أخبار متعلقة
في ليلة تعانق فيها المثقفون والرياضيون حول همومهم وايجاد نقاط مشتركة تجمعهم, استضافت اثنينية الصالح صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب في حوار حول (الثقافة الرياضية والشباب). وذلك مساء يوم الاثنين الماضي. قدم للأمسية الاعلامي محمد خيري وأدارها الدكتور ابراهيم العواجي. وقد بدأ برنامج الحفل بآيات من الذكر الحكيم للقارىء عبدالرافع قاري.
بعدها ألقى بندر بن عثمان الصالح كلمة رحب فيها بسمو الأمير قائلا:
شجرة الوفاء
انه ليوم مختلف ومختلف جدا.. لم لا ياصاحب السمو.. فأنتم تحلون ضيفا على اثنينية عثمان الصالح.. التي باركها سمو سيدي أميرنا الجليل الأمير سلمان بن عبدالعزيز حاكم الرياض برسالة رقيقة من سموه.
اسمح لي يا صاحب السمو ان أعبر لك عن اعتزازنا الشديد نحن ـ أبناء عثمان الصالح ـ ولجنة الاثنينية بشرف استضافتك اليوم وسرورنا البالغ بوجود سموكم بيننا هذا المساء.
سيدي.. رحلت بالأمس بهاجسي الى زمن بعيد.. استعرضت فيه تلك الحميمية التي تدلت عروقها في كل زمان ومكان في وجدان والدي عثمان الصالح.. عندما يتطرق في احاديثه ومجالسه عن أبناء الأسرة المالكة وأخص هنا أبناء ـ فهد بن عبدالعزيز ـ وخاصة عندما يتطرق لذكر سموكم الكريم تلميذا ثم مسؤولا وقائدا.
فوجدت شجرة ذلك الحب قد ضربت جذورها في روض من الوفاء وتنفست أوراقها الصدق.. وارتوت اغصانها عذوبة الغيرة على هذا الوطن المعطاء.
وأثنى على دور صاحب السمو واهتمامه بالرياضة والثقافة وتمنى لو منح سموه ما يستحق من عبارات الثناء والاعتزاز.. ونوه بمدير الأمسية د. ابراهيم العواجي وعلاقته بالثقافة والرياضة.
د. ابراهيم العواجي بدأ الأمسية بنبذة تعريفية حول ضيف الأمسية سمو الأمير سلطان على الأصعدة الثقافية والرياضية والشبابية
بعدها انتقلت الكلمة الى سموه فعبر في بداية كلمته عن سروره.
قائلا: بهذه المناسبة الطيبة, التي ينطلق فيها الأدب بلغته الهادفة, ويبدو فيها بصورته الواضحة متحدثا عن الأدباء وثمرات أقلامهم, عن الاجتماعيين ومرامي أفكارهم, وكل يصب في نهر التنمية الاجتماعية, الى أسلوب حياة تملؤه الحكمة, والاتزان الثقافي الذي تحتاجه الشعوب. وهل الأدب إلا سجل أفكار الإنسان؟ ومتى سلمت العقول, فقد سلمت الشعوب..
ونوه بالدور الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لقطاع الثقافة والشباب والرياضة والمكاسب العديدة التي تحققت في هذا المجال والتفاعل الايجابي من أبناء المجتمع السعودي. وقال سموه: وإذا كنا أيها الأخوة في صدد الوقوف على ملامح أهم المعطيات الثقافية والشبابية والرياضية التي تحققت للمملكة بفضل من الله عز وجل, يجب ألا ننسى العطاءات الوطنية الكبيرة التي قدمها المغفور له باذن الله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ في هذا المجال, والتي تنطلق في مجملها من عدة محاور تستهدف الارتقاء بالمجالات الثقافية والشبابية والرياضية في المملكة.
