يعد أحمد الجلبي من المعارضين العراقيين البارزين المعروفين في الغرب، كزعيم لحركة تحمل اسم المؤتمر الوطني العراقي، أصبح رجل الأعمال العراقي الذي يبلغ السابعة والخمسين من العمر، محل اهتمام المحللين السياسيين في الغرب كخليفة محتمل للرئيس العراقي صدام حسين.
ولد الجلبي عام 1945 لأسرة ثرية تعمل في القطاع المصرفي، وغادر العراق عام 1956وعاش معظم حياته بعد ذلك في الولايات المتحدة وبريطانيا، باستثناء فترة منتصف التسعينيات عندما سعى لتنظيم انتفاضة في المناطق الكردية شمالي العراق. وقد فشلت الانتفاضة وانتهت جهوده بمقتل المئات من الأكراد . وعقب ذلك تم انتزاع المؤتمر الوطني العراقي من شمالي البلاد على يد القوات العراقية التي دمرت مركزه في مدينة أربيل. وأعدم عدد من المسؤولين بالحزب بينما فر آخرون من بينهم الجلبي إلى خارج البلاد.
حياة حافلة
تثير شخصية الجلبي كثيرا من الجدل حولها، فهو دارس للرياضيات في جامعة شيكاجو ثم بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، فهو يتمتع بشخصية جذابة وقوية ولكنه أيضا صاحب خبرة في الدهاء السياسي لايستهان بها.
اتهم بعض قادة المعارضة العراقية الجلبي باستغلال المؤتمر الوطني العراقي لتحقيق طموحاته الشخصية.
وهناك أيضا مزاعم بارتكابه مخالفات مالية تصل إلى حد الجنايات. ففي عام 1992 حكم عليه غيابيا في الأردن بالسجن 22 عاما مع الأشغال الشاقة بتهمة التزوير عقب انهيار مصرف بترا ، الذي شارك في تأسيسه عام 1977.
وعلى الرغم من أنه يصر على أن الدعاوى القضائية ضده هي مؤامرة لتوريطه من نسج النظام العراقي، فقد أعادت وزارة الخارجية الأمريكية إلقاء الضوء على ملف تلك القضية عندما أثيرت تساؤلات حول الممارسات المحاسبية للمؤتمر الوطني العراقي.
وخلال مقابلات أخيرة ، قلل الجلبي من احتمالات أن يتولى دورا رئيسيا في أي حكومة مقبلة في العراق. وقال شخصيا، لن أسعى لكي اصبح رئيسا للعراق، ولا ابحث عن المناصب. ومهمتي ستنتهي بتحرير العراق من حكم صدام حسين.
دعا الجلبي إلى تشكيل حكومة ائتلافية لنقل البلاد إلى حكم ديمقراطي ببناء فيدرالي يمثل جميع الاعراق والطوائف.
ويحظى الجلبي بدعم في العديد من القطاعات داخل الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع ( البنتاجون)، ولكن يعتقد أنه لا يحظى بدعم يذكر بين أوساط الشعب العراقي أو لدى جماعات المعارضة الأخرى التي تنأى بنفسها عن المؤتمر الوطني العراقي.
وكان جلبي قد تبنى خطة المدن الثلاث التي ترمي إلى أن يقوم المنتفضون بالاستيلاء على عدد من المناطق الرئيسية، ثم عزل و تطويق صدام.
ولكن تلك الخطة لا تحظى بدعم يذكر بين الحكومات العربية المجاورة، التي قالت إنها لن تسمح للجلبي بأن يقود جيشا لتحرير العراق من أراضيها.
في عام 1998 قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بإقرار خطة لإنفاق نحو 100 مليون دولار لمساعدة المعارضة العراقية، وخصوصا المؤتمر الوطني العراقي بهدف الإطاحة بنظام صدام. ولكن جزءا ضئيلا من تلك الأموال انفق بالفعل، وتعرض المؤتمر الوطني العراقي لانقسامات وصراعات على القيادة. ويقول الجلبي إن حزبه موحد ولكن الكثيرين يغلب عليهم التشاؤم. ويقول منتقدوه إنه فاشل وغير مؤهل هو وحركته لإدارة دكان بقالة.