قال خبراء اقتصاديون ان الاقتصاد المصري سيظل يعانى من تداعيات الحرب ضد العراق فترة طويلة ربما امتدت الى منتصف العام القادم وانه لابد من تحديد حجم الأضرار والخسائر الناجمة عن ذلك لمواجهتها.
وقال الخبير الاقتصادى محسن الخضيري لا أحد يتوقع أن تنتهى متاعب الاقتصاد المصرى بانتهاء الحرب وأنه سيظل يعانى من تداعيات كثيرة خصوصا فى قطاع مثل السياحة وتباطؤ برنامج الاصلاح الاقتصادى.
وأضاف انه بالرغم من أن هناك توقعات أن انتهاء الحرب على هذا النحو السريع سيعمل على تقليل الخسائر ويعيد النشاط الى حركة الاقتصاد العالمى الا ان هناك خسائر وقعت وهناك تداعيات ممثلة فى تراجع تحويلات المصريين العاملين بالخارج وعدم استقرار سوق النفط.
وقال إن مصر ستخسر نحو 10 مليارات دولار جراء هذه الحرب فى حين أن المساعدات الأمريكية والدولية لن تساهم الا بأموال قليلة لتعويض هذه الخسارة.
من جانبهم أكد مسؤولون بالبنك الدولي انه تجري حاليا مفاوضات خاصة مع الحكومة المصرية للتعرف علي حجم الخسائر التي لحقت بالاقتصاد المصري نتيجة الانعكاسات السلبية لشن الحرب علي العراق.
وقال هؤلاء المسؤولون لوسائل الاعلام المصرية انه لابد من دراسة الأثار الاقتصادية والاجتماعية للتطورات المتلاحقة في المنطقة علي مصر ومعرفة شكل المساعدات التي يمكن أن يقدمها البنك الدولي بهذا الخصوص.
ورأى المسؤولون ان الاقتصاد المصري سيواجه العام الحالي مجموعة من التحديات الجديدة علي المدي القصير والمتوسط بسبب تداعيات الأحداث في العراق ومن أهمها انكماش عائدات السياحة وانخفاض حركة النقل عبر قناة السويس وعدم استقرار أسعار البترول بالسوق العالمية الي جانب انخفاض حركة التجارة في منطقة الشرق الأوسط بوجه عام.
وتوقعوا أن تودي هذه الظروف المعاكسة الى انخفاض معدل النمو الاقتصادي الي مايتراوح من 5ر1 الى 2 بالمائة وهو يقل كثيرا عن المعدلات التي استهدفتها الحكومة المصرية الي جانب هبوط الناتج القومي الإجمالي بصورة كبيرة خلال العام الحالي علي الأقل في حين سيرتفع العجز في ميزان المدفوعات بسبب الأحداث الراهنة بحوالي 9 مليارات جنيه تقريبا0وكانت تقارير للبنك الدولى قد أكدت ان اقتصاديات دول فى منطقة الشرق الأوسط ستتأثر بشدة خلال العام الحالى على الأقل وتشمل هذه البلدان مصر والمغرب وتونس فضلا عن الاقتصاد الأردنى الذى كان يتمتع بوضع خاص في علاقاته التجارية الوثيقة مع العراق.
من جانبه قال استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس الدكتور هشام حسبو لكونا إنه يمكن للاقتصاد المصرى أن يواجه التداعيات الناجمة عن الحرب بقدر أقل من الخسائر ان اعتمد على استيراتيجيات بديلة مثل محاولة تقليل الاعتماد على الاستيراد واحلال السلع الوطنية محل السلع المستوردة للحفاظ على العملة الصعبة.
ورأى أن هناك فرصة للاستفادة من الحرب خصوصا فيما يتعلق بموضوع اعادة اعمار العراق والذى سيعود بالايجاب على كل دول المنطقة حيث سيتم الاستعانة بالتكنولجيا الموجودة فى الدول المجاورة للعراق الأكثر تقدما مثل مصر وتركيا والأردن.