اعتبرت منظمة العفو الدولية ان حقوق الانسان تشكل عنصرا اساسيا في الحرب ضد مرض الايدز وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة هذا المرض والذي صادف أمس.
وقالت المنظمة في بيان ان المعايير المتعلقة بحقوق الانسان ليست عنصرا اختياريا ولكنها عنصر اساسي في الحرب ضد الايدز (مرض نقص المناعة البشرية المكتسبة). واوضحت انالتهميش الاجتماعي والفقر والتمييز مرتبطة بشكل جوهري بفيروس (اتش اي في) ومرض الايدز.
وجاء في البيان ان الاشخاص الذين يخشى ان يتعرضوا لفيروس الايدز اكثر من غيرهم هم الذين يعيشون على هامش المجتمع والمحرومون من حقوقهم الاساسية، حق عدم التعرض للتمييز وحق التعليم وحق الحصول على العناية الطبية والامن الاقتصادي. واضاف ان الاشخاص المعلنين او المفترض انهم ايجابيو المصل قد يتعرضون للتنديد بهم او لسوء المعاملة وان يمنعوا من السفر الى دول اجنبية وان تتخلى عنهم الاجهزة الاجتماعية والصحية او حرمانهم من مسكن او وظيفة. واوضح انه يخشى ان يمنعهم الخوف من حصول مثل هذا التمييز، من الكشف انهم ايجابيو المصل او ان يخضعوا للمعالجة الامر الذي يزيد من خطورة مضاعفات المرض. ودعت منظمة العفو الدولية السلطات الى التحرك. وقال البيان يجب ان تتخذ الحكومات اجراءات لتشجيع ممارسات جديرة بالاحترام في مجال الصحة ومن اجل تجاوز التضليل الاعلامي في صفوف الرأي العام موضحا ان فيروس الايدز لا يزال غير معروف بشكل جيد ويتطلب جهدا مهما لتحسيس الرأي العام به. وكشفت دراسة اجريت في آسيا الوسطى ان ثلث الشابات لم يسمعن ابدا عن الايدز. في حين ان نسبة العدوى بين النساء تتزايد بشكل كبير جدا على المستوى العالمي. واشار البيان الى انه بسبب العنف الذي يتعرضن له، مثل العنف العائلي، تتعرض النساء والفتيات لخطر الاصابة بفيروس (اتش اي في). وبدورها تؤدي اصابتهن به الى نتائج قاتلة مثل تعرضهن للاهمال من قبل عائلاتهن والتمييز داخل مجتمعهن وتعرضهن لأعمال عنف جديدة. ويزداد هذا الوضع سوءا كونهن غير قادرات على الحصول على عناية طبية بما في ذلك المعالجة من اجل الحد من خطر نقل الفيروس الى رضعهن.
وطالبت المنظمة ايضا بالقيام بتحرك في مجال الادوية. وجاء في البيان في يونيو 2001 وخلال دورة استثنائية للجمعية العامة للامم المتحدة حول مرض الايدز قررت 189 دولة التحرك بتبنيها اعلان التزام في هذا المجال. واليوم اصبح اكثر من ملح تطبيق بنود هذا الاعلان. بالواقع، لا يستطيع حاليا ملايين الاشخاص الحصول على علاج مناسب وسيموتون قبل الاوان في حال لم يتمكنوا من الحصول على الادوية التي هم بحاجة اليها بارخص الاسعار. اذن لا يجوز ان تعيق منظمة التجارة العالمية محاولات الدول الفقيرة في تطوير برامج فعالة من اجل تقديم الادوية ضد الايدز لشعوبها.
بدوره احتفل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون باليوم العالمي للايدز أمس بالحث على بذل جهود اكبر لمعالجة ضحايا هذا المرض قائلا: ان الوقاية والتثقيف غير كافيين .
وفي مقال في صحيفة نيويورك تايمز قال كلينتون الذي يترأس جماعة دولية لمكافحة الايدز مع الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا ان 95 في المائة من الناس المصابين بالايدز لا يتلقون علاجا. وقال: نظرا لان الدواء يمكن ان يحول الايدز من حكم بالاعدام الى مرض مزمن ويحد من انتقاله من الام لطفلها فان امتناعنا عن تقديم العلاج سيظهر للمؤرخين في المستقبل على انه مثل العصور الوسطى كاراقة دماء. واضاف انه يوجد ما يقرب من ستة ملايين شخص في الدول النامية مصابين بالايدز ولابد من حصولهم على علاج ولكنه لا يحصلون عليه.