كشفت وسائل الاعلام الامريكية أن ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش طورت خطة لممارسة ضغط اقتصادى ومالى وسياسى على كوريا الشمالية. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" ان السياسة الجديدة المعروفة باسم "الاحتواء المحبوك" ستشجع الجيران الاسيويين لكوريا الشمالية للحد من علاقاتهم الاقتصادية مع بيونج يانج وفى الوقت نفسه يمكن لمجلس الامن الدولى أن يهدد بعقوبات اقتصادية على طردها للمفتشين الدوليين0واضافت الصحيفة انه يمكن أن يطلب أيضا من الجيش الامريكى أن يعترض شحنات الصواريخ وهو الامر الذى سيحرم بيونج يانج من العملة الاجنبية من مبيعاتها الصاروخية.
وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الامريكيين يعتقدون أن لسياسة زيادة عزلة بيونج يانج وممارسة ضغط اقتصادى عليها فرصة أفضل لاجبار القيادة الكورية الشمالية على التراجع عن اعادة تنشيط برنامجها النووي والدخول مجددا فى الحوار الدبلوماسى.وكان المتحدثون باسم ادارة بوش قد ذكروا فى الايام الاخيرة أنه لن يكون هناك حوار مع كوريا الشمالية حتى توافق على التخلى عن برنامجها النووى.
ويعتقد المسئولون فى ادارة بوش أنه يجب ألا تكون هناك حوافز جديدة تعرض على نظام الحكم الكورى الشمالى حتى تصلح انتهاكها لاتفاقها السابق مع واشنطن.ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع بالادارة الامريكية قوله انه اطلق على هذه السياسة "الاحتواء المحبوك" لانها تمثل وضعا مختلفا تماما عن العراق. وفي بكين اعربت الصين أمس عن قلقها البالغ ازاء التطور الحالي حول القضية النووية في كوريا الشمالية0ونقلت وكالة الانباء الصينية "شينخوا" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيان تشاو قوله ان الصين قلقة للغاية ازاء التطور الحالى لقضية كوريا الشمالية النووية وانها تأمل فى تخفيف التوتر من خلال الحوار من اجل الحفاظ على السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة الكورية. واضاف المتحدث الصيني ان جميع الاطراف المعنية يجب ان تتحمل مسئولية الحفاظ على اتفاق عام 1994 والالتزام به. وكانت كوريا الشمالية قد قررت امس الاول طرد مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يراقبون مفاعلاتها النووية ومدى التزامها بعدم تشغيل تلك المفاعلات وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان بيونج يانج لا ترى أي سبب لبقاء المفتشين الدوليين وان الاتفاق الدولي حول تجميد برنامجها النووي ليس ساري المفعول0 وبدأت كوريا الشمالية الاسبوع الماضي بنزع اجهزة المراقبة التابعة للامم المتحدة من احد مفاعلاتها النووية بغية استخدامه مجددا لتوليد الطاقة الكهربائية بعد ان قررت أمريكا واليابان وقف شحنات الوقود اليها0
يذكر ان منظمة تنمية الطاقة فى شبه الجزيرة الكورية كانت تزود كوريا الشمالية بحوالي 500 الف طن من الوقود سنويا تطبيقا للاتفاقية الموقعة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة عام 1994 وتقضى بتخلى بيونغ يانغ عن برامجها لانتاج الاسلحة النووية في مقابل تعهد واشنطن ببناء مفاعلين نوويين حديثين لانتاج الطاقة وقال مسؤولون امريكيون ان ادارة الرئيس جورج بوش بالتنسيق مع الامم المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تعتزم تصعيد الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على كوريا الشمالية اذا رفضت التخلي عن برنامجها النووي.
وفي اطار ما وصفه مسؤول باستراتيجية الاحتواء المفصل تتطلع الولايات المتحدة الى جيران كوريا الشمالية وحلفائها ومن بينهم الصين وروسيا كي ينأوا بانفسهم عن بيونج يانج. وقد تستهدف القوات الامريكية وحلفاؤها ايضا شحنات الصواريخ الكورية الشمالية في اطار جهود اوسع للحد من انتشار الاسلحة ولحرمان بيونج يانج التي تعاني من قلة السيولة من عائداتها من بيع الاسلحة. وبالاضافة الى ذلك قال المسؤولون ان الامم المتحدة قد تهدد بدعم من الولايات المتحدة بفرض عقوبات اذا اتخذ النظام الشيوعي الكوري الشمالي خطوات اخرى لاستئناف عمل محطة للطاقة النووية يمكن ان تستخدم في انتاج بلوتونيوم يدخل في صناعة الاسلحة. وقال المسؤول ان استراتيجيتنا هي التجمع معا وتصعيد الضغط. الكوريون الشماليون يعزلون انفسهم. وعلى الرغم من ان ادارة بوش لا تعتزم القيام بالدور البارز علانية في الدعوة لفرض عقوبات اقتصادية من الامم المتحدة على كوريا الشمالية قال المسؤول نؤيد قيام الامم المتحدة بفرض تطبيق القانون الدولي والقيام بمسؤولياتها. سلوكهم يتطلب عقوبات اقتصادية بموجب القانون الدولي. ويحاول البيت الابيض الذي يركز على احتمال القيام بعمل عسكري لنزع سلاح العراق الحد من اهمية التهديد الذي تشكله بيونجيانج على امل ان يأخذ المجتمع الدولي زمام المبادرة في محاولة اثناء الكوريين الشماليين عن موقفهم.