اعلن المستشار في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) واحد المخططين الرئيسيين للحرب الامريكية ضد العراق ريتشارد بيرل أن الحرب الأمريكية ضد الارهاب لم تنته مؤكدا أنها ستستهدف دولا اخرى. ونقلت صحيفة(ليزيكو) الفرنسية عن بيرل قوله التدخلات العسكرية في افغانستان والعراق هي جزء من جهود مكافحة الارهاب. لن نتوقف عند هذا الحد. سنواصل حربا ضد دول تستضيف ارهابيين وتطور اسلحة دمار شامل على حد زعمه0 وقال بيرل وهو من المحافظين الجدد ان مجلس الامن غير مناسب للتعامل مع مثل هذه المخاطر وطالب باعادة تشكيله. كما تساءل ايضا عن امكانية بقاء فرنسا كعضو في حلف شمال الاطلسي دون ان تكون مشاركة في هيكله العسكري. وقادت فرنسا الفريق المعارض لحرب الولايات المتحدة على العراق ومنعت اصدار قرار جديد من مجلس الامن يجيزها. وقال بيرل مجلس الامن انشيء للتعامل مع مشاكل تقليدية مثل غزو المانيا لبولندا او فرنسا بفرق من دبابات بانزر. هذا الجهاز غير قادر على التعامل مع المشاكل الصعبة في يومنا هذا مثل محاربة الارهاب او منع انتشار اسلحة الدمار الشامل.
واضاف بيرل قائلا انه حان الآن وقت اعادة النظر في ميثاق الامم المتحدة وصرح بان هذه المهمة ستكون بالغة التعقيد.
وكان بيرل وهو من اكثر المتعصبين لاسرائيل والمتحمسين للحرب على العراق رئيسا لمجلس سياسة الدفاع في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وأرغم على الاستقالة من منصبه لكنه بقي عضوا في المجلس بسبب صراع مصالح مزعومة 0وكان قد اصدر من قبل تحذيرات الى كل من سوريا وايران وكوريا الشمالية وقال ان واشنطن تراقب تصرفاتها عن كثب.
وخص بيرل في حديثه مع صحيفة ليزيكو فرنسا بكلمات قاسية وقال انه في النزاع حول العراق كانت هذه هي المرة الاولى التي تحرض فيها فرنسا باقي العالم على التصدي للسياسة الامريكية.وضم صوته الى صوت مسؤولين امريكيين اخرين قالوا انه حان الوقت لاعادة النظر في دور فرنسا في المؤسسات الدولية. وقال بيرل حان الوقت لاعادة النظر في دور فرنسا في حلف شمال الاطلسي على سبيل المثالمشيرا الى الخطوة التي اتخذتها فرنسا في الستينات حين انسحبت من الهياكل العسكرية للحلف.ومضى قائلا عن فرنساانها تحتفط بقدم في الداخل وقدم اخرى في الخارج منذ زمن بعيد. كان هذا يمكن تحمله خلال الحرب الباردة لكني لا اعتقد ان هذا يمكن ان يستمرمؤكدا انه يجب مناقشة دور فرنسا في حلف شمال الاطلسي في اطارموقفها المعارض للولايات المتحدة.
وتساءل بيرل كيف يمكننا الاستمرار في اقامة علاقات صداقة وتعاون تاريخية مع بلد يعتبر انه من المفيد اعتماد موقف معارض للولايات المتحدة؟ مؤكدا انه لا جدوى في انكار انه سيتعين ايجاد رد سياسي على هذا الوضع. واضاف ان الوقت حان لنناقش مثلا دور فرنسا في الحلف الاطلسي. واعتبر ان تضع قدما داخل المنظمة واخرى خارجها. كان ذلك مقبولا خلال الحرب الباردة لكن اعتقد ان هذا الامر لا يمكن ان يستمر. واكد ان بين الادارة الأمريكية وفرنسا خلافين كبيرين يتعلق اولهما بوجهة نظرنا بشأن الشرق الاوسط والثاني مرتبط بميل باريس الى بناء اوربا فرنسية المانية معارضة للولايات المتحدة.
وحول الحرب على العراق اكد ان الحكومة الفرنسية دعت العالم للمرة الاولى في التاريخ الى معارضة سياسة الولايات المتحدة وفعلت ذلك بنشاط كبير. ورأى بيرل ان مجلس الامن الدولي مؤسسة غير قادرة على معالجة المشاكل الاكثر تعقيدا لعصرنا مثل مكافحة الارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل.