أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن التصريحات الأمريكية تجاه سوريا توجد وضعا خطيرا للغاية نشعر ببالغ القلق تجاهه.وقال موسى تعقيبا على التصريحات الأمريكية : نحن مندهشون للموقف الأمريكي ونعبر عن قلقنا الشديد.وأضاف إن هناك اقتراحات على مستوى عال من الرئيس مبارك وسمو الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد والعقيد القذافي وسوف نبدأ في ظرف أسبوع نرتب البحث في هذا الموضوع. والأمر جدي جدا.. واما أن نقوم بعمل قومي ينقذ الأمن العربي.. وأعتقد أننا لسنا عاجزين.بدوره اكد هشام يوسف المتحدث الرسمي باسم امين عام الجامعة العربية على اهمية اللقاء الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية من خلال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والذي يضم وزراء خارجية الدول المحيطة بالعراق وشكر أي جهد فيه تشاور وتنسيق يخدم الحالة العراقية او يصب في حالة الاستقرار خاصة ان الاوضاع في العراق في غاية السوء وتحتاج الى بذل كافة الجهود على المستوى العربي ويرى يوسف ان اللقاء مهم جدا خاصة انه يلي انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول التعاون وسيعقبه لقاء آخر في القاهرة لوزراء الخارجية العرب.
واشار الى ان الدول المحيطة بالعراق سبق وان عقدت لقاء قبل الحرب بهدف التوصل الى تسوية سلمية الا ان هذه الجهود لاقت معاناة في قبول ما طرحته سواء على الجانب الامريكي او العراقي في ذلك الوقت واعتبر ان اللقاء هو استكمال لتلك الجهود التي عقدت من قبل وهو في غاية الاهمية.
واشار الى ان المطلوب هو التوصل الى رؤية مشتركة للخروج بالعراق من المأزق وسبل التعامل مع تداعيات الحملة العسكرية واضاف ان الاهتمام العربي منصب حاليا على ايجاد حكومة عراقية لا امريكية ربما يكون هناك تواجد امريكي لكن لابد من ترك الامر للشعب العراقي والمفروض ان يحكم الشعب العراقي نفسه بنفسه والا ستتحول المسألة الى احتلال.
وأكد يوسف أن الجامعة العربية مستعدة لاتخاذ الاجراءات التى تطلبها سوريا لمواجهة التصعيد الامريكى ضدها. وأوضح أن هذا الموضوع تم التشاور حوله فى اجتماع عقده الامين العام للجامعة مع المندوبين الدائمين للدول العربية وتم الاعراب خلاله عن القلق الشديد من هذه التهديدات. وأشار الى أن المنطقة تعيش أوقاتا عصيبة وليس من مصلحة أحد دفع المنطقة الى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وحول كيفية ترجمة هذا القلق بصورة عملية قال المستشار هشام يوسف ان ذلك يمكن أن يتم عندما تتقدم سوريا بطلب محدد في هذا الشأن.. الا أن الموضوع الآن محل مشاورات مكثفة داخل المجموعة العربية فى الاجتماع التشاوري. لافتا الى أن هناك مشاورات للامين العام للجامعة مع وزراء الخارجية العرب اعدادا لاجتماعات قادمة فى المستقبل القريب.
وأكدت تركيا أنها ستشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق الذي سوف يعقد في الرياض بعد غد الجمعة، بدعوة من المملكة. وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية أن الوزير عبدالله غول سوف يحضر الإجتماع.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل قد أعلن أمس الأول مبادرة المملكة لعقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق بعد غد الجمعة (استجابة للظروف الراهنة وتطوراتها فى العراق والتى يتأثر بها الشعب العراقى على وجه خاص وانعكاساتها على دول المنطقة عموما).
ويجاور العراق كل من المملكة والكويت والأردن وسوريا وتركيا وإيران.
ورحبت الأردن بدعوة سمو وزير الخارجية، وقال وزير الدولة الأردني للشؤون السياسية وزير الإعلام الدكتور محمد العدوان في تصريحات نشرتها صحيفة (العرب اليوم) أمس ان الأردن من أول الداعين الى جهد ودور عربي مشترك فاعل بخصوص ما يجري في العراق خاصة من أجل استعادة الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الفوضى والنهب والسلب واغاثة الشعب العراقي الشقيق بما في ذلك ارسال المواد الطبية والغذائية والمستشفيات الميدانية.
ودعا العدوان الى وجوب لعب دور عربي واضح في مستقبل العراق وعدم تركه فى أيدي قوات التحالف وحدها والاسراع بقيام حكومة عراقية منتخبة تدير العراق وتحافظ على وحدة أراضيه وسلامة ترابه الوطني0 وأعرب العدوان عن أمل الأردن بأن تستقر الأحوال في العراق بسرعة وان تتفق الأطراف العراقية على قيادة تمثل خيارات وطموح الشعب العراقي ليعود الى مجتمعه العربي0 ودعت المملكة مصر للمشاركة في المؤتمر حسبما أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر في القاهرة مساء أمس الأول.
وكانت الدول المجاورة للعراق، باستثناء الكويت، قد عقدت اجتماعا في اسطنبول بدعوة من تركيا في 23 يناير الماضي لبحث الموقف قبل شن الولايات المتحدة للحرب ضد العراق. ولم يتوصل المجتمعون آنذاك إلى آلية ناجحة لوقف النزعة الأمريكية للحرب في العراق. كما وافقت سوريا على حضور الاجتماع وقالت بثينة شعبان المتحدثة باسم وزارة الخارجية مساء أمس الأول ان بلادها (توافق على فكرة عقد مثل هذا الاجتماع). مضيفة أن بلادها تبحث كيفية المشاركة. وقالت (ان سوريا والسعودية اتفقتا على هدف حماية العراق ووحدة اراضيه وان المشاورات بشأن عقد الاجتماع جارية).