قدر مصدر اكاديمي أمريكي حجم خسائر الجامعات والمعاهد التعليمية والتدريبية الامريكية من انسحاب وانقطاع الطلبة العرب والمسلمين عن دراستهم في الولايات المتحدة الأمريكية وتعذر حصول آخرين على تأشيرات دخول لأمريكا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر من العام الماضي باكثر من 100 مليون دولار تتمثل في الاقساط المقررة للدراسة والتدريب والمصاريف المتوقعة لاقامة هؤلاء الطلبة في الولايات المتحدة.
وأشار الدكتور ادريان سميث من جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة لمجموعة من الطلبة السعوديين الذين التقاهم ان انسحاب اعداد كبيرة من الطلاب العرب وتعذر حصول آخرين على تأشيرات الدخول للولايات المتحدة شكل ضربة كبيرة لعدد كبير من الجامعات الامريكية التي كانت تعتمد بشكل كبير في ميزانياتها على الايرادات التي تحصل عليها من الطلبة العرب والمسلمين الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية وقدر عددهم في عام 2000 بأكثر من 70 ألف طالب ومتدرب يمثلون تخصصات علمية ومهنية مختلفة.
وأشار الدكتور سميث إلى ان السعوديين الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة كانت معظم تخصصاتهم في مجالات طبية وهندسية وفنية وتخصصات أخرى تتعلق بالنفط والغاز الى جانب عمليات تدريب على استخدام بعض الآلات والمعدات العسكرية والمدنية وتقع ضمن علاقات التعاون بين البلدين وأشار الدكتور سميث الى ان الجامعات شكلت ضغطا على الحكومة الامريكية لاعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل احداث 11 سبتمبر من العام الماضي.
من جانب آخر اظهرت احصائية حديثة أجراها المعهد العربي الامريكي ان عدد طلبات البعثات من الدول العربية ودول الشرق الاوسط الدارسين في الجامعات والكليات الامريكية انخفض بنسبة 15 بالمائة في العام الجاري نتيجة الاجراءات التي اتخذتها واشنطن حيال منح تأشيرات الدخول للولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر.
وذكرت الاحصائية التي اجراها المعهد العربي الامريكي ان عدد الطلبة الذين ينتمون إلى دول شرق اوسطية والمسجلين في الكليات والمعاهد الامريكية بلغ هذا العام 8.800 الف شخص تعذر على 600 شخص منهم اي ما يعادل 6.8 بالمائة الانتظام في هذا العام الدراسي بسبب عدم تمكنهم من الحصول على تأشيرات دخول. وأوضحت ان عدد المنتسبين الى الجامعات والمعاهد الامريكية في العام الماضي بلغ عشرة آلاف طالب. واضافت انه تعين على معظم الطلبة الذين ينتمون الى دول شرق اوسطية الانتظار ثلاثة اشهر على الاقل قبل تمكنهم من الحصول على تأشيرات دخول الى الاراضي الامريكية. واوضح المعهد ان الاحصائية اجريت بمشاركة السفارات وعدد من المؤسسات في العاصمة الامريكية واشنطن وهي احد اهم المصادر المانحة للبعثات الدراسية العربية مضيفة ان السفارات وعددا من المؤسسات في كل من المملكة والكويت والبحرين وعمان ومصر والاردن وسوريا والامارات العربية المتحدة واليمن ساهمت بشكل فعال في توفير المعلومات اللازمة لهذه الاحصائية. يذكر ان اعدادا من الطلبة العرب والمسلمين اختاروا تحويل دراستهم اما لفروع الجامعات الامريكية في الشرق الاوسط أو لجامعات في اوروبا وآسيا واستراليا.