غدا هو يوم العيد، شهر قمري مضيء ونحن في رحاب هذا الشهر الكريم، الذي غير كثيرا من ملامحنا السلوكية والنفسية والجسمية والاجتماعية. لقد اعطانا هذا الشهر الكريم من ملامحه النورانية. ولان ملامح هذا الشهر المعظم متغيرة بالنسبة لامثاله من الشهور والايام. ملامح رمضان ملامح وضاءة بيضاء نقية تسر الصائمين وتبهج المتقين وتسمو بالمسلمين لذلك تغيرت ملامحي وملامحك. نعم، تغيرنا وسمونا عن ملامحنا السابقة التي شملتنا في شعبان وما قبله من الشهور.. بالفعل اخي الصائم, ومن المؤكد ان المسلم الصائم لا يصل الى آخر هذا الشهر الا وقد تسامى في سلوكياته ونقت سريرته، وتعالى في اخلاقه، وارتقى في معاملاته مع نفسه ومع الناس. كل ذلك لانه خشع لربه، واستجاب لاوامره، وابتعد عن نواهيه.. وحاسب نفسه وراقبها واصلح ما افسدته الايام.. وتدرب على هذا الاصلاح.. بل احسبه وقد ذاق لذة التقوى، سيبقى على هذا النهج ما استطاع الى ذلك سبيلا. عزيزي القارىء، وهكذا بدأت ملامح العيد تتراءى في حركة الناس نحو الخياطين.. وبائعي الثياب الجاهزة. وفي حركة الناس نحو بائعي الحلوى والمكسرات والكعك لحيضروها الى منازلهم ليوم غد. ولزوار غد من الاهل والاحباب والاصدقاء، فالعيد فرحة.. واتمام شهر رمضان بالصيام والقيام فرحة كبيرة هذه الفرحة الكبيرة تظهر في مظاهر الناس. يعبر عنها المسلم في يوم العيد.. بالصلاة والزيارات والتهاني ولبس الجديد. والاحتفاء به من خلال الاكلات المتنوعة والالعاب البريئة. كلنا صغارا وكبارا، نساء ورجالا، كلنا اليوم في شغل ليوم غد. هذه زكاة الفطر تخرج من البيوت على شكل اطعمة اهل البلد لتدخل بيوت مستحقيها من الفقراء والمساكين اما عن طريق مباشر او عن طريق غير مباشر كالجمعيات الخيرية وجمعيات البر المنتشرة في ارجاء الوطن الاسلامي. البيوت والمجالس في هذا اليوم تستعد بالنظام والترتيب والنظافة وربما التزين كله ليوم غد فغدا هو عيد المسلمين. غدا صباحا وبعد ان يلوح ضوء الصبح ترى الناس افواجا تمشي متجهة نحو مصليات العيد لتصلي، لتحمد الله تعالى على اتمام هذه العبادة/ النعمة المزجاة من رب العباد.. لعباده المؤمنين. نعم.. تشكر ربها وتحمده وتسأله القبول والمثوبة وتسأله من فضله الذي لا يحد وتسأله من نعمه التي لاتعد. تعلمنا من رمضان الصبر.. والصبر حالة سامية من الايمان والعبادة.. يقول شوقي: " بعض الصبر تجلد.. وثم الحزم والرضا، وبعض تبلد" وهنا العجز والاستخذاء. وليس الصبر غلظة القلب. وبلادة لب. والصوم تأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع، لكل فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة ويحض على النفقة يكسر الكبر ويعلم الصبر ويسن خلال البر حتى اذا جاع من شبع وحرم المترف اسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع، والجوع كيف آلمه اذا لذع. ذلك ملخص شهر الصوم وشيء من حكمته البالغة. فنرجو ان قد تعلمنا الصبر والخشوع والخضوع ولم يكن صبرنا تبلدا، وانما تجلد، لنكون من اهل الحزم والرضا وليس العجز والاستخذاء:==1==
ليت هذا العام كله شهر صوم==0==
==0==وخشوع وخشــــــــية واقتراب
تتسامي الارواح فيه انطــــلاقا==0==
==0==في رضاء المهيمــــــــن التواب
انما الصــــــــــوم جنة وهو درء==0==
==0==من سقام وعصــمة من عذاب
ينضــــــــح الخير ما اطل علينا==0==
==0==ويعيد الرشــــــــــــــاد للالباب==2==