تواصل المنظمات الفلسطينية سلسلة حواراتها الداخلية للم الصف الفلسطيني هذا الاسبوع في القاهرة وقد انضمت جبهة التحرير الفلسطينية التي يقع مقرها في العراق ويرأسها محمد عباس (أبو العباس) الى بقية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
وقالت مصادر فلسطينية أن محمود عباس (أبو مازن) أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سيرأس وفد حركة فتح التي تعد الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وقال نبيل أبو ردينة أحد كبار مساعدي عرفات أن أبو مازن سيرأس الوفد الفلسطيني في القاهرة غدا السبت. ويوجد وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نايف حواتمة بالفعل في القاهرة، وهو يجري محادثات مع المسئولين المصريين للإعداد لجلسة الحوار الفلسطيني. كما يتوجه ممثلون لحركة المقاومة الاسلامية حماس من سوريا إلى القاهرة للمشاركة في الحوار الذي ترعاه مصر وتتوسط فيه ويهدف إلى دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقد تقابل زعماء حركتي حماس وفتح منذ حوالي أسبوعين في القاهرة واتفقوا على تجديد وتوسيع نطاق حوارهم ليشمل فصائل أخرى في منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمات إسلامية وأحزابا أخرى. وأجرى ممثلون لمنظمة الجهاد الاسلامي محادثات مع عدد من كبار المسئولين الامنيين المصريين في القاهرة في الاسبوع الماضي، وهم يعتزمون أيضا حضور الحوار الذي سيبدأ بوساطة مصرية في أول الاسبوع المقبل. وفي الاراضي الفلسطينية هناك 13 منظمة وحزبا إسلاميا وقوميا. ولا يشمل الحوار الاجنحة المسلحة التي يشترك أعضاؤها في القتال ضد إسرائيل. وقالت مصادر رسمية طلبت عدم ذكر أسمائها أن الاحزاب والمنظمات وافقت مبدئيا على تنسيق الانتفاضة الفلسطينية الراهنة - انتفاضة الاقصى - ووضع حد للجانب العسكري للانتفاضة أو عسكرة الانتفاضة الثانية التي انطلقت في نهاية سبتمبر/ من عام 2000 ويعني ذلك الحد من استخدام الاسلحة وتحويلها إلى انتفاضة شعبية كما حدث في الانتفاضة الاولى التي كانت قد اندلعت السابع من ديسمبر/ من عام 1987 وعرفت بانتفاضة الحجارة. من جهة اخرى دعت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين الى حماية الانتفاضة الفلسطينية واستمرارها لتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال بيان مشترك وزع في المناطق الفلسطينية صدر عن الجبهتين ان الضرورات الوطنية والاحتياجات الموضوعية لنضال شعبنا وصموده تتطلب الاقلاع عن المراهنات العقيمة على الوعود والخرائط والمشاريع الأمريكية وذلك في تعبير عن رفض الجبهتين لخطة خارطة الطريق التي عرضتها الادارة الامريكية مؤخرا على السلطة الفلسطينية.
وطالب البيان السلطة الفلسطينية بالتوقف عن السياسة الانتظارية والخروج من دوائر الوهم والاستجابة لنبض الشعب وقوى الانتفاضة والمقاومة.واعتبرت الجبهتان ان تنقية الأجواء الوطنية الفلسطينية واعتماد القانون والحوار الديمقراطي هي وسيلة حل الخلافات.
وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الفلسطينيين وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات المعتقل في سجن أريحا والشروع في حوار سياسي يتجاوز المستوى الثنائي الى الشامل بين جميع الفصائل الفلسطينية.
ودعت الجبهتان الى سن قانون انتخابي فلسطيني جديد وفق مبدأ التمثيل النسبي والذي يوفر شمولية المشاركة للجميع في القرار السياسي ويضمن عدالة التمثيل ويقلص الى ابعد الحدود الدوافع الشخصية والذاتية والأنانية والعشائرية ويقدم عليها المصلحة العليا للفلسطينيين
وكان وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه قد صرح بأن السلطة الفلسطينية تبحث عن قرب خطة السلام الامريكية المعروفة بخارطة الطريق والرامية إلى إنهاء النزاع مع إسرائيل وإحلال السلام في المنطقة. كما ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رأس اجتماعا للجنة العليا للمفاوضات الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الاربعاء الماضي وناقش الافكار الجديدة التي ذكرت في الخطة المعدّلة. وقال عبد ربه أن اللجنة درست الخطة بعناية وبعمق لاعداد التحفظات الفلسطينية على النقاط التي تريد القيادة الفلسطينية مناقشتها مع الولايات المتحدة وسائر الاطراف. وأوضح أنه بعد أن تدرس القيادة الفلسطينية الخطة وتعد تعليقاتها وتحفظاتها، ستناقش هذه الخطة أيضا مع الاخوة والاصدقاء العرب والاجانب. وأضاف أن هناك موقفا إيجابيا بالنسبة للقبول بالخطة، باستثناء بعض النقاط التي يلزم إيضاحها وتفصيلها، وبخاصة موضوع المراقبة الدولية لتنفيذ الخطة من الجانبين. وقال عبد ربه أيضا أنه تم الاتفاق على أنه بدون طرف دولي ثالث ستتهرب إسرائيل كالمعتاد من تنفيذ تعهداتها. وأضاف أن كل النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية يجب وقفها. ولم تشر الخطة المعدّلة لخريطة الطريق إلى أي شيء يتعلق بتجميد أو وقف نشاطات الاستيطان الاسرائيلية في الضفة الغربية وغزة، كما أنها لم تتعرض لكبح جماح العنف من جانب الفلسطينيين. وقال عبد ربه إن أهم وأول خطوة يجب تنفيذها في هذه الخطة هي الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي من جميع الاراضي التي احتلت بعد 28 سبتمبر/ عام 2000 (تاريخ بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية).