مع اندلاع انتفاضة الاقصى في 28/9/2000 دخلت عملية التسوية في قضية الصراع العربي الاسلامي ضد الكيان الصهيوني مرحلة جديدة أبرز سماتها الفشل في اغلاق ملف عقد الصراع الرئيسية كذلك ادراك ابعاد هذا الصراع ومستوياته ودوائره الحقيقية والاكتفاء بالشعور الوهمي بالانتصار لمجرد توقيع اتفاقيات بين طرفين فلسطيني ضعيف لا يمتلك مفاتيح القضية وطرف اسرائيلي يملك مفاتيح الغطرسة والقوة كذلك الفشل في انهاء ملفات الصراع الكبرى الحقيقية كملف الجولان وملف ما تبقى من الجنوب اللبناني وملف 5 ملايين لاجئ فلسطيني وملف المستوطنات الصهيونية بالاضافة الى فشل مشروع التسوية السياسية الذي كان موجوداً قبل الانتفاضة في المنطقة.
وفي هذا الاطار يرى الدكتور رفعت سيد احمد في كتابه الجديد الصادر عن دار الفكر بدمشق تحت عنوان: (من التطبيع الى الانتفاضة ـ صراع ومقاومة) ان مشروع التسوية السياسية للصراع مع الكيان الصهيوني والتي دشنت اولى خطواتها في اتفاقية كامب ديفيد سنة 1979 قد بدأ في الترنح واعاد الصراع الى اصوله الاولى كما ان اكتمال مشروع المقاومة اللبنانية بالانتصار يوم 25/5/2000 واشتعال الانتفاضة الفلسطينية قد ساهما في انهيار مشروع التسوية السياسية بالكامل. الكتاب صدر في 200 صفحة من القطع الكبير.