أثبتت دراسة حديثة أن مشاهدة المناظر المرعبة التي تخلفها آلة الحرب الأميركية - البريطانية على العراق وما تسببه من قتل للمئات داخل منازلهم وملاجئهم تؤدي لارتفاع الضغط والسكر والإصابة بالجلطات القلبية والدماغية لدى الكبار.
وأوضحت الدراسة أن هناك علاقة وطيدة بين التوترات العصبية الناجمة عن مشاهدة المناظر المرعبة التي تبثها شاشات التلفزيون عن الحرب على العراق وارتفاع نسبة الضغط والسكر خاصة لدى المرضى المصابين بهذه الأمراض، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالجلطات الدماغية والقلبية.
وحذرت الدراسة المصابين بهذه الأمراض من تناول كميات أكبر من الجرعات المخصصة لهم بهدف الحفاظ على المعدل الطبيعي سواء للضغط أو السكر مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي لحدوث مضاعفات للمرضى مثل الانخفاض المفاجئ للسكر أو الضغط.
ومن ناحية أخرى أكدت دراسة حول مدى تأثير مشاهد الحرب العنيفة على صحة الأطفال النفسية والجسدية لأستاذ الطب النفسي والعصبي بكلية طب عين شمس د . هبة عيسوي أن الأطفال يعيشون مرحلة أسميها الشعور بـ ( لا أمان ) وهي حالة ذات مردود نفسي خطير على الطفل الذي يحتاج إلى قدر كاف من الشعور بالأمان والاستقرار لكي ينمو نموا صحيحا من الناحية النفسية والجسمانية فالطفل حتى سن أربع سنوات يتمثل عالمه في الأم والأب والأخوة وبخروجه للمدرسة تكون هي والنادي عالمه الخاص أما الآن فإن عالم الطفل اختلف واتسع مع انتشار المؤثرات الخارجية السمعية والبصرية فهو عندما يسمع يتعايش وعندما يصاحب السمع صورة ينطبع الحدث في ذهنه تماما فيشعر بأن الوضع قائم وقريب منه فيقلق ويتوتر وقد يرفض الذهاب إلى مدرسته لأنه يشعر بأن القنابل ورصاص البنادق والمسدسات قد يصيبه لذلك يريد البقاء في كنف أبويه في المنزل لأنهما مصدر حمايته ويظهر قلقه في صور عدة مثل تبول لا إرادي، كوابيس وهو عرض عصابي من أعراض الأمراض النفسية يشير إلى ازدياد القلق عند الطفل عن بقية زملائه . وكذلك اضطراب الهلع وهو عبارة عن مخاوف حادة تصاحبها ضربات قلب عنيفة وتنميل بالأطراف وضيق تنفس ويشعر المريض بالاختناق فيجري خوفا منه ومن الموت ، والمتعارف عليه أن اضطراب الهلع يصيب الشباب والمراهقين ولكن بفعل الوضع الحالي بدأ يظهر في الأطفال الصغار.