تتنافس دول البلقان للحصول على امتيازات لتمرير خط النفط والغاز من منطقة القوقاز عبر البحر الاسود الى منطقة البحر الابيض المتوسط لاختصار مسافة العبور بالناقلات عبر مضيقة الدردنيل وبحر ايجة وشرق المتوسط.
وقال وزير الاشغال واعادة البناء في كرواتيا ميلان شاشيتش :ان بلاده تعتبر حلقة الوصل الاهم في خط الغاز والنفط القادم من القوقاز عبر البحر الاسود الى شواطىء الادرياتيك ومنها الى جنوب اوروبا. واعرب عن القلق لحجم المنافسة الكبيرة بين دول البلقان لتمرير خط الغاز والنفط عبر اراضيها مشيرا الى ان بلغاريا والبانيا تعملان على الحصول على امتياز تمرير الخط عبر الموانىء البلغارية على البحر الاسود ومنها الى الشواطىء الالبانية على بحر الادرياتيك الشرقية. وذكر ان رومانيا تنافس هذين البلدين مضيفا انها اتفقت من حيث المبدأ على تمرير النفط والغاز عبر ميناء كونستانسا الروماني على البحر الاسود وعبر هنغاريا الى كرواتيا الواقعة على ساحل الادرياتيك الشمالي. وقال شاشيتش ان صربيا أبدت مؤخرا الاهتمام في الدخول في حلبة هذا السباق مطالبة بتمرير الخط من رومانيا عبر اراضيها ومنها الى كرواتيا لتنافس بذلك هنغاريا المجاورة التي اتفقت من حيث المبدأ في سبتمبر الماضي على الحصول على حصتها من هذا الخط. واضاف ان الدراسات الفنية خصوصا الجدوى الاقتصادية البعيدة المدى تشير الى ان الفائدة التجارية الاكبر هي في مرور الخط من ميناء كونستانسا الروماني على البحر الاسود وعبر هنغاريا ومنها الى كرواتيا التي تحتفظ بميناء وخزان نفط وغاز كبيرين في مدينة اميش وطالب وزير الاشغال واعادة البناء في كرواتيا دول البلقان الاخرى بالتنافس للحصول على خطوط فرعية من الخط الرئيسي لتغطية احتياجاتها من الطاقة وليس للتنافس والمضاربة على بعضها البعض عند المؤسسات المالية والتجارية الاوروبية والعالمية. وذكر ان خط النفط عبر البلقان من البحر الاسود الى جنوب اوروبا عبر بحر الادرياتيك يوفر الوقت والتكاليف فيما لو مرت الناقلات لتحمل النفط من البحر الاسود عبر بحر مرمرة ومضيق الدردنيل المزدحم اصلا ومنه الى بحر ايجة والسواحل اليونانية ومنها الى جنوب اوروبا. واوضح المسؤول الكرواتي انه يتوقع في المرحلة الاولى مرور 33 مليون طن من النفط سنويا عبر خط النفط (عبر البلقان) من ميناء كونستانسا الروماني على البحر الاسود الى ميناء اوميش الكرواتي على بحر الادرياتيك. وحذر شاشيتش من ان المنافسة بين دول البلقان اخذت طابع الانانية السياسية قبل ان تأخذ الطابع الاقتصادي حيث ان صربيا التي تجاور كلا من رومانيا وهنغاريا ايضا تريد منافسة هنغاريا والغاء دورها في مرور هذا الخط. وقال ان بلغاريا التي تملك هي الاخرى موانىء على البحر الاسود تحاول منافسة رومانيا المجاورة بالتخطيط لتمرير خط النفط عبر موانئها واراضيها ومنها عبر مقدونيا الى الشواطىء الالبانية التي ترغب هي الاخرى في منافسة كرواتيا التي تتقاسم معها شواطىء بحر الادرياتيك ايضا.