DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالرحمن الحليبي

الحليبي: أردت دفع 5 رواتب لأنقل.. والمدير أجبرني على البقاء

عبدالرحمن الحليبي
عبدالرحمن الحليبي
أخبار متعلقة
 
عبدالرحمن زيد محمد الحليبي (51 عاماً) التحق في طفولته بمدرستين، الأولى كانت مدرسة والده، سواءً في مجلسه أو في محله الذي كان يبيع السجاد والبسط القطنية. أما المدرسة الثانية فكانت مدرسة الراشدية الابتدائية، التي تلقى فيها مبادئ القراءة والكتابة، على يد معلمين، يعدون من الرعيل الأول في سلك التعليم بالأحساء. وبعد تخرجه في معهد إعداد المعلمين الثانوي قبل 30 عاماً تقريباً، عين مدرساً في مدرسة الجشة الابتدائية، كان مستعداً حينها لأن يدفع 5 آلاف ريال لكي ينقل منها، لكن شخصية مدير المدرسة جذبته فبقي، وترقى ليصبح مشرفاً اجتماعياً بالمدرسة، فوكيلاً، ثم مديراً لأول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في الأحساء. في حوار (اليوم) مع الحليبي، تجولنا في ذاكرته، وفي ذاكرة جانب من تاريخ الأحساء التعليمي، فكان هذا الحوار: بائع سجاد @ حدثنا عن طفولتك؟ ـ منذ أن عرفت نفسي وأنا واخوتي نرافق والدي في معظم تحركاته، فلقد زاولت البيع والشراء معه في الدكان الذي كان يملكه؛ حيث كنا نبيع السجاد والبسط القطنية، وسافرت معه إلى مكة المكرمة عدة مرات، أولها عام 1380هـ، وكانت هذه الرحلة مميزة، حيث كانت بالطائرة، ومن مطار الأحساء القديم، الذي يقع على أرض جامعة الملك فيصل حالياً، واستمرت طوال شهر رمضان المبارك إلى ما بعد عيد الفطر. في مجلس الوالد @ كيف تصف تربية الوالد؟ ـ من خلال مرافقتي لوالدي، وحضوري مجلسه كل يوم بعد صلاة العشاء، استفدت كثيرا من الدروس في مختلف أمور الحياة، فلقد كان بحق مدرسة في التربية والتعامل مع من كانوا حوله، ومازلت أقتفي أثره في كثير من أمور حياتي، وأسير على وصاياه وتجاربه في حل كثير من الأمور التي تمر بي، بالإضافة إلى وجود أخي حسن، الذي عمل معلماً ثم وكيلاً فمديراً، ثم مشرفاً تربوياً، وكان له الأثر الكبير في حياتي، حيث كنت ومازلت أستشيره وأستأنس برأيه. وصايا @ هل تتذكر شيئا من وصاياه لك؟ ـ كان يؤكد دائما غفر الله له على التآلف بين أفراد الأسرة، وأن يوقر الصغير الكبير، ويرحم الكبير الصغير، وكان كثيرا ما يردد: من لا يغضب نفسه لن يرضي غيره، ومن لا يرضي غيره لا يصلح مع الناس، بشرط ألا يكون في رضا غيره غضب لله تعالى، وكان يأمرنا بالحلم في كل الأمور، وألا نرد على المتشاجر بالمثل، بل نلزم السكوت، ونتركه حتى يفيق من غضبه، وكان يؤكد على إكرام الضيف. مدارس ومعلمون @ ماذا تتذكر من مرحلة الدراسة؟ ـ سجلني والدي عام 1380هـ بمدرسة الراشدية الابتدائية، وكان مديرها حينئذ صالح الحافظ، ووكيلها عبدالرحمن الدرويش، ومن معلمي الصف الأول محمد العرفج، وفي الصف الثاني أحمد الملحم، وهي في موقع مدرسة الجارود حالياً بالكوت، وقد نقلنا إلى مدرسة الفتح الابتدائية مع بداية الصف الثالث، وكان مديرها عبداللطيف الملا، ووكيلها عبداللطيف الجغيمان، ومراقبها يوسف الحواس، ومن معلميها صالح العتيق، يوسف أبو سعد، الشيخ أحمد أبو بكر الملا، والشيخ عبدالمحسن البنيان، جزاهم الله عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة، وغفر لمن مات منهم إنه سميع مجيب. وقد درست المرحلة المتوسطة في مدرسة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكانت مبنى حكوميا جديدا، وكان مديرها أحمد المسلم، وبعد تخرجي منها التحقت بمعهد إعداد المعلمين الثانوي، الذي تخرجت فيه عام 1393هـ. التدريس في الجشة @ وماذا عن العمل بعد التخرج؟ ـ فور تخرجي من المعهد عينت مدرساً في مدرسة الجشة الابتدائية، وباشرت العمل يوم 28/7/1393هـ، وكنت أبحث عن شخص يقبل أن يتناقل معي، بحيث أعمل في الهفوف، ولو طلب 5000 ريال، وهي تعادل 5 رواتب حينها، ولكن بعد أن عملت مع معلمي الجليل يوسف فهد الهلال، مدير المدرسة، وقارنت بينه وبين ما اسمع عن بعض مديري المدارس الآخرين، من حيث حسن قيادته، وبعد نظره، وقدرته على جعل المدرسة أسرة واحدة، تعمل بروح الفريق، وتشجيعه لمن يعمل ويجدد، فضلت البقاء معه، رغم أن قرية الجشة تبعد تقريباً 20 كيلومتراً عن الهفوف. وكانت لي ـ خلال دراستي ـ هوايات مختلفة، أكثرها في مجال التربية الفنية والنشاط الاجتماعي، وقد استفدت منها في حياتي العملية، فكنت أمارسها حين أصبحت معلما، فرحت أشجع الطلاب الذين كنت ادرسهم مادة التربية الإسلامية على ممارستها، وفي الوقت نفسه كنت رائداً لفصلهم، وأذكر انني عملت مع طلابي معرضاً صغيراً داخل الفصل، وقد جعلناه مفاجأة لمدير المدرسة، حيث قمنا بترتيب الأعمال التي نفذها الطلاب خلال الفسحة، وبعد دخول الطلاب الحصة الثالثة والانتهاء من كافة الترتيبات، ووضع الشريط على باب الفصل، وشراء صندوق مرطبات، وكانت قيمته في ذلك الوقت 3 ريالات، توجهت لمدير المدرسة، وطلبت منه زيارة الفصل، فاستجاب، وبعد أن حضر أعجب بالفكرة، وشكر الجميع على ما قاموا به. وفي العام الذي يليه شرفني مدير المدرسة بالإضافة إلى نصابي من الحصص بترشيحي مشرفاً اجتماعياً بالمدرسة، وهذه المهمة يقوم المكلف بها بما يسمى حالياً رائد النشاط والمرشد الطلابي، فهما مهمتان في مسمى واحد. وبعد سنة تشرفت بثقة المدير، ورشحني لوكالة المدرسة، بعد التحاق وكيل المدرسة سليمان النشمي بالدراسة. بقيت في هذا العمل 3 سنوات، وخلال تلك الفترة كنا قد انتقلنا إلى مبنى المدرسة الجديد، وفيه سعدت بمشاركة زملائي المعلمين وأبنائي الطلاب في عمل معرض شامل، لجميع أوجه النشاط الفني والرياضي والكشفي والاجتماعي والمكتبة، وقد نالت المدرسة في ذلك العام كأس النشاط على منطقة الأحساء، وكان من المعلمين البارزين في ذلك المعرض محمد الشخص، محمد الغافلي وفاروق إبراهيم. وفي تلك الأثناء كنت أشارك زملاء لي في مجال النشاط الصيفي لعدة سنوات، من خلال المراكز الصيفية، وفي مجال التربية الفنية. ثم وجهت مديراً لأول مدرسة افتتحت لتحفيظ القرآن الكريم في الهفوف، والتي سميت بعد ذلك بمدرسة الإمام عاصم الابتدائية. منعطف كبير @ كيف تصف لنا تجربتك مع إدارة مدرسة تحفيظ القرآن الكريم؟ ـ لقد كانت إدارة مدرسة تحفيظ القرآن الكريم منعطفا كبيرا في حياتي، حيث أحسست بأن الله تعالى قد حباني شرف خدمة حفظة كتاب الله تعالى، وحمل عبء تأسيسها، بعد أن شرفني مدير التعليم في ذلك الوقت المربي الجليل إبراهيم محمد الحسيني، أطال الله عمره في صحة وعافية وعمل متقبل إنه سميع مجيب، حين وافق على ترشيحي لهذا المنصب من قبل الشيخ محمد أحمد السماعيل رئيس الهيئة الفنية بإدارة التعليم، وكانا هما والشيخ أحمد عبدالله بو بكر الملا، حيث كان موجهاً تربوياً، نعم المساندان لي في هذه المهمة؛ حيث إنني استلمت مبنى خاليا حتى من الأثاث، ولكن بفضل من الله تعالى، ثم بمؤازرة ومساندة من مدير التعليم وجميع العاملين في إدارة التعليم تم الإعداد الكامل، والتأثيث المناسب لبدء الدراسة، وسجل عدد محدد من الوزارة، وفي السنوات اللاحقة أصبح الناس يتسابقون على تسجيل أبنائهم في هذه المدرسة، كل ذلك نتيجة لما لمسوه من تشجيع كبير من وزارة المعارف لهذه المدارس، بخصوصيتها الفريدة، وخدمتها لكتاب الله. وقد زار المدرسة عدد من المسؤولين من الوزارة، كان أولهم الشيخ مصطفى الدايل الموجه بإدارة التربية الإسلامية بوزارة المعارف، وكان ذلك بعد مضي شهرين من افتتاحها، وقد ورد للمدرسة خطاب شكر من مدير إدارة التربية الإسلامية الشيخ الدكتور حمد الصليفيح، بعد ما نقل له الضيف ما شاهده بالمدرسة خلال زيارته من سير طيب للدراسة بفضل من الله، وما لبث أن زارها بعده الشيخ محمد المحمود، وتوالت الزيارات, وكان لزياراتهم اكبر الأثر على نفسي ونفوس زملائي بالمدرسة، كما كانت أكبر حافز لنا على مواصلة العطاء، وأعقب ذلك خطاب من صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وكيل الوزارة آنذاك، يؤكد فيه على البحث عن مبنى مناسب لهذه المدرسة، ويضمنه شكره لمدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور سعيد عطية أبو عالي وإبراهيم محمد الحسيني مدير التعليم بالأحساء ومدير المدرسة، مشيداً بالجهود المبذولة، التي كانت سبباً في إكساب المدرسة سمعة طيبة في المنطقة. ثم ألحقت بالمدرسة بعد ذلك مدرسة الإمام نافع المتوسطة لتحفيظ القرآن الكريم، وبعد ذلك مدرسة ثانوية أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم، وكانت المدارس الثلاث كلها بإشراف مدير المدرسة الابتدائية. برامج المدارس الصيفية @ ما أهم البرامج التي نظمتها المدارس؟ ـ احتضنت المدرسة عدة برامج، منها المدارس الصيفية لتحفيظ القرآن، التي كان يؤمها الطلاب من مدن وقرى الأحساء، ومن مختلف المراحل الدراسية (الابتدائية و المتوسطة والثانوية والجامعية والمعاهد)، ويمارسون فيها بعض البرامج الاجتماعية والفنية والرحلات الداخلية والخارجية، إلى جانب الدراسة الصباحية للقرآن الكريم، التجويد، الحديث، السيرة، التي افتتحتها وزارة المعارف، وتشرفت بإدارتها. كما قامت المدرسة بنشاط إعلامي مميز على مستوي المملكة؛ حيث قامت بإعداد إحصاءات سنوية، ودليل لمدارس تحفيظ القرآن، تم توزيعه على بعض الوزارات وكافة الجامعات وإدارات التعليم والمدارس العامة و الخاصة. بالإضافة إلى المخيمات الإسلامية والبرامج التوعوية والمسابقات القرآنية، والمشاركة في الإشراف على بعض الدورات التربوية، التي كانت تعتمدها الوزارة وتخطط لها إدارة التعليم وتتشرف إدارة المدرسة بالتنفيذ والإشراف عليها، وقد تعاون معنا في الإشراف على هذه البرامج عدد من المحاضرين في الجامعات و المعلمين والطلاب المتميزين، منهم الشيخ محمد العلي المحاضر في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء، ومن المعلمين محمد إبراهيم الملحم مدير تعليم البنات بمحافظة الأحساء حالياً، ومن الطلاب أحمد محمد بالغنيم مساعد مدير التعليم بمحافظة الأحساء حالياً؛ وهؤلاء نماذج من المشاركين المتميزين، سواء أكانوا من منسوبي مدارس تحفيظ القرآن الكريم، أو من منسوبي مدارس التعليم العام، إلى جانب مشاركة بعض الأخوة من الجامعات والمعاهد العلمية والفنية بالأحساء، حيث استقطبت هذه البرامج كثيرا من الشباب، الذين هم الآن في مراكز عدة، منهم القضاة، المحاضرون بالجامعات، مديرو المدارس، المشرفون التربويون، المعلمون والمهندسون. وأنا أتشرف عندما أقابل أحدهم، وأشعر بالسعادة، وكأنني زارع ينظر إلى ثمرة في شجرة زرعها بنفسه. وكان من المعلمين الذين عاصروا بداية العمل في مدارس تحفيظ القرآن بالهفوف، وكانت لهم مشاركات فعالة داخلها وخارجها أمين مكتبة المدرسة الابتدائية محمد عبدالله الزويد، ووكيل المدرسة محمد سلمان الذكرالله، أما المرحلتان المتوسطة والثانوية فهناك مشاري أبو شبيب المرشد الطلابي، ووكيل المدرسة المتوسطة محمد الهاشم؛ الذي يعمل حالياً مشرفاً تربوياً في الوزارة. وما ذكرته من أسماء هو عبارة عن نماذج لكثير من المعلمين، الذين خدموا في هذه المدارس، وساهموا بكل ما يستطيعون أن يقدموه لأبنائهم الطلاب، فلهم مني الشكر والعرفان. والآن أعمل مديرا لمدرسة الجبل الابتدائية، ويشاركني العمل بها وكيل المدرسة جاسم المرشود ومجموعة من المعلمين المتميزين.