تعكس العملية الفدائية التي نفذها أمس الخميس في كفار سابا شمال تل ابيب ناشط فلسطيني واسفرت عن مقتل اسرائيلي اضافة الى الفدائي وجرح 13 شخصا، الصعوبات التي تنتظر رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس (ابو مازن). كما قتل فلسطينيان أمس في الضفة الغربية برصاص الجنود الاسرائيليين. وكان شبان يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة قبل أن يتعرضوا لاطلاق النار، ليرتفع عدد الشهداء منذ اواخر سبتمبر حيث بدأت الانتفاضة الى 2393 فلسطينيا وقتل خلالها 726 اسرائيليا.
ووقعت العملية الفدائية وهي الاولى منذ الثلاثين من مارس غداة توصل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ومحمود عباس الى اتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة التي يفترض ان تعمل على وقف اعمال العنف بهدف استئناف المفاوضات مع اسرائيل. وتبنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح عملية كفار سابا.
واعلنت الشرطة ان الاسرائيلي الذي قتل في العملية هو حارس حاول تفتيش الفدائي الذي كان يسعى للدخول الى محطة نقل جرى افتتاحها منذ بضعة ايام في كفار سابا على مقربة من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.
وتعود اخر عملية فدائية الى 30 مارس الماضي في نتانيا شمال تل ابيب واوقعت حوالي عشرين جريحا كما قتل منفذها.
ويدعو محمود عباس الى وقف اعمال العنف وعدم عسكرة الانتفاضة بينما ترفض حركات المقاومة المسلحة وخاصة (حماس والجهاد الاسلامي وكتائب الأقصى) وقف اطلاق النار طالما أن جيش الاحتلال يسفك دماء الفلسطينيين بلا حسبان وبأوامر من رئيس الوزراء ارئيل شارون.
وفي اول رد فعل على العملية حذر مسؤولون اسرائيليون انهم لن يتفاوضوا مع حكومة محمود عباس الا اذا شنت الحرب على منظمات المقاومة التي نعتتها بالارهابية.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية يوناتان بيليد لوكالة فرانس برس طالما استمر هذا النوع من (الاعتداءات الهمجية) فلن تكون هناك مفاوضات سلام جدية.
الا انه شدد على انه: من السابق لأوانه الحكم على ارادة رئيس الوزراء الفلسطيني في مكافحة الارهاب، سنرى ما سيفعل ميدانيا عندما تتولى حكومته مهامها.
واضاف بيليد ان النقطة الاولى في خارطة الطريق تنص على ان يبذل الفلسطينيون 100% من الجهود لوقف الارهاب.
من ناحيتها حذرت حماس التي نفذت في السنوات الاخيرة غالبية العمليات الدموية ضد اسرائيل، ابو مازن يوم الاربعاء من محاربة المقاومة التي أكدت مجددا أن عملياتها لن تتوقف بوجود أبي مازن أو غيره.