تجددت الجهود الدبلوماسية الإقليمية علي مستوي تجمعات وزراء الخارجية عقب سقوط بغداد وما صاحب ذلك من مظاهر فوضي في اكثر المدن العراقية ، ويلتقي غدا في لكسمبورغ وزراء خارجية الاتحاد الاوربي لبحث تداعيات الاوضاع الحالية والآثار التي نجمت عن الحرب ، فيما يلتقي وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يومي الثلاثاء والاربعاء استثنائيا لمناقشة مستقبل العراق بعد انهيار حكم صدام حسين.
مستقبل العراق
يعقد وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين اجتماعا استثنائيا لمناقشة مستقبل العراق وتطورات الاوضاع فيه بعد انهيار حكم صدام حسين. ويعد هذا الاجتماع الطارىء هو الثاني من نوعه في غضون اسبوع تقريبا للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون وذلك بسبب تسارع الاحداث فى المنطقة والدورة الاستثنائية ال 28 فى عمر المجلس الوزاري الخليجي منذ انشاء المجلس فى عام 1981. ومن المقرر ان يبحث الوزراء في هذه الدورة الاستثنائية مجمل القضايا المتعلقة بالعراق بعد سقوط صدام حسين وانهيار حكمه المفاجىء وتشكيل حكومة وطنية عراقية تضمن سيادة العراق ووحدة اراضيه وشعبه ومسألة اعادة اعمار العراق وتنفيذ الاستراتيجية الخليجية الموحدة لعراق مابعد الحرب. وكان المجلس قد اجتمع فى الكويت يوم الاثنين الماضي وجدد تضامنه مع دولة الكويت ومؤازرتها لما تتخذه من اجراءات لتأمين امنها وحماية اراضيها وسلامتها الاقليمية مؤكدا ان المساس بامن الكويت هو مساس بامن دول المجلس الست. من جانبه قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي ان وزراء خارجية الدول الاعضاء سيجتمعون بعد غد الثلاثاء في الرياض لبحث مستقبل العراق والتداعيات الناجمة عن التطورات الاخيرة فيه. واكد عبد الرحمن العطية في حديث لصحيفة (الخليج) الاماراتية نشر امس السبت ان دول المجلس ستركز خلال الاجتماع على (بحث التداعيات الناجمة عن التطورات الاخيرة في العراق وتبادل وجهات النظر حول ما يمكن عمله خليجيا للاسهام في تقديم المساعدات الانسانية للشعب العراقي فضلا عن بحث التصورات الخاصة بالوضع الراهن على مختلف الصعد). واضافت الصحيفة ان العطية اعرب (عن ارتياحه) لانتهاء الحرب و(بدء مرحلة جديدة) في العراق مؤكدا ان (من الاهمية بمكان تحديد مستقبل العراق في اطار الشرعية الدولية). كما اكد (حرص مجلس التعاون على دعم وتعزيز استقرار العراق ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية).
تداعيات أوضاع العراق
يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى يوم غد فى لكسمبورغ مجمل جوانب وتداعيات الاوضاع الحالية فى العراق وآثارها على آليات العمل الاوروبى ونتائجها الاقليمية.
ويلتقى الوزراء الاوروبيون فى أول اجتماع لهم منذ سقوط العاصمة العراقية بغداد تحت قبضة القوات الامريكية ووسط استمرار الخلافات بين دولهم بشأن معاينة فترة ما بعد الحرب.
وتبدو الدول التى عارضت منطق الحرب وهى فرنسا والمانيا وبلجيكا فى موقف ضعف أمام بريطانيا وحليفاتها داخل الاتحاد الاوروبى والتى قادت منطق الحرب واستراتيجية الانحياز المطلق على مواقف واشنطن.
ولكن المصاعب التى تواجه واشنطن ولندن فى ادارة العراق حاليا والفوضى العارمة المسجلة فى المدن العراقية والشكوك المخيمة حول مجمل الاوضاع فى المناطق الكردية تدفع الدول الاوروبية الى الحذر الشديد حاليا فى معاينة مختلف جوانب الازمة. كما ان التهديدات المبطنة ولكن الفعلية التى لوح بها عدد من كبار المسئولين الامريكيين وتحديدا داخل البنتاغون خلال الساعات الاخيرة ضد بعض الدول الاخرى فى المنطقة تثير قلقا أوروبيا واضحا. وأحدث سقوط بغداد المفاجئ تساؤلات كبيرة بين الأوساط الأوروبية التى ورغم تركيزها الرسمى على الناحية الانسانية للشئون العراقية فانها لا تخفى مخاوفها من عدم قدرة الولايات المتحدة على بلورة تصور فعلى لادارة الوضع العراقى فى المرحلة المقبلة. ومن المقرر أن يستمع الوزراء الاوروبيون الى مداخلات مفصلة بشأن التطورات فى العراق من قبل وزير الخارجية البريطانى جاك سترو بوصف بلاده تشارك فى العمليات الحالية فى العراق وتشرف على مرحلة ما بعد الحرب ومن وزيرى خارجية المانيا وفرنسا حول اتصالاتهما العربية فى المنطقة مؤخرا وحول قمة سانت بطرسبورغ الاخيرة مع الرئيس الروسى بوتين.