كانت مفاجأة كبري هذا الإعلان الذي أعلنه محسن صالح المدير الفنى لمنتخب مصر القومى عن ضم لاعب نادى الزمالك حسام حسن عقب مباراة المنتخب المصري الودية مع نظيره الفرنسي فى باريس و بعد جلسة خاصة طلب عقدها مع اللاعب ، و قد يكون هذا القرارمقنعا لمن لا يعلم حقيقة الخلاف التاريخي بين محسن صالح و حسام حسن أما من يعلمون حقيقة الخلاف فمن المؤكد أنهم أحسوا بما فى كلمات محسن صالح من بذور لمشكلة فى طريقها أن تنبت قريبا لتبعد حسام عن منتخب مصر و فى نفس الوقت لا تضع محسن صالح فى الموقف الحرج الذى وضعه فيه الرأي العام بسبب تألق حسام حسن و تفوقه على أقرانه من المهاجمين الشباب .
ولابد أولا من العودة إلى أصل المشكلة بين الطرفين و ذلك قبل عام 1996 وذلك حينما واجه المنتخب المصري مشكلة كبيرة بسبب سوء اختيار المدربين الأجانب عقب الإقالة الثانية لمحمود الجوهرى ، فاستعان اتحاد الكرة المصري بالهولندى راوتر و اختار محسن صالح مساعدا له ، لكن راوتر هرب من تدريب المنتخب قبل ليلة واحدة من مباراة المنتخب المصري مع نظيره الجزائرى فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية بالعاصمة وهران و كان من الطبيعي أن يتولى محسن صالح قيادة المنتخب المصري فى هذه المباراة و رغم هزيمة مصر بهدف أحرزه الجزائرى قاسي سعيد إلا أن الاتحاد المصري أعلن ثقته فى محسن صالح الذى أصبح بين ليلة و ضحاها مديرا فنيا لمنتخب مصر ، و الحق أن خبرته التدريبية وقتها لم تكن تؤهله لقيادة منتخب مصر فأراد أن يضع لنفسه تاريخا خاصا فأعلن أنه بصدد تجديد صفوف المنتخب القومى و كان القرار فى ظاهره إعطاء الفرصة للاعبين صغار السن لكى يتألقوا فى منتخب مصر و لكن باطنه كان يتأكد منه أنه كان يهدف إلى التخلص ممن لمعوا على يد الجوهري و كان منهم حسام و توأمه إبراهيم حسن.
ولقي القرار تأييدا كبيرا من المسؤولين و الجماهير فى مصر و لكن سرعان ما انقلب الجميع عليه بعد أن فشل فى إيجاد البديل الكفء و كان أساس الاعتراض هو البديل المختار لحسام حسن و كان مهاجم اسمه عبد الله الصاوى من نادى القناة ولم يكن يمتلك أى مهارة لاحتلال مكان حسام حسن فهاجمت جماهير الأهلى الذى كان حسام يلعب له وقتها محسن بسبب التوأم و فى نفس الوقت اندلعت معركة أخري بين الطرفين على صفحات الجرائد ، و فى أحد الأيام و بعد التدريب الأساسي لفريق الأهلى اصطحب مدافع الأهلى السابق محمود أبو الدهب التوأم إلى منزل محسن صالح فى محاولة منه لتصفية الأجواء بينهما و لكن خلال الجلسة الودية تأجج الخلاف أكثر و أكثر و قام التوأم بالاعتداء على المدير الفنى بالقول و الفعل أمام بناته مما سبب جرحا غائرا فى كرامته ووصل الأمر لرفعه دعوى قضائية ضد التوأم و أيضا كان من الطبيعي أن تنتهى العلاقة بينه و بينهما حتى الآن. وحينما توالت الضغوط على محسن صالح لضم حسام بعد تألقه فى المباريات الأخيرة كان التصريح الغريب له بأنه سيضمه و لكن بعد مباراة فرنسا و بعد جلسة خاصة يعقدها معه و يتفقا فيها على ألا يعترض اللاعب على جلوسه احتياطيا و وعلى الدفع فيه فى أجزاء من المباريات ، و هذا التصريح من محسن صالح يدعو للشك فلا يوجد ما يمنعه عن ضم اللاعب فى الوقت الحالى لو كانت لديه بالفعل النية الصادقة لضمه ، و أيضا لم نسمع من قبل عن مدرب يفاوض لاعب على زمن إشراكه فى المباريات فالمدير الفنى من حقه أن يشرك أى لاعب أو لا يشركه طالما هذا فى صالح الفريق ، و تبع هذا تسريبات للصحف تشير إلى نية اللاعب فى إعلان اعتزاله اللعب دوليا و لا شك أن اللاعب نفسه وراء ذلك ، و كل هذا يشير إلى أن الجلسة المنتظرة إما أن تكون نتيجتها رفض حسام الانضمام للمنتخب أو انضمامه لفترة يعلن بعدها اعتزاله اللعب دوليا ، و فى كل الأحوال فإنه من المؤكد أن محسن صالح أجاد اللعبة جيدا و أنقذ نفسه من الحرج .