رجع بنيامين نتنياهو أمس بعد الظهر لمدة قصيرة إلى المنزل الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلي، في شارع بلفور في القدس. ذلك المنزل الذي اضطر تركه بعد الهزيمة الساحقة في الانتخابات والذي تعهد بالرجوع إليه بأسرع وقت ممكن.
في غرفة الضيوف انتظره صاحب المنزل الحالي، أريئيل شارون. واهتم طاقم المساعدين المحترفين بتقديم مأكولات فاخرة. أما مدير ديوان رئيس الحكومة، دوف فايسغلاس، فقد اهتم بإضفاء أجواء إيجابية مزودا بذلك تقليدا متكاملا لشمعون بيرس.
كل شيء كان لائقا. شارون ونتنياهو أكثرا من الابتسام، في الوقت الذي كان كل منهما يغرس السكين في ظهر الآخر. وذلك لأن كلا منهما يبذل جهودًا للقضاء على الآخر.
فقد عرض شارون على نتنياهو الانضمام إلى الحكومة لعلمه بأن نتنياهو سيرفض. ومن جانبه، رد نتنياهو على اقتراح شارون بالإيجاب، وهو يعلم أن شارون لن يستجيب للشروط التي وضعها، وذلك لأنه تحت غشاء الابتسامات الدقيق والأساليب الرسمية الرقيقة تتكشف الغرائز الحقيقية.
ومن جانب نتنياهو، فقد صمد شارون في رئاسة الحكومة أكثر من المتوقع، وليس لديه أية نية لمنحه أي "مهلة" أخرى كرئيس للحكومة، وذلك لأن صبر نتنياهو قد نفذ وهو يتوق للعودة الى ذلك المنصب.
من الجانب الآخر، يقف شارون، الذي يحارب في معركته النهائية، والذي يرغب في الإثبات بأنه يستحق ثقة المنتخبين لفترة انتخابية أخرى. ورغم التصريحات الجميلة والمجاملات، فلا يقدر بعضهما البعض، حيث تسيطر الكراهية والاستهتار العميق على علاقاتهما.
ويعرف شارون أن شروط نتنياهو حول طرد عرفات وإلغاء موافقته على إقامة دولة فلسطينية، ستحظى بتأييد واسع في اجتماع مركز حزب الليكود الذي سيعقد الأسبوع القادم، لكن حتى ذلك الحين سيتورط شارون حتى عنقه مع الإدارة الأميركية.
وعلى هذه الوتيرة، لم تتمكن هاتان الشخصيتان من العيش في منزل واحد معًا، وسيستمران في ضرب بعضهما البعض بجمرة الحكومة اليمينية المتقدة، حتى يتعب أحدهما أو حتى يفهم شارون أنه ليس لديه خيار حقيقي، إلا الانتخابات المبكرة.
إلا أن رئيس الحكومة لن يصل إلى هناك بعد، فقد وعد أمس: "أدير دفة الأمور بهدوء، دون هيستيريا".
@ شمعون شيفر ـ عن يديعوت أحرونوت