عزيزي رئيس التحرير
كل متابع لسياسة الولايات المتحدة الامريكية ومدرك لها يعلم تمام العلم بأن واشنطن لم تقم بعدوانها على العراق وشعبه من اجل ما تدعيه من تحرير الشعب العراقي من الرئيس السابق صدام حسين او من اجل ما تدعيه من ان النظام السابق يطور اسلحة ذات تدمير شامل. لعدة اسباب من اهمها ان صدام حسين جاء بقرار امريكي وقام بحروب نيابة عن امريكا وبايعاز وتشجيع منها وحتى آخر يوم في حكمه كان يخدم المصالح الامريكية ولعل موت او اغتيال ابو نضال يأتي في هذا السياق. لكن مصالح امريكا وتواجدها على الساحة في العراق اكبر واهم من صدام حسين. وها نحن نرى اليوم كيف تتجاهل واشنطن ابو عمار الذي انتخبه الشعب الفلسطيني فهي اذا ضد الديمقراطية!! التي تتشدق بها. لكن الدور الاوروبي بدأ يتبلور ويأخذ خطا متباينا في واشنطن. لان اوروبا بدأت تشعر بالتهديدات المباشرة لمصالحها وخاصة اتخاذها قرارات بمعاقبة فرنسا لعدم موافقتها على الحرب التي شنتها امريكا دون غطاء دولي. ومن اليوم سنجد ان اوروبا كدول ستسعى الى مزيد من التعاون الاستراتيجي ورص صفوفهم ودعم عملتهم الموحدة اليورو لمواجهة واشنطن بهدوء وعلى طريقة الخطوة تلو الخطوة.
ان واشنطن اذا استمرت في طغيانها فانها ستفيق على ان جميع شعوب العالم ضدها.
د. عبدالاله المحمود