طوقت حرائق الغابات التي تعد الاسوأ منذ نحو 30 عاما، مدينة سيدني الاسترالية امس الجمعة. وارتفع سديم برتقالي من الدخان فوق الميناء نتيجة نحو 70 حريقا مشتعلا على أطراف أكبر المدن الاسترالية.وتوجه أكثر من 500ر3 رجل إطفاء إلى نيو ساوث ويلز من ولايات أخرى، حيث يبذلون جهودا للسيطرة على ألسنة اللهب الممتدة على طول 15 كيلومترا حتى لا تتقدم إلى المنازل.
وقال رئيس خدمة مكافحة الحرائق فيل كوبربرج لم تواجه المناطق المحيطة مباشرة بسيدني تهديدا كهذا خلال العشرين أو الثلاثين عاما الماضية. ودمر 20 منزلا خلال الايام الثلاثة الاخيرة، ومن المتوقع أن يفقد المزيد ما لم تهطل الامطار سريعا. يذكر أن أكبر المدن الاسترالية سجلت أقل معدل لهطول الامطار خلال الشهور الستة الاخيرة مقارنة بالفترة ذاتها طوال القرن الماضي. وساعدت الرياح التي بلغت سرعتها 60 كيلومترا في الساعة على اجتياز الحرائق الطريق السريع بين سيدني وبريسبان وامتدادها إلى مناطق تسكنها أعداد أكبر من السكان.
غير أن غالبية السكان بقوا في أماكنهم. وقالت سيدة تدعى كارين لراديو إيه.بي.سي الاسترالي أنها عاشت في قرية بيرورا طوال حياتها ولن تغادرها. ومع إرهاق فرق الاطفاء وجفاف الغابات غير المسبوق يتشاءم كوبربرج بشأن السيطرة على الحرائق.وقال كوبربرج مشكلتنا أننا نواجه حرائق كثيرة جدا على الارض. وأضاف لدينا حرفيا مئات الكيلومترات من الحرائق في المحيط . من المستحيل عمليا أن نحاصر كل هذا. وقال كوبربرج أن الاختبار القادم أمام رجال الاطفاء سيكون يوم الاثنين عندما ترتفع درجة الحرارة وتقل الرطوبة مرة أخرى.
وعثر على جثة عجوز (81 عاما) في بيت متنقل محترق. وأصبح بهذه الضحية الثانية هذا الاسبوع، وكان الضحية الاولى رجلا في الثالثة والسبعين توفي إثر إصابته بأزمة قلبية أثناء فراره من الحريق. وفي ميناي إلى الجنوب من سيدني تقاوم فرق الاطفاء بمساعدة طائرات ضخ المياه حريقا يتقدم نحو بارنز كريسنت وهو نفس الشارع الذي أطاحت حرائق الغابات في عام 1997 بعشرات المنازل الواقعة به. وقال رئيس ولاية نيو ساوث ويلز بوب كار أن العديد من حرائق الغابات قد أشعلت عمدا، وأن الوقت قد حان لاتخاذ موقف صارم مع مشعلي الحرائق الذين يستغلون الظروف المناسبة لاشعال الحرائق التي أودت هذا العام بحياة سبعة أشخاص وشردت العشرات من منازلهم. وتعهد كار الذي وصف إشعال الحرائق في القارة التي تعاني الجفاف بأنه "أكثر أشكال التصرف المعادي للمجتمع الذي يمكن تصوره في مجتمعنا" بأن هؤلاء الذين سيلقي القبض عليهم بتهمة إشعال الحرائق سيواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى 14 عاما". ومثل مارك جالاغار (18 عاما) أمام المحكمة بتهمة إشعال حريق أودى بآلاف الهكتارات وألحق خسائر بثلاثة منازل يوم الاربعاء. ورفض القاضي إخلاء سبيله بكفالة على أساس أن إطلاق سراحه في ظروف مناسبة لاشعال الحرائق يعتبر تصرفا غير مسئول.