اعضاء في فرقة رعب (نفق كوبري الميناء) ومياه السيول تغرقهم كالطوفان وهي تغطي سياراتهم وكأنها (اسماك) في (البحر) الذين يعرفون مكانه جيدا ولكنهم شكوا في حدود امتداده ذلك المساء!!
طبعا (الشاب) لم يجد جوابا مني ولا من زميلي، لأننا لم نكن نعرف ردا مناسبا حينها، فضلها على عدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث من مستجد بالطقس او نتائجه غير المطمئنة في احسن حالات الافتراض.
فالنفق يكاد يمتلئ تماما بالماء وقد شابه وضعية السدود وعدم قدرة (قنوات تصريف) السيول او الامطار على العمل ولو بنصف ما هو مقدر من معدلات السيول المتوقعة!!
أما صهاريج الصرف الصحي فقد كانت في موقف لاتحسد عليه وشوارع الدمام (تسبح) في (بحر) أول الغيث مع بداية موسم الامطار لهذا العام!!
لانريد ان نتحدث عن دور امانة الدمام او وزارة المواصلات فيما حدث من حوادث سير والاكثر.. السلبية جراء ذلك، لأن الكل قد شاهد ورأى وعايش كل تفاصيل الحقائق غير المقبولة وغير المقنعة البتة!. وجاءت توجيهات صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد - حفظه الله - امير المنطقة الشرقية من اجل العمل وفق افضل السبل في خدمة تصريف مياه الامطار والسيول في اطار تلمس المسؤول في هذا الوطن العظيم لهاجس المواطن في كل الظروف ورغبة في افضل معيشات الحياة له..
ومضى اكثر عمر تلك الليلة المثيرة وانزلت زميلي في نفس المكان الذي كنا قد خرجنا منه بغية شراء ما يدعي (صاحبنا) انه يجيد طبخه من (مأكولات) الشهر الفضيل على ان نفعل ذلك غدا..
اتفقنا واتجهت لـ(الجريدة) وانا احاول ايجاد تفسير مقنع لشعوري بان الصوم في المنطقة الشرقية يختلف عنه في اي مكان آخر من العالم؟!
قبل ان اعرف ذلك مع غروب شمس اليوم التالي ونحن نفطر في (مطعم بخاري) يقدر (الفلل) كثيرا؟!!