يسيطر القلق على الولايات المتحدة التى باتت وهى تستقبل عام 2003 تسعى لحماية نفسها من اعتداءات جديدة مدمرة تعتبر انها ستتعرض لها حتما خصوصا وان تنظيم القاعدة ما زال ناشطا على ما يبدو.
والاعتداءات التي شهدتها اسيا وافريقيا في الاشهر الاخيرة اكدت ان أمريكا ومصالحها في الخارج وحلفاءها لا تزال هدفا لتحركات اسامة بن لادن وتنظيمه.
واوضح جون بايك الاختصاصي في شؤون مكافحة الارهاب "نبدأ عام 2003 ولدينا شعور بان شيئا ما سيحصل". ويشاطره هذا الاحساس السيناتور الديموقراطي بوب غراهام الرئيس المنتهية ولايته للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ. يقول غراهام "يبدو من شبه المؤكد ان الامريكيين سيواجهون خلال الاشهر المقبلة هجوما آخر قد يوازي فى حجمه اعتداءات 11 سبتمبر 2001".
وتكثر بهذا الصدد السيناريوهات والافتراضات الكوارثية ويعزز من انتشارها الحرب الامريكية الوشيكة على العراق واحتمال التعرض لرد من بغداد.
وجاء الهجوم بالصواريخ على طائرة تشارتر اسرائيلية تنقل 271 راكبا في 28 نوفمبر في كينيا ليعزز فرضية امتلاك تنظيم القاعدة لصواريخ وهي فرضية سبق ان طرحت في ما مضى.
وكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) جورج تينيت قد اعلن في سبتمبر متوجها إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان تنظيم القاعدة "اعاد تشكيل نفسه". وقال محذرا "يريدون مهاجمتنا..التهديد اليوم بنفس درجة الخطورة التى كان عليها خلال الصيف الذي سبق11سبتمبر. المسألة خطيرة".
واضافة الى الصواريخ قد يعمد الارهابيون الى استخدام شاحنات مفخخة او حتى الى عمليات انتحارية فى الاماكن العامة. ولا يستبعد الامريكيون حتى احتمال التعرض لهجوم كيميائي. واوردت صحيفة واشنطن بوست ان بعض المسؤولين الامريكيين يطرحون احتمال ان يكون اسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة حصلوا من العراق على مادة سامة للاعصاب ذات مفعول صاعق هي المادة في.اكس.
ولكن جون بايك يعتقد ان توقع سيناريوهات الكوارث المحتملة غير كاف.وهو يضم صوته الى اصوات العديدين في الولايات المتحدة الذين ينتقدون عدم وجود درجة كافية من التعبئة لدى السلطات الامريكية ازاء امكان التعرض لاعتداء جديد. ويقول بايك محذرا: "الحقيقة اننا على استعداد لسحق العراق، غير ان احدا لا يوظف جهوده في تعزيز الامن داخل الاراضي الامريكية... الى ان تحصل الاعتداءات المقبلة".
ولم تتشكل بعد وزارة الامن التي تعتزم واشنطن انشاءها. وستضم هذه الوزارة حوالي 170 الف موظف فدرالي و22 قسما، سعيا الى حد اقصى من الفاعلية.
ولا تزال السلطات المحلية فى الولايات المختلفة تنتظر المبلغ الذي وعد الرئيس الامريكي جورج بوش في فبراير بتخصيصه لها وقدره 5ر3 مليار دولار، من اجل تعزيز عمليات الاغاثة في حال التعرض لاعتداء.
ويبدو ان الكونجرس يعي هذه الثغرات ونقاط الخلل فقد اصدر اخيرا تقريرا يوصي باستحداث منصب "رئيس اعلى لسائر اجهزة الاستخبارات" وتعزيز الوحدات شبه العسكرية التابعة للسي.اي.ايه. واعادة تنظيم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي.).
ويرى دانيال بنيامين العضو السابق في مجلس الامن القومي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون ان "التهديد متوقع الى حد بعيد".
ودعا توم ريدج وزير الامن الداخلي حكام الولايات الى توخي الحذر. وحذرهم من ان "النظام لن يكون يوما متكاملا". واضاف "علينا ان نصيب الف مرة في اليوم سبعة ايام في الاسبوع وفي كل اسبوع من السنة. اما هم (الارهابيون)، فيكفي ان يصيبوا مرة بين الحين والاخر".