تتعرض المعمورة الى مجموعة متغيرات خطط لبعضها والبعض الآخر ظهر كنتيجة ومازال نهج التغيير مستمرا لترسيخ مبادئ لم يستوعبها المستهدفون فلكل فعل ردة فعل معاكسة مما يتطلب تعديل بعض المسارات لتجنب الصدمات ممن لم تشملهم الخطط ولكنهم ضمن المتأثرين فعندما كانت دول العالم تتجاذبها مجموعة اقطاب كان هناك شيء من التوازن الذي يؤمن الردع ويوجد كيانات متجاذبة نحو القطب ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتقوقع الصين التي تطبخ على نار هادئة تعددت الاطروحات وكثر التنظير حول مايسمى بالنظام العالمي الجديد فتغلغلت مجموعة افكار تلغي جميع الموروثات السياسية والاقتصادية لترسم لنا ادبيات القرن الـ (21). فلم يكن المتسابق على المدارات الفضائية الا حلقة من تلك السلسلة فهي التي ستكون السفير المعتمد بلاحصانة وتدخل كل بيت بلا استئذان. وستشكل اداة من ادوات التغيير وستفرض وجهة نظر الطرف الآخر. وعلى المتلقي ان يذعن للصيغ المستجدة عليه وان يكيف احاسيسه ووجدانه لهذه المؤثرات ويتعايش مع التغير المصاحب لكي يضمن مسايرة الركب. فمن هنا ظهرت لنا بعض الاهتزازات النفسية التي تنم عن تخلف القدرة الاستيعابية لدى الشعوب التي تسمى بالعالم الثالث.
مما خلف لهم فجوة واتسعت الهوة وزاد التباعد بين تلك الايدلوجيات التي اصابها الشدوة من سرعة التدفق واوجد لديها عدم القدرة على الاستيعاب فنتج عنها تخبط عشوائي في تحديد الموافق واصبحت قراراتها انفعالية مهتزة تحت ضغط هستيريا المتابعة وكان لذلك ارتداد على القاعدة الجماهيرية العريضة التي لاتعرف ابعاد تلك الخطط ولاماهيتها وانما تجتر اثارها التي فرضت عليها وتعيش تحت ذلك الغليان تتخبط للبحث عن موطئ قدم فتجدها تائهة بين الكم الهائل من المعطيات فان حافظت على نهجها السابق فاتها الركب واصبحت تلهث للحاق مثل الشعب الصيني.
وان سارعت في خطاها تعثرت كما هو الحال مع الاتحاد السوفيتي.
وليست الشعوب العربية بعيدة عن هذا السياق بل هي مكتوية بناره. فاي سباق هذا الذي تعيشه وقد اسقط كل الاطروحات السابقة من يد شعوب العالم الثالث او الخامس عشر لاادري حيث انها شعوب اتكالية تندب حظها في القسمة وهي منزوية في الركن الخلفي من الكرة الارضية. تلوم العالم المتقدم على سرعته ولا تحاسب نفسها على السبات الذي تغط فيه واستجابت لا اراديا بان تكون حقلا للتجارب وإناء يستوعب مخلفات المبدعين وتوجد لنفسها الاعذار الواهية. حتى اصابتها الكآبة وارتدت عليها بضغوط نفسية الجمت خطواتها واثرت على سيرتها وانعكس ذلك على انتاجيتها لتغير المفاهيم التي اعتادوا عليها وموضوعة في ملفات التاريخ وبما ان هذه الشعوب غير مهيأة للمجابهة والتحدي فقد ظهرت عليهم سمات التخلف في كل خطواتهم المعيشية واصبحت تتقوقع الى الداخل وتجتر اثار الماضي بمظاهر خداعة دون الغوص للحاق والاعتراف بالواقع ومازلنا نصر على القشور ونترك الجذور مما زادنا رهقا.
فصراع المصالح بدأ يسود المجتمعات كنتيجة للاحباطات التراكمية التي احاطت بالفرد في جميع المجالات حيث لاحقت المتغيرات في جميع مناحي الحياة اليومية حيث بات من الصعب علينا ان نوجد التوازن ونفعله.