قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مقابلة نشرت امس انه مستعد لازالة بعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية سعيا للسلام مع الفلسطينيين.
واشار شارون المؤيد العنيد لبناء مستوطنات على الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 في تصريحات لصحيفة هاارتس الليبرالية الى انه مستعد لاتخاذ خطوات مؤلمة بالنسبة لكل يهودي وبالنسبة لي شخصيا. وقال الجنرال السابق في الجيش الاسرائيلي في مقابلة مع الصحيفة: تاريخنا كله مرتبط بهذه الاماكن، بيت لحم وشيلو وبيت ايل. أعلم أنه سيتعين علينا أن نفارق بعض هذه الاماكن. واضاف: قررت أن أبذل كل جهد للتوصل لتسوية (سلمية). أشعر بأن الحاجة التي يمليها العقل للتوصل لتسوية تتغلب على أحاسيسي واحتلت اسرائيل بيت لحم في يونيو الماضي مع ست مدن فلسطينية اخرى في الضفة الغربية بعد سلسلة من الهجمات التفجيرية الفلسطينية.
ويقول المجتمع الدولي ان المستوطنات اليهودية غير شرعية بموجب القانون الدولي وهو الامر الذي تجادل فيه اسرائيل.
وقال صائب عريقات الوزير الفلسطيني المقرب من الرئيس ياسر عرفات ان تصريحات شارون تبدو تكتيكات للعلاقات العامة وقال عريقات ان الفلسطينيين يطلبون افعالا وليس كلمات. وتوجه دوف ويسجلاس رئيس مكتب شارون الى واشنطن لمناقشة التحفظات الاسرائيلية بخصوص خريطة الطريق والتي تدعو لاقامة دولة فلسطينية بحلول 2005 بعد سلسلة من الاجراءات تتضمن وقف العنف الفلسطيني في الانتفاضة التي بلغت شهرها الثلاثين ووقف بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة. واكد شارون من ناحية ثانية ان هناك فرصة للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين بشكل اسرع مما يعتقد بعد الحرب في العراق التي سببت هزة في الشرق الاوسط.
وقال: اصبحت هناك فرصة للتوصل الى اتفاق بشكل اسرع مما كان يعتقد. مضيفا: ما حدث في العراق سبب هزة في الشرق الاوسط تتيح امكانية تغييرات كبيرة. هناك فرصة لاقامة علاقات مختلفة بيننا وبين الدول العربية والفلسطينيين. الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اكد ان امكانية التوصل الى اتفاق ترتبط قبل كل شيء بالعرب وتتطلب قيادة (فلسطينية) جديدة ومكافحة الارهاب وسلسلة من الاصلاحات ووقفا تاما للتحريض على العنف وتفكيك المنظمات الارهابية.
واضاف انه اذا كانت هناك قيادة (فلسطينية) تتفهم هذه الامور وتطبقها بجدية فان امكانية التوصل الى اتفاق قائمة.
وحول رئيس الحكومة الفلسطينية المعين محمود عباس (ابو مازن)، اكتفى شارون بالقول انه يدرك انه لا يمكن اخضاع اسرائيل بالارهاب. وقال ان هناك فرصة سانحة لانشاء علاقات مغايرة بين اسرائيل والدول العربية من جهة وبين اسرائيل والفلسطينيين من جهة اخرى. واضاف لصحيفة هارتس الاسرائيلية انه ينوي عدم تجاهل هذه الفرصة وانما سيدرس الامور بجدية وامعان . موضحا ان اسرائيل ستكون على استعداد لاتخاذ خطوات بعيدة المدى فى بعض الامور. واصفا تلك الخطوات بأنها قد تكون مؤلمة للغاية ولكنها لم ولن تتخلى عن اى شىء يتعلق بأمنها على حد قوله. واكد شارون ان اسرائيل ستكون مضطرة الى مغادرة بعض الاماكن التى لها علاقة تاريخية بها للتوصل الى تسوية.
وقال ان دولة فلسطينية ستقام فى نهاية المطاف ويجب على دولة اسرائيل عدم فرض سيطرتها على شعب آخر وادارة شئونه ذلك لان هذا الامر يثير اشكالات اخلاقية واقتصادية ثقيلة.