بدأت المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والصين حول برنامج بيونغ يانغ النووي امس في العاصمة الصينية بكين.
وافاد مسؤول في السفارة الامريكية في بكين ان المحادثات جارية حاليا. ويرأس الوفد الامريكي مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاقصى والمحيط الهادئ جيمس كيلي والوفد الكوري الشمالي لي غون الخبير في الشؤون الامريكية في حين تمثل الصين فو يينغ مديرة دائرة آسيا في وزارة الخارجية.
وتستمر المحادثات حتى يوم غد الجمعة.
واتهمت الولايات المتحدة في خريف العام 2002 كوريا الشمالية بمواصلة برنامج نووي سري وعلقت امدادات النفط الى بيونغ يانغ.
وردا على ذلك أعادت كوريا الشمالية تشغيل مفاعل ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية وانسحبت من اتفاقية نووية مع الولايات المتحدة موقعة في العام 1994.
وتعد هذه المباحثات أول حوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية منذ أزمة البرنامج النووي التي نشبت في أكتوبر الماضي. وذكر وزير الخارجية الامريكي كولن باول أن الجانب الامريكي برئاسة مساعد الوزير جيمس كيلي سوف يمثل أيضا وجهات نظر اليابان وكوريا الجنوبية خلال المحادثات.
ورفضت بيونج يانج السماح لمسئولين من طوكيو وسول بالانضمام إلى المباحثات، وكانت تصر قبل ذلك على إجراء مباحثات ثنائية مع واشنطن. وترى واشنطن أن مباحثات بكين هي خطوة مبدئية قد تؤدي إلى حوار أوسع يضم اليابان وكوريا الجنوبية والصين.
واكد باول: لا مستقبل في الجلوس على مخزون من الاسلحة النووية يمكننا احتواؤه او يمكننا ردعه او يمكننا عمل ما يلزم ازاءه.
وقالت الولايات المتحدة مرارا انها لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية وقال باول ان الرئيس جورج بوش يعتقد بقوة ان هناك سبيلا دبلوماسيا لحل هذه الازمة وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة ستمنح كوريا الشمالية ضمانات امنية قال باول: هناك وسيلة دبلوماسية لحل تلك الازمة، وهذه اول مجموعة من اللقاءات ولن يطرح شيء على الطاولة.
واتخذ الجانبان على ما يبدو الخطوات الاولى نحو حل الازمة في وقت سابق من الشهر الجاري عندما اسقطت بيونجيانج مطلبا باجراء محادثات ثنائية مع واشنطن ووافقت الولايات المتحدة على المشاركة في محادثات ثلاثية في بكين.
وردا على سؤال عما اذا كان مقتنعا بأن كوريا الشمالية التي تشعر بقلق لنقص الطعام والطاقة قد تكون اكثر اهتماما باطعام شعبها من امتلاك اسلحة نووية اجاب باول: كلا ، اعتقد انهم اكثر اهتماما بالحفاظ على النظام وامنهم. امن النظام.
من ناحية اخرى قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية امس ان السلاح الجوي لكوريا الشمالية بدأ تدريبات على طلعات لمسافات بعيدة لمواجهة التكتيكات التي استخدمتها المقاتلات الامريكية في الحرب في العراق ومراقبة طائرات التجسس الامريكية والروسية.
والتعليقات التي ادلى بها وزير الدفاع الكوري الجنوبي تشو يانج كيل تأتي فيما بدأ مساعد وزير الخارجية الامريكي جيمس كيلي محادثات مع نظيره الكوري الشمالي في بكين لتسوية مواجهة مع بيونجيانج بشأن برنامجها المشتبه به للاسلحة النووية.
ونقل عن وزير الدفاع الكوري الجنوبي تشو قوله: قامت عشر مقاتلات كورية شمالية بينها (ميج 21 وميج 23 ) بالتدريب على الطيران في طلعات جوية لمسافات بعيدة.
واضاف: في البحر الشرقي تقوم المقاتلات (ميج 23 وميج 29 ) بمراقبة طائرات الاستطلاع الامريكية والروسية. والبحر الشرقي هو الاسم الذي تفضل كوريا الجنوبية اطلاقه على بحر اليابان.
وتخشى بيونجيانج انها قد تصبح الهدف التالي لواشنطن بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وهو شيء تنفيه امريكا.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي زار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل قاعدة جوية بعد ساعات قليلة من انهيار النظام الحاكم في العراق وقال انه واثق من ان الطيارين جاهزون لدحر العدو. ولدى السلاح الجوي الكوري الشمالي حوالي 1700 طائرة بينها 780 مقاتلة واكثر من 80 قاذفة قنابل و300 طائرة معاونة، وبين المقاتلات 46 مقاتلة روسية من طراز ميج 23 ترجع الى عشرات السنين و16 مقاتلة حديثة من طراز ميج 29.
وقد رأت الحكومة الكورية الجنوبية أن المفاوضات الرامية الى حل الازمة النووية الكورية الشمالية قد تطول سنوات.
وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون يونغ كوان انه ينبغي اجراء تقييم اكثر هدوءا واتزانا حول هذه المحادثات التي قد تطول سنوات.
وقال للتلفزيون بعد ان شارك في اجتماع للجنة الامن الوطنية برئاسة رئيس الدولة روه موهيون: لا نعرف كم من الوقت ستدوم (المحادثات) لكن قد تستغرق سنتين او ثلاث سنوات، مضيفا اذا نجح هذا الحوار منذ البداية فان تسوية الخلاف قد تتطلب سنتين.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة سونغ كيونغ هي ان رئيس الدولة اعلن ان صيغة (المحادثات) ستتطور نحو محادثات متعددة الاطراف من اجل تسوية كاملة للمسالة. واضاف روه ان شكل التفاوض ليس له اهمية في الوقت الراهن. المهم هو انجاح هذه المفاوضات.
الى ذلك لا تكف الصين عن التكرار بانها تؤيد فكرة قيام شبه جزيرة كورية منزوعة السلاح وقد تكون بكين قطعت امداداتها النفطية لتبدي استيائها بحسب بعض المراقبين.
في هذه الاثناء حذر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف في تصريحات بثتها وكالة الانباء الروسية ايتار تاس من احتمال تطور كارثي وشيك في الوضع الخاص بكوريا الشمالية والذي وصل الى نقطة حرجة، في اشارة الى امكانية اندلاع نزاع عسكري في شبه الجزيرة الكورية.