وفي نهاية كلمته توجه بالشكر والتقدير لصاحب الاثنينية الشيخ عثمان الصالح مشيدا بعطاءاته العديدة. وكذلك الشكر الخاص للحضور.
الأندية والمرأة
ثم بدأ المداخلات عبدالرحمن الأنصاري مبينا دور سموه في الرقي الرياضي شاكرا سموه في تقبل الالتزامات وناشد سمو الأمير الاهتمام بالأندية الأدبية للمرأة السعودية لتمارس أنشطتها الثقافية والفكرية. المعادلة الثقافية
أما د. عبدالرحمن السدحان فطرح على سموه تساؤلا عن متى تتعادل الثقافة والرياضة في ملعب رعاية الشباب مع تمنيه فوز الثقافة.
كما تساءل عن الوقت الذي يتم فيه ترويض الصحافة الرياضية لتوقف العبث الذي يغري الناس حيث تحولت هذه الصحافة الى ساحات معارك.
الثقافة السعودية
والقت الاستاذة جهير مساعد كلمة قرأها محمد خيري حيث تساءلت فيها عن موقع الثقافة السعودية بين الثقافات الاخرى ولماذا لا يعرف الآخرون من المفكرين والمثقفين العرب بينما المفكر السعودي الحقيقي غائب عن الذاكرة وبعيد عن الحضور. وتساءلت عن التمثيل السعودي في المنتديات والمؤتمرات الفكرية والأدبية العربية والعالمية.
وعن عدم اتاحة الفرصة لاختيار عقول سعودية مفكرة تشارك في المؤتمرات والندوات وتثبت وجود الثقافة السعودية.
سلب التراث
وأكد د. منصور الحازمي بدوه على الجوانب السلبية للثقافة العربية ورأى ان التراث بجميع انواعه مهدد في جميع الدول العربية وتوجد عمليات تزييف وسلب لتراث بعض الدول العربية والإسلامية.
كما لا توجد شركات انتاج سينمائي ولا توجد معارض للفن الشعبي ومحدودية وسائل البحث العلمي وقصور الخدمات التكنولوجية.
تجاذب التيارات
وأما عن واقع الثقافة العربية على مستوى الخليج والجزيرة العربية. فلخصها شاكر مصطفى في عدد من النقاط منها غموض مفهوم الثقافة وصغر الحجم السكاني في دول الخليج يجعل البعد العربي أساسيا في تدعيم امكانياتها الثقافية اضافة الى انه يتجاذب الحركة الثقافية في هذه المنطقة تيار تقليدي مسيطر وتيار تجديدي متعدد.
واقترح على سمو الأمير ان يتم انشاء وزارة للثقافة تعنى بلم الشمل والعناية بالمرافق الثقافية المنتشرة وتكوين مجلس خاص للثقافة يرأسه رئيس رعاية الشباب او نائبه اضافة الى إعادة النظر في اللوائح التنظيمية للأندية الأدبية التي مر على صدورها سنوات وبعضها قد تجاوزها الزمن.
وأخيرا النظر في إمكانية إعادة جائزة الدولة التقديرية.
إدارة القضايا
وداخل الكاتب محمد رضا نصر الله حيث رأى ان ما يتعلق بالجانب الثقافي في بلادنا ظل رهنا لإرادات كثيرة في بلادنا تتوزع على عدة وزارات وتساءل عن عدم وجود إدارة فاعلة لقضايا الثقافة تعبر عن وجود مجتمع جديد وله تطلعات جديدة وهموم جديدة. وتساءل عن أخذ الرياضة النصيب الأكبر من ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وناشد بتفعيل الجوانب الثقافية على جميع الأصعدة التشكيلية والمسرح والشعرية.
متغيرات عالمية
أما د. هند آل خشيلة فتساءلت عن نصيب المرأة السعودية من اهتمامات سموه الثقافية والرياضية في ظل المتغيرات العالمية.
