حرص الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في قمتهما أمس الاثنين على عدم اظهار الخلافات في وجهات النظر بينهما حول العراق والقضية الفلسطينية والارهاب، في اليوم الاول من زيارة الاسد التاريخية الى بريطانيا، التي انتقدتها اسرائيل بشدة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في مقر رئاسة الحكومة البريطانية اعرب الاسد عن تفاؤله بشأن التوصل الى حل سلمي للازمة العراقية، مشيرا الى تعاون الرئيس العراقي صدام حسين.
أما بلير فقال أن حكومته لم تنته بعد من درس تقرير العراق حول برامجه العسكرية، مشيرا الى انه يتحتم انتظار نتيجة عمليات التفتيش الدولية.
واكد الرئيس السوري انه من المهم تطبيق كل قرارات الامم المتحدة، في اشارة الى عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وشدد بلير على ضرورة التوصل الى حل على اساس مبدأ دولتين تعيشان جنبا الى جنب.
واعلن بلير بعد قليل متوجها الى مجلس العموم انه سيدعو مسؤولين فلسطينيين وكذلك ممثلين عن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة الى لندن في مطلع العام القادم لبحث كيفية مساهمة الاسرة الدولية في اعادة السلام الى المنطقة.
وشدد بلير والاسد على مكافحة الارهاب. واكد الرئيس السوري ان بلاده تكافحه منذ سنوات.
وسئل الاسد عن وجود منظمات ارهابية في بلاده، فاكد انه لا توجد في سوريا اي منظمة تدعم الارهاب، بل ملحقون صحافيون يمثلون الفلسطينيين، من دون ان يذكر اي مجموعة فلسطينية تحديدا. وقال انه في ما يتعلق بالاصطلاحات، قد نتفق وقد لا نتفق عليها. وتابع في منطقتنا نطلق عليهم اسم ملحقين صحافيين، وليس منظمات ارهابية.
واشار بلير من جهته الى وجود اختلافات في الرأي مع ضيفه، مشددا على انه من المهم اقامة حوار مع سوريا مهما كان مستوى الاختلافات في وجهات النظر. واشار الاسد الى انه متفق مع بلير حول معظم المسائل الجوهرية. وحرص الاسد هذه المرة على عدم احراج بلير مثلما فعل خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني الى دمشق في تشرين الاول/اكتوبر 2001، حيث دافع الرئيس السوري آنذاك عن الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات ضد اسرائيل، فشبههم بالمقاومين الفرنسيين ضد الاحتلال الالماني خلال الحرب العالمية الثانية. وسيلتقي الرئيس السوري اليوم الثلاثاء بالملكة اليزابيث والامير تشارلز في قصر باكنغهام. وسيجري محادثات الاربعاء مع وزير الدفاع جيف هون.