قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمس الأول واشنطن استجواب العلماء العراقيين في مكان ما خارج العراق ليتمكنوا من التحدث بحرية. وأوضح باول في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" الأخبارية ان العراق بدأ بالسماح لبعض العلماء بالتحدث مع المفتشين الدوليين في فندق الرشيد الذي قيل لباول انه ملغم بأجهزة التنصت. واضح باول أن مسألة وجود أجهزة تنصت في الفندق ليست هي القضية وإنما القضية ما إذا كان هؤلاء العلماء يستطيعون التحدث بحرية والإدلاء بما يعرفون عن مواقع الأسلحة أم لا.
وأوضح باول أن أول من تم استجوابهم جاء برفقة أحد الأشخاص و ان هذا ما يدعونا إلى الاعتقاد بأن استجوابهم في الخارج افضل لهم ويوفر الحماية لأسرهم. وكان باول قد أكد أن واشنطن لن تتردد باستخدام القوة ضد العراق إذا ما تيقن لنا انه تعمد إخفاء هذه الأسلحة وضلل المفتشين الدوليين.
من جهة أخرى وكما في الزيارات السابقة قابل الخبراء الدوليون خبراء ومسئولين في المواقع العراقية والمشبوهة بإنتاج أسلحة دمار شامل وفحصوا معدات ومستندات مصورة وأخذوا عينات.
وكان العراق قد سلم يوم السبت قائمة بأسماء أكثر من 500 عالم عراقي شاركوا في برامج التسلح العراقية على مدى سنوات.
وقد طلبت هذه القائمة بموجب القرار الصارم الذي أصدره مجلس الأمن الدولي رقم 1441 والذي ترتب عليه عودة المفتشين الدوليين إلى بغداد بعد غياب دام قرابة أربع سنوات وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الأمم المتحدة في بغداد هيرو أوكي
الذي قال "استلمنا من مديرية المراقبة الوطنية العراقية قائمة بأسماء الأشخاص الذين لهم صلة ببرامج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية والموجهة ..)" وأذاعت القناة الفضائية العراقية تصريح أوكي عدة مرات وقالت أن المسئولين العراقيين يستجيبون تماما للشروط التي حددها قرار مجلس الأمن. وأوضحت القناة الفضائية أيضا أن المتحدث باسم الأمم المتحدة حرّف أقوال العالم العراقي كاظم مجبل عندما سرد ما جرى في اجتماع مجبل مع مفتشي الأسلحة يوم الجمعة/. وكان مجبل العالم المتخصص في المعادن ثاني عالم عراقي يقابله المسئولون الدوليون في الأسبوع الجاري.
ونفى مجبل أنه قال لفريق الأمم المتحدة أنه شارك في البرنامج النووي العراقي. ووصف المقر الرئيسي لمفتشي الأمم المتحدة في بغداد أنه "قاعدة جوانتانامو جديدة"، مشيرا إلى المنشأة العسكرية الأمريكية في خليج جوانتانامو في كوبا حيث تم احتجاز واستجواب أعضاء في شبكة القاعدة. وقال مجبل الذي اجتمع مع فريق الأمم المتحدة في فندق الرشيد أنه لم يطلب منه مغادرة العراق لطرح أسئلة عليه. وأعلنت الحكومة العراقية أنها لا تعارض ترك العلماء البلاد لإجراء مقابلات معهم، ولكن لا أحد غادر البلاد.