منذ قديم الزمان والانسان يبحث عن السعادة، وقد يضيع عمره في رحلة البحث هذه دون جدوى، وقد يخطئ في اختيار الطريق.
ان المنطق يقول لنا إن الاشخاص الذين يشعرون بالسعادة لمعظم الوقت هم الأقرب بالفعل لأن يكونوا اسعد حالا على المستوى العام والعكس صحيح، فان المجموعة الاخرى من الاشخاص الذين لايشعرون بالسعادة الآن خلال فترة زمنية محددة، من الممكن ان تكون اقل سعادة على المستوى العام.
وفي رحلة البحث عن السعادة قد يتوقف أحدنا ويسأل نفسه أين يمكن ان اجد السعادة المنشودة فيبحث عنها في اماكن معينة او من خلال ممارسة انشطة خاصة تبعث في داخله هذا الاحساس الجميل المسمى بالسعادة..
وهناك من يجدها من خلال تفاعله مع الآخرين وعطائه لهم، أما الفئة العظمى من الناس فتجدها من خلال الاشياء المادية الملموسة كالوصول الى مركز مرموق او الحصول على ثروة كبيرة او الزواج من الشخص المناسب.
ويبقى السؤال المهم: هل يستطيع الانسان ان يتحكم في عوامل سعادته، وهل يستطيع ان يتخلص من شعوره بعدم السعادة.. ان افضل الطرق هو ان يتوقف الانسان عن عدم الاحساس بالسعادة وان يبحث عن الأوقات التي تحمل له اكبر قدر من السعادة ويعمل على تنميتها قدر الامكان.
لقد بين لنا علماء النفس ان هناك فئة من البشر يتمتعون بميل طبيعي نحو السعادة اكثر من غيرهم ويرى العلماء ان القدرة على بلوغ قمة السعادة ماهي الا مزيج من التفاعل بين الجينات وتجارب الطفولة وكيمياء المخ واحداث الحياة العامة، ويؤكدون ان هناك مجموعة متكاملة من العناصر تقف وراء كل ما يصدر من الفرد من افعال.. كما ان هناك علاقة قوية بين ما نفكر به وما نشعر به، وبين الصحة الجسدية والعقلية، لذلك فان الانسان السوي قادر على ان يختار لنفسه السعادة او الشقاء، كما ان فترة الطفولة بما تحمله من تصورات حول مدى تقدير الفرد لذاته لها تأثير قوي للغاية على مستقبل الفرد.
ان جميع هذه العوامل تفرض نفسها على الفرد بامتداد حياته فان استطاع الانسان ان يغير من تفكيره ونظرته لنفسه وللآخرين فانه حتما سيصبح اكثر سعادة.. عليه فقط ان يختار ان يكون سعيدا حتى يكون كذلك بالفعل، وحتى يسعد من حوله معه.