أعتقد أن أجواء الشحن النفسي المحموم لمباراتي الرائد والاتفاق في اطار صراع الهبوط من ناحية والنجمة والقادسية وأهميتها بالنسبة لآمال القادسية في المربع الذهبي من ناحية ثانية.. ألقت بظلالها على المباراتين.. وأشعلت فتيل التحدي.. وزادت من حساسية التوتر.. وأدخلت الاتفاق والقادسية في جحيم الحسابات والقلق.
لكن الاسبوع الماضي جاء بشير خير على الشرقية ونذير شؤم على القصيم بعد اقتراب الرائد من مرافقة النجمة لرحلة الهبوط.. اثر فوز الاتفاق في بريدة على الرائد 2/1 والقادسية في عنيزة على النجمة 4/صفر وأنا على يقين أن فريق القادسية ضمن تأهله للمربع بنسبة 90% ولديه مباراتان الأولى أمام الشعلة في الدمام الخميس وفوزه شبه مضمون فيها واخرى مع الأهلي في جدة..
وأمام فارس الخبر فرصة ذهبية لضمان دخول المربع بل ولخطف المركز الثاني فيما لوخدمته نتائج بقية الفرق المتصارعة على أضلاع المربع.
أما الاتفاق فإنه ضمن بقاءه بنسبة 80% وله 18 نقطة ويحتل المركز التاسع وله مباراتان في الدمام أمام الطائي الجمعة واخرى مع النجمة في عنيزة وفي حال فوزه في كلتا المباراتين فأنا على يقين انه سيقفز إلى مراتب الوسط.
وفي هذا الصدد لابد من تسجيل الاعجاب بفريق القادسية الذي قدم درسا عمليا في كيفية انتزاع التفاؤل من قلب اليأس بعد أدائه المبهر.. وعروضه المقنعة.. ونتائجه المشرفة ليسجل أحلى وأثمن انجاز في تاريخه وهوجدير بهذا.
وفي نفس الوقت اطالب الاتفاقيين بأن يعالجوا أخطاءهم بعد انتهاء الدوري مباشرة..و يحسموا القضايا العالقة مبكرا.. ويحلوا أزمة الديون ويؤمنوا مصادر تمويل مالية ثابتة لدعم مسيرة النادي المستقبلية.. وتذليل العقبات التي تعترض تنفيذ الخطط والبرامج.
وهنا لابد من أن نشد على أيدي رجال الاتفاق المخلصين الذين استطاعوا خلال فترة وجيزة بناء فريق جديد للمستقبل.. والاتفاقيون متفائلون بفريقهم الجديد لأن أغلبه من الوجوه الشابة الذين امامهم مستقبل كبير.. صحيح ان ناديهم في أيد أمينة وعيونهم ترنو الى الغد المشرق إلا أنه من غير المنطق والمعقول أن يترك النادي يموله ويديره شخصان أو ثلاثة أشخاص. فبعض أعضاء الشرف يدقون على صدورهم بالوعود.. ولا يدقون على جيوبهم عند المحك.
وأخيرا لابد من صون المكتسبات وتفادي طمس التاريخ والعراقة والأمجاد.. ويقيني أن الشمس لن تخذل الاتفاقيين في الموسم المقبل إذا عرفوا الطريق الصحيح مبكرا.