مما يدل على اهمية البيت وانه النواة الاولى في تربية الاولاد قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه.. الحديث) اذن الاسرة هي اهم مصدر من مصادر التلقي لدى الناشئة الذين يعتبرون وعاء لما يستقبلون فهل احسنا اختيار المادة المناسبة لملء هذا الوعاء؟
انك تلحظ لدى بعض الاطفال بل وحتى الكبار منهم ولدى الشباب الفاظا نابية وسلوكا شائنا فمن اين أتى لهم هذا؟
ليسمح لي الاباء الكرام والامهات الفاضلات ان اقول اننا قصرنا كثيرا في جانب التربية كما ينبغي وظن الكثير ان التربية والرعاية تكمن في توفير الطعام والشراب واللباس ومتطلبات المدرسة وغيرها وبذلك يكون الدور المطلوب قد أدى على الوجه المطلوب. وهذا مفهوم خاطئ. هذا جانب مطلوب من التربية لكن التربية الحقة والمهمة هي التوصية والنصح والارشاد وتقويم السلوك وغرس الايمان في النفوس ان من المؤسف حقا انك تلحظ ايضا انشغال الاب والام في امورهم وشئونهم الخاصة حتى الغرق وسفينة البيت مهملة وهذا اليتم الذي يعيشه الاولاد كما قال شوقي رحمه الله:
ليس اليتيم من مات ابواه وخلفاه وحيدا ان اليتيم الذي تلقى له اما تخلت اوأبا مشغولا
نعم كم أهمل الاباء المشغلون عن بيوتهم وأسرهم واولادهم حتى نتج عن هذا الانشغال عواقب وخيمة.
وكذلك الأم المنشغلة بجاراتها وزياراتها واسواقها وغير ذلك فاين الأم المدرسة الذي قال عنها الشاعر "الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق" فالى الآباء والأمهات اقول أولادنا امانة تسألون عنها يوم القيامة فلنحافظ على هذه الامانة ونراعي حق الله فيها.