حملت التحذيرات المتزايدة التي توجهها الولايات المتحدة لسوريا، وزراء الخارجية الاوربيين الذين اجتمعوا في لوكسمبورغ للبحث في مرحلة ما بعد الحرب في العراق لتوجيه دعوات لواشنطن للتحلي بالاعتدال ضد سوريا في رد فعل يؤكد ان الاوروبيين وعوا الدرس وادركوا ما يمكن ان تجره مواقفهم المعارضة لواشنطن من اضرار على مصالحهم في المنطقة العربية
وكرر زعيما معسكر السلام داخل الاتحاد الاوروبي، وزيرا الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان والالماني يوشكا فيشر، القلق الذي عبر عنه ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا حيال الاتهامات الاميركية لسوريا.
وفي مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ، قال دو فيلبان "في الاجواء السائدة حاليا في المنطقة، فان ضبط النفس والاعتدال والدور البناء لدعم السعي الى تسويات (...) تشكل ضرورة بكل تأكيد. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي الجميع يعتبر انه يجب علينا تهدئة الامور وتفادي ما يزيد التعقيد الوضع الراهن في المنطقة. وفي لوكسمبورغ، طغى الملف السوري على محادثات الدول الخمس عشرة حول مستقبل العراق ولم تحقق تقدما مهما. واعتبرت الرئاسة اليونانية للاتحاد الاوروبي انه من المبكر قيام الدول الـ15 باصدار موقف مشترك حول تحديد الدور المحوري الذي ترغب ان تلعبه الامم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب في العراق والتزام الاتحاد الاوروبي في اعمار هذا البلد.
وقال نائب وزير الخارجية اليوناني تاسوس جيانيتسيس خلال مؤتمر صحافي في ختام نقاش حول هذه المسألة مع وزراء الخارجية الاوروبيين في لوكسمبورغ من المبكر جدا تحديد موقف. لا نزال بحاجة الى وقت.
واعرب خافيير سولانا يوم الاثنين في لوكسمبورغ عن قلقه ازاء التهديدات الاميركية المتكررة لسوريا، داعيا واشنطن الى "تهدئة الاوضاع" مع دمشق.وقال سولانا ردا على اسئلة الصحافيين حول التحذيرات الاميركية لسوريا اننا قلقون.
واضاف لدى وصوله الى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اعتقد انه يجدر اصدار اعلان بناء لنرى ما اذا كان في وسعنا تهدئة الاوضاع في منطقة تعيش اوقاتا عصيبة للغاية" واضاف "ما نحن بحاجة اليه الان هو تهدئة الوضع وليس تأجيج التوتر. هناك ما يكفي من التوترات في المنطقة". وقال دو فيلبان العائد من جولة قادته خصوصا الى سوريا الاحد يجب الا نقلل من واقع ان المنطقة تواجه اليوم عبر حكوماتها وعبر شعوبها شعورا عميقا جدا من القلق والاحباط واحيانا من الاذلال". واضاف "في هذه الحالة يجب ان نتحادث، يجب ان نعمل، يجب ان نتقدم لاننا اذا لم ننظر الى المستقبل، فاننا قد نتراجع ونزيد التوترات، واعتقد ان ذلك هو ما احست به المنطقة بعمق".
واعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يوم الاثنين ان على سوريا ان تدرك انه بات هناك واقع جديد في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.
وكان سترو قد قال خلال مؤتمر صحافي في الكويت من المهم ان تقر سوريا بان ثمة واقعا جديدا (في العراق) بعد اطاحة صدام حسين ولكنه اكد ان دمشق لن تكون الهدف المقبل للولايات المتحدة.