أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة في الرياض، أن الاجتماع الإقليمي الطارئ لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق (المملكة، الكويت، سوريا، الأردن، تركيا، إيران إضافة إلى مصر) والذي يبدأ اليوم لن يقتصر على دراسة تطورات الوضع في العراق وتداعياته على المنطقة بشكل عام.. وإنما سيتعداه إلى محاولة الخروج بإطار عمل مشترك يتلافى سلبيات الوضع الحالي ويتجاوزه إلى صيغة واقعية تجاه مجمل الأحداث والتطورات.
وقالت المصادر ان وزراء خارجية دول الجوار العراقي سيلتقون اليوم بصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، حيث يناقش سموه معهم كيفية التوصل إلى رؤية مشتركة للوضع الإقليمي بالمنطقة وتأثيراته المحتملة على الواقع الجاري.. من منطلق حرص المملكة على استقرار الأوضاع وعودة الأمان للشعب العراقي الشقيق ووحدته وسلامة أراضيه.
وقال مراقبون بإحدى السفارات ـ غير العربية ـ ان التهديد الأمريكي لسوريا قد يدفع بالمنطقة كلها لحالة من التوتر، خاصة أن دولة مثل إيران ـ كما رأى مراقبون ـ قد لا تنتظر حتى يأتيها الدور على حد قولهم، بينما رجح المراقبون أن تحمل تركيا ورقة عمل بخصوص إعادة ترتيب المنطقة الأمر الذي تتحفظ عليه دول أخرى ترى أن الأمر يتطلب وحدة مصيرية في هذه المرحلة.. خاصة بعد سقوط نظام صدام حسين.
وعن الوضع في العراق ، علمت (اليوم) أن هناك اقتراحا أشبه بخطة مارشال إنسانية تشترك فيها جميع دول المنطقة لمساعدة الشعب العراقي دون فرض وصاية خارجية عليه ، بل ان هناك اتجاها تقوده إيران يؤكد عدم الاعتراف بأي حكومة عراقية لم ينتخبها الشعب العراقي الأمر الذي أكدته القيادة الإيرانية مرارا، بينما يسري اتجاه للاعتراف بالحكومة الانتقالية غير الأمريكية التي تدير الشأن العراقي..وهي مسألة تستحوذ على الكثير من الاهتمام حول قانونية الحكومة المقبلة.
من جهته قال الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك ان المنتظر من المؤتمر الإقليمي كثير خاصة في ظل هذه الظروف التي تهيمن على المنطقة مشيدا بقدرة الدبلوماسية السعودية على استشعار مكامن الخطر العام والعمل على تهيئة كل سبل الاستقرار والسلم .. معتبرا ان امريكا لن تمكث طويلاً في العراق وبعد ذلك سيحكم العراقيون في فترة لن تتجاوز الشهرين او الثلاثة وسيتم تشكيل حكومة انتقالية عراقية تستغرق مدة حكم ما بين عام او عامين على الاقل.
وأكد انه لا يوجد دليل على ان العراق تسعى للتطوير او تعزيز او استحواذ اسلحة الدمار الشامل كما زعمت أمريكا . في الوقت الذي بدأت فيه دول بعينها تستحوذ على اسلحة دمار شامل وبدأت أمريكا تكيل في سياساتها بمكيالين فاسرائيل تمتلك هذه الاسلحة خاصة الاسلحة النووية وهناك مفاعل لديها يمثل خطورة كما ان كوريا الشمالية اعلنت انها تمتلك هذه الاسلحة بالاضافة للهند وباكستان ولذلك لا بد ان نضع نظاماً معيناً يحافظ على الآخرين من حيازة هذه الاسلحة.