في دائرة سياسة تبادل الأدوار المعهودة داخل الحزب الليكودي الحاكم في اسرائيل يطل على الساحة هذا الصراع التقليدي المكشوف بين شارون ونتنياهو فالثاني يحاول تقليصا لهوة المنافسة في الانتخابات الداخلية للحزب اتهام الاول بانه يسعى حثيثا للموافقة على اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967م اي في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة برئاسة ياسر عرفات ولو كان الاول مكان الثاني لجاءت التهمة متطابقة ومتماثلة فكلاهما وجهان لعملة واحدة ولا يمثلان في كل تصرفاتهما الا دموية الحزب الليكودي وتطرفه وطيشه والا فان ادعاء نتنياهو الاخير بان اقامة الدولة الفلسطينية سوف تلحق اكبر الضرر باسرائيل وتهدد وجودها هو ادعاء فارغ لاصحة له فالعكس هو الصحيح تماما وفقا لمعطيات مبادرات السلام الواضحة واهمها المبادرة العربية الجماعية التي كانت في الاصل مبادرة سعودية تقدم بها الامير عبدالله بن عبدالعزيز امام القمة العربية الدورية الاخيرة في بيروت وتمت الموافقة عليها بالاجماع وتحولت الى مبادرة عربية موحدة وتقضي بالاعتراف العربي الشامل باسرائيل وتطبيع العلاقات معها شريطة ان تمنح الشعب الفلسطيني حقه الطبيعي في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك الرؤية الامريكية التي تقضي باهمية تواجد دولتين في المنطقة فلسطينية واسرائيلية تتمتعان باعتراف شامل وحدود دولية معترف بها ، اضافة بالطبع الى مجموعة القرارات الاممية ذات الشأن المعلقة من الجانب الاسرائيلي بفعل مماطلات وتسويفات ومراوغات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وكل تلك المبادرات والقرارات تمنح اسرائيل الامن وتحقق السلام المنشود في المنطقة بعكس ادعاءات نتنياهو بان اقامة دولة فلسطينية تهدد وجود اسرائيل وتلحق اكبر الضرر بها ويبدو واضحا للعيان من خلال استطلاعات الرأي من اعضاء حزب الليكود الحاكم في اسرائيل ان الامر لا يقتصر على رفض اقامة الدولة الفلسطينية فحسب بل المراهنة على شارون ونتنياهو ايهما اقدر واسبق على تصفية الوجود الفلسطيني برمته.