كان اهتمام أديباتنا وكاتباتنا بالصحافة مبكرا، ويمكن القول ان أقلاما نسائية بارزة كان لها دورها الايجابي في دعم مسيرة الصحافة في بلادنا، سواء بالمشاركة في الكتابة، أو بالاشراف المباشر على الاقسام النسائية في هذه الصحف التي ادركت قياداتها اهمية وجود المرأة الى جانب الرجل لضمان نجاح العمل الصحفي، كما هو الشأن بالنسبة لأعمال كثيرة خاصة تلك الأعمال التي أثبتت فيها المرأة تفوقها وتميزها في الاعمال المتاحة لها. مما اتاح لها تسلم مناصب قيادية في مجالات عديدة ومنها الصحافة المحلية، وبكل جدارة واقتدار، ومع ذلك نجد من يشكك في قدرة المرأة على خوض معترك العمل الصحفي وهو تشكيك في غير محله، لأن الاقسام النسائية في صحافتنا تزخر بالأسماء اللامعة ذات العطاء الفكري والثقافي المتميز، الذي لا تملك الا الإعجاب به وان اختلفت معه في الرأي. وهذا العطاء ليس جديدا، ولعل المتابع لصحافتنا المحلية يتذكر ان الاستاذ رضا لاري عندما كان رئيسا لتحرير جريدة (عكاظ) اصدر قرارا عام 1400هـ بتعيين الاستاذة سارة القثامي في وظيفة (مدير تحرير اول) في جريدة (عكاظ) وكذلك جريدة (الرياض) عينت الكاتبة المبدعة والقاصة المعروفة د. خيرية السقاف في وظيفة (مدير تحرير) فقادت فريق العمل النسائي في الرياض خير قيادة انعكس على مستوى المادة الصحفية التي قدمها ذلك الفريق فترة قيام د. خيرية بهذه المهمة وجاء تعيين د. أمل الطعيمي في وظيفة (مدير التحرير للشئون النسائية) في جريدة (اليوم) ليكتمل انجاز اليوم الصحفي في مجال قياداتها البارزة، وقد استطاعت د. أمل الطعيمي ان تحيل القسم النسائي في (اليوم) الى خلية عمل تتكاتف فيها الجهود لتقديم عمل صحفي متميز، تساندها في ذلك تجربة أكاديمية كبيرة، وثقافة واسعة يمكن إدراكها من كتاباتها النابضة بالحيوية والحرص على تلمس هموم المجتمع والحياة، بأسلوب أدبي رشيق. وارجو ألا تنسى في خضم العمل الصحفي، الاهتمام بالأدب والنقد وهو مجال تخصصها الأكاديمي.
لقد نجحت المرأة في بلادنا في مجال الصحافة كما نجحت في مجالات عديدة اخرى، تعدت حدود الوطن، لتكون لها مكانتها المرموقة على المستوى العربي والدولي، وهذا خير رد على من يشكك في نجاحها في أي مجال من مجالات العمل المتاحة.