الملحقيات الثقافية
وأخيرا د. حسن الهويمل رئيس أدبي القصيم الأدبي اشار الى الحاجة في تفعيل الملحقيات الثقافية وتخصيص المؤسسات الثقافية لتمارس نشاطها خارج المملكة ونحن نمتلك أدبا وأدباء تنافسوا على المستوى العربي وتساءل عن وزارة الثقافة وصندوق للأدباء يكفل حياتهم وانشاء مجمع للغة العربية.
ثقافة مميزة
واجاب سمو الأمير سلطان بعدها الأسئلة مبديا سعادته بطرح المثقفين حيث قال : ان ثقافتنا السعودية الإسلامية ثقافة مميزة لها مكانتها سواء داخل المملكة او خارجها, وبطبيعة الحال هناك الأندية الأدبية تقوم بدور جيد ولا شك في انه ستكون في السنوات القادمة خطة جديدة لنشر الثقافة بشكل علمي دقيق سواء في الداخل او الخارج.
الخلافات العربية
وعن مشاركات المثقفين خارج السعودية قال سموه: كلنا يعلم مع الأسف ان الخلافات بين الدول العربية تمنع لقاءات فكرية كثيرة. فالسعودية بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ودائما لها الاسبقية في المشاركات والمشاركة في المؤتمرات الفكرية والمنتديات الثقافية حتى لا تخرج عن الثقافة الإسلامية التي نعتز بها.
الدور التاريخي
وعن دور المرأة أشاد سموه بدورها الفعال في التاريخ الإسلامي مبينا سموه ان كل القرارات تنبع من التقيد بالشرع والكتاب والسنة النبوية. التي كرمت المرأة ستكون موضع لتطبيق.
خطة مدروسة
وعن تحقيق التوازن بين الثقافة والرياضة قال سموه : ان هذا الأمر ليس بالسهولة إلا اننا سنضع خطة مدروسة لنشر الثقافة في بلادنا بشكل جيد, وبشكل علمي صحيح. واضاف سموه ان الثقافة هي وسيلة من الرسائل الحضارية. وستكون في السنوات القادمة خطة جديدة لنشر الثقافة في السعودية من خلال تفعيل الأنشطة الثقافية داخل الأندية ومن خلال المواسم الثقافية.
اما عن جائزة الدولة التقديرية فهي تحت الدراسة وسوف تعاد وعندما تنتهي الدراسة سيعلن عنها.
الدعم والنشاطات
وأكد سموه على ضرورة التوازن بين النواحي الثقافية والرياضية وهذا ما تحرص عليه رعاية الشباب في السنوات القادمة, وضع خطة خمسية لتفعيل دور الأندية الأدبية السعودية ويجب ان تكون هناك برامج ثقافية كثيرة, والنادي الذي يكون نشاطه الثقافي أكبر سيحصل على دعم مالي أكثر لتشجيع الأندية الأدبية.
وسيتم عمل مواسم ثقافية والقاء محاضرات واستضافة العلماء والمشايخ في الأندية الرياضية.
مسرح إسلامي
وأشار سموه الى انه سيكون لدينا مسرح إسلامي يتلاءم مع الكتاب والسنة ومع العادات والتقاليد حتى يبدأ بشكل جيد.
العاصمة الإسلامية
وفي سؤال لسموه عن مكة عاصمة إسلامية والأنشطة المعدة لذلك قال ان برامج الرئاسة في هذا الصدد
تم تأجيلها بسبب ظروف الحرب وسيحدد له موعد. حيث سيتم استغلال الفرصة لتوضيح صورة الإسلام ودور الإعلام في توضيح سماحة الإسلام وسنحاول وضع برامج جيدة لدحر الادعاء الصهيوني ضد الإسلام. اما عن وزارة الثقافة فرأى سموه ان .. تقررها الجهات العليا.
الامير نواف بن فيصل والأمير نواف بن محمد
د. منصور الحازمي,د. عبدالرحمن السدحان,حسن الهويمل,محمد رضا نصرالله