يجتمع مسؤولون امريكيون وفصائل عراقية متنافسة بمدينة الناصرية في جنوب العراق اليوم وسط مخاوف من فشل مبكر تواجهه خطط احلال ادارة تقودها الولايات المتحدة لتسيير امور عراق ما بعد الحرب حيث ينظر كثير من العراقيين الىالاجتماع بعين الشك الا انهم يقولون ان اي حكومة افضل من حالة الفوضى وغياب القانون التي اجتاحت معظم البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين. وقد ارسل الجنرال المتقاعد الصارم جاي جارنر الذي كان متوقعا ان يحضر بنفسه مندوبا عنه لتمثيله في الاجتماع الذي تخيم عليه نذر نزاعات محتملة بين الفصائل المتنافسة التي تسعى لكسب ود امريكا والسكان المحليين. وقد توجه باك والترز الى مدينة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) للقاء زعماء حركات المعارضة العراقية، حسب ما افاد امس الاثنين احد المتحدثين باسم المسؤول الامريكي.واضاف المتحدث ان باك والترز مسؤول منطقة جنوب العراق في مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية التقى ايضا بالمسؤولين المحليين في مدينتي السماوة والنجف (الجنوبية).
وقال ناثان جونز المتحدث باسم مكتب جارنر لاعادة الاعمار والمساعدة الانسانية وهو المؤسسة المسؤولة عن ادارة العراق في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب ان اجتماع الناصرية سيكون الاجتماع الاول للعراقيين وهو تجربة اختبار.
واضاف: اننا نستخدم نظرية الخيمة الكبيرة. نريد جمع اكبر عدد ممكن من الناس من اجل الجمع بين شريحة عريضة من العراقيين ليجلسوا معا ويروا ماذا يمكننا عمله.
ومن المتوقع ان يحضر نحو 60 عراقيا منهم متشددون ومعتدلون شيعة وجماعات سنية واكراد وعناصر من الاسرة الملكية السابقة التي اطيح بها في 1958.
وتوجد انقسامات عميقة بين الفصائل المختلفة كما ان ثمة شكوكا في احتمال حضور كثيرين للاجتماع.
ولا يريد البعض ان ينظر اليه باعتباره رهن اشارة الامريكيين. ويعتزم اخرون ارسال ممثلين محدودي الصلاحية لجس النبض في البداية.
وقال محسن الحكيم المتحدث باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق لرويترز من طهران طالما لم يتم التصدي للقضايا الاساسية ولم تؤخذ ارادة الشعب العراقي في الاعتبار فاننا لا نستطيع ان نأمل الشيء الكثير من هذا الاجتماع.
وتابع: بصرف النظر عن الاسباب لا تريد الولايات المتحدة ان ترى المعارضة تستولي على السلطة في العراق. لكن لو ان دورا اعطي للمعارضة منذ البداية لما شهدنا تلك الفوضى وذلك النهب.
وقال احمد جلبي ابرز زعماء المعارضة والشخصية المفضلة لدى البنتاجون انه سيرسل ممثلا له الى الاجتماع ثم قال في وقت لاحق انه لا يرغب في الاطلاع باي دور في الادارة او الحكومة العراقية المرتقبة.وينظر كثير من العراقيين الى الفصائل التي تحضر الاجتماع بعين الريبة.
وقال سامي العقبي 47 عاما :كل جماعة تمثل نفسها. ليست لديهم سلطة. وهو لا يثق بجلبي ويقول: انه خارج العراق منذ 30 عاما. بالتأكيد لا يعرف مجريات الامور.
وطالب بان تكون اي حكومة جديدة من العراقيين في الداخل.وقال عراقيون اخرون ان اي حكومة افضل من لا شيء.
وقال سليم حسين 42 عاما افضل ان تكون لدينا حكومة قمعية من غياب الحكومة. الوضع الحالي سيىء للغاية.
وقال المهندس المدني محمد زكي 42 عاما ايا ما كانت الحكومة القادمة فانها لابد ستكون افضل من صدام حسين. لكن نتمنى ان تكون ممثلة لكل العراقيين والاديان.
وتقول مصادر امريكية ان الاقتراح الاساسي الذي سيطرح في الاجتماع الذي سيعقد قرب قاعدة جوية سيكون على الارجح تشجيع العراقيين على طرح تصوراتهم لهيكل ادارة السلطة في البلاد.
واذا ما نجح الاجتماع في الناصرية فسوف يتم عقد اجتماعات مماثلة في اماكن اخرى من العراق من اجل الاستماع لاكبر قدر ممكن من الاراء .
وقال مصدر امريكي الهدف النهائي هو الخروج بنوع من الاجماع الوطني بالتوجه الى شتى انحاء البلاد وعقد هذه الاجتماعات في المدن عبر البلاد.
من جهة اخرى صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس الاثنين بان لندن تأمل في ان يؤدي اجتماع المعارضة العراقية الذي سيعقد في محافظة الناصرية (جنوب العراق) الى عقد مؤتمر في بغداد من اجل وضع حكومة انتقالية.
وبانتظار هذا الاجتماع الذي لم يحدد سترو تاريخ انعقاده فان المكتب الامريكي لاعادة الاعمار والمساعدات الانسانية في العراق سيكون العنصر الرئيسي في عمليات ادارة شؤون البلاد، حسبما افاد سترو لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي .
واضاف ان السؤال هو معرفة ما اذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا ستدعمان او لا ادارة العملية نحو اقامة حكومة تمثيلية .
واوضح ان هذه العملية بدأت بالفعل في المناطق التي تسيطر عليها القوات البريطانية في محافظة البصرة (جنوب) وفي جنوب غرب العراق.
واشار الى ان الجيش البريطاني سبق وان دعم تنظيم اجتماعات لرؤساء البلديات والممثلين من اجل تشجيع ظهور ممثلين لهذه المنطقة يمكن ان يشاركوا في مناقشات وطنية .
وقال سترو ان نفس الشيء سيحدث بشأن اجتماع الناصرية الذي سيشارك فيه ممثل عن الحكومة البريطانية.واضاف ان الامر يتعلق بجمع الاشخاص التمثيليين في وقت ما. لا استطيع ان احدد بالضبط مدى هذا الوقت ولكن يمكننا ان نأمل في عقد مؤتمر في بغداد يقوم بوضع سلطة انتقالية في العراق.