اختتم وزراء خارجية دول لجنة المتابعة العربية الاجتماع الطارئ مساء أمس الذي عقد في دمشق ولمدة يومين وبجلستين استمرت الاولى أكثر من ست ساعات متواصلة, وقد ناقشت اللجنة آخر مستجدات الاوضاع العربية والبحث عن السبل الكفيلة بتعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق التضامن العربي للدفاع عن مصالح الامة وصيانة حقوقها وامنها القومي وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية وصولا الى اقامة السوق العربية المشتركة.واستقبل الرئيس السوري بشار الاسد صباح امس اعضاء لجنة المتابعة العربية وبحث معهم القضايا المطروحة على جدول اعمال اللجنة واكد على تفعيل العمل العربي المشترك والتعامل العربي واستمع الوزراء الى آراء الرئيس السوري في مجمل الموضوعات التي تم عرضها في اللقاء. وشارك في هذا الاجتماع الطارئ السيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية والسيد محمود حمود وزير خارجية لبنان وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية وفاروق الشرع وزير خارجية سورية والدكتور مروان العشر وزير خارجية الاردن والشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين والسيد الحبيب بن يحيى وزير الشؤون الخارجية التونسية والسيد عبدالعزيز بلخادم وزير خارجية الجزائر والسيد يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان والسيد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية والدكتور علي عبدالسلام التريكي وزير خارجية ليبيا والسيد محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب والدكتور ابو بكر القربي وزير خارجية اليمن.
البيان الختامي
وبعد تدارس الموضوعات المدرجة على جدول الاعمال اوصت اللجنة بما يلي:
- تفعيل مؤسسات العمل العربية المشتركة انطلاقا من الالتزام بمبادئ واهداف ميثاق الجامعة العربية وقرارات القمة العربية بخاصة قرارات قمة بيروت بما يعزز مكانة الامة العربية ويصون هويتها الثقافية ودورها في المنطقة وعلى الساحة الدولية ومكانتها التاريخية ويحقق امنها القومي ومصالحها المشتركة.
- تؤكد الدول العربية على التزامها بمكافحة الارهاب الدولي والتعاون والتنسيق فيما بينها تنفيذا لاتفاقية مكافحة الارهاب.
- التأكيد على التزام الدول العربية بالوفاء بمتطلبات اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتنفيذ كافة التعهدات والعمل على انجاز هذه المنطقة بحلول عام 2005م بشكل كامل وفقا لقرارات قمتي عمان 2001م وبيروت 2002م ودعوة الدول العربية التي لم تنضم بعد الى الانضمام الى هذه الاتفاقية لتحقيق الهدف الاستراتيجي وهو السوق العربية المشتركة.
- يحيي اعضاء اللجنة صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة ومقاومته قوات الاحتلال الاسرائيلية حتى تحرير ارضه المحتلة منذ عام 1967م واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والتأكيد على تسديد الالتزامات العربية بشكل عاجل لدعم هذا الصمود وشدد اعضاء اللجنة على الالتزام بمبادرة السلام التي اقرت في قمة بيروت باعتبارها الاساس الذي يحظى باجماع وتوافق دولي عام لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي الكامل من جميع الاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران 1967م واقامة سلام عادل وشامل في المنطقة وفي هذا الصدد اكد الوزراء عزمهم على اجراء مشاورات دولية خاصة مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن واللجنة الرباعية كي تتحول مسؤولية معالجة الوضع المتفجر والخطير الناجم عن استمرار الاحتلال الاسرائيلي وغياب التحرك الجاد لاحلال سلام عادل وشامل في المنطقة.
- يؤكد الوزراء على قرارات مجلس الجامعة الذي عقد في القاهرة خاصة ما يتعلق منها بالعراق ونوه اعضاء اللجنة بموافقة العراق على عودة المفتشين الدوليين وعزمه على التعاون غير المشروط معهم للتأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل والتأكيد على وحدة العراق وسيادته وسلامته الاقليمية والمطالبة برفع الحظر الاقتصادي على شعبه.
- انطلاقا من اولوية الامن القومي العربي تؤكد الدول العربية الاعضاء التزامها بحل خلافاتها بالطرق الودية فيما بينها في حال وجود هذه الخلافات وعدم اللجوء الى العدوان او التهديد بالعدوان ضد اي دولة عربية شقيقة اخرى والامتناع عن كل الاجراءات التي من شأنها تهديد امنها وسيادتها.
وكذلك تؤكد الدول العربية ان قرار مجلس الامن 1441 لا يعطي الحق في أي عمل عسكري ضد العراق وشدد الوزراء على ضرورة ان تتوقف التهديدات الموجهة للعراق كي ينجز المفتشون الدوليون عملهم في مناخ ملائم تنفيذا للمهام الموكلة اليهم من قبل مجلس الامن. ولدى مغادرته قاعة الاجتماعات وفي تصريح خاص لـ (اليوم) اكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ان الدول العربية تعمل ما في وسعها حتى لا يعاد شبح الحرب على العراق وتجنيب المنطقة كارثة محتملة وان موافقة العراق على عودة فرق التفتيش بدون شروط للعمل في العراق عزز املنا ان شاء الله في ابعاد شبح الحرب. واضاف: وما اجتماع القاهرة لمؤتمر وزراء الخارجية العرب والاجتماع الطارئ اليوم الا في اطار هذا المسعى الذي نأمل ان يتوج بحل الازمة العراقية.