أ ـ المذهب
في نهاية أسبوعها الثاني، لم تبد حرب تحرير العراق بصورة جيدة. كذلك في واشنطن نفسها ، فإنها لم تبد بصورة جيدة. فرضية الانهيار السريع لنظام صَدام انهارت. وانهارت فرضية انهيار الدكتاتورية العراقية في اللحظة التي تصاب فيها بالقوة الأميركية. الشيعة لم يتمردوا، والسنّة حاربوا بضراوة. حرب العصابات العراقية ضبطت الجنرالات الأميركيين غير مهيئين وشكلت خطرًا على خطوط الامداد الطويلة التي أقاموها. وبالرغم من هذا، واصل حوالى 70 من الأميركيين تأييد الحرب. حوالى 60 منهم اعتقدوا ان النصر مؤكد. 74 عبّروا عن ثقتهم في قيادة الرئيس بوش.
مدينة صغيرة هي واشنطن. مدينة بحجم إنساني. أشبه بقرية صغيرة تهيأت لها الفرصة لإدارة امبراطورية. قرية صغيرة من موظفي الادارة وأعضاء الكونغرس ورجال معاهد الأبحاث والصحافيين، يعرف فيها الجميع، تقريبًا، بعضهم بعضًا. جميعهم يتآمرون ضد بعضهم البعض، وينمّون على بعضهم البعض.
خلال السنة الأخيرة تنامى في هذه القرية إيمان جديد.. الايمان بالحرب ضد العراق. هذا الايمان المتقد بثته ثلة صغيرة تعدادها 25 ـ30 شخصًا من المحافظين الجدد، كلهم تقريباً من اليهود، كلهم تقريبا مثقفون (قائمة جزئية: ريتشارد بيرل، بول وولفوفيتز، داغ بييت، بيل كريستول، اليوت ابراهمس، تشارلز كروتهايمر)، أشخاص تربطهم ببعض صداقات، ويؤازرون بعضهم بعضاً، ومقتنعون بأن الأفكار السياسية هي قوة دفع مركزية في التاريخ. وهم يؤمنون بأن الفكرة السياسية الصحيحة مرهونة بالمزاوجة بين الأخلاق والقوة، وحقوق الانسان والتصميم. المحافظون الجدد في واشنطن يؤسسون فكرهم على هوبس وميكيافيللي وادموند برك. ويجلّون وينستون تشرتشل وسياسة ريغن. ويميلون الى قراءة الواقع بمصطلحات فشل الثلاثينيات (ميونيخ) مقابل نجاح الثمانينيات (سقوط سور برلين).
هل أخطأوا؟ هل ارتكبوا حماقة بسوقهم واشنطن الى بغداد؟ هم لا يعتقدون ذلك. وهم لا يزالون متمسكين بإيمانهم، ويتظاهرون بأن كل شيء، تقريبا، على ما يرام، وبأنه سيكون خيرًا. ولكن من حين الى آخر يخيل ان عَرَقاً بارداً يظهر على وجوههم. لم يعد الأمر مجرد رياضة أكاديمية، يقول أحدهم: نحن نتحمل مسؤولية ما يجري. الأفكار التي اقترحناها تؤثر الآن على حياة ملايين البشر. ثمة، اذن، لحظات خوف. إنك تقول: تباً، أردنا تقديم مساعدة للجميع لكن ربما أخطأنا.
ب ـ بيل كريستول
هل تورطت أميركا؟ بيل كريستول يقول لا. صحيح ان الصحافة سلبية جدًا، لكن عند فحص الحقائق الميدانية نرى انه ليس هنالك إرهاب، وليست هنالك إبادة جماعية، وليست هنالك هجمات ضد اسرائيل. حقول النفط في الجنوب نجت، وتحققت سيطرة جوية، وقوات أميركية على مشارف بغداد. ومن هنا، فلو ان بعض الأخطاء قد ارتكبت هنا وهناك الا انها ليست فادحة ولا خطيرة. أميركا عظيمة بما يكفي للصمود بوجهها. ولا يساوره أي شك قط في ان الجنرال تومي فرانكس سيحقق أهدافه، في نهاية المطاف. الفرقة الرابعة ستُدفع، تواً، الى قلب المعركة، وفرقة إضافية اخرى انطلقت الى هناك من تكساس. ربما لن تكون هذه، اذن، حربًا أنيقة توقع ستين قتيلا في أسبوعين، وانما بدلا من ذلك ستكون حرباً أقل أناقة توقع الف قتيل في شهرين. ولكن، وعلى الرغم من ذلك، ليس لدى بيل كريستول أي شك في ان حرب تحرير العراق هي حرب عادلة، حرب جبرية يفرضها الواقع.
كريستول هو إنسان وسيم الوجه متوسط القامة في اواخر الأربعينات من العمر. استغل منصبه رئيسًا لتحرير أسبوعية (ويكلي ستاندارد) اليمينية وكونه كأحد قادة حلقة المحافظين الجدد في واشنطن، خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، لتحفيز البيت الأبيض وحضه على التحرك ضد صدام حسين. وكونه معروفاً بتأثيره الواضح على الرئيس، وعلى نائب الرئيس وعلى وزير الدفاع، فهو يعتبر ذا قسط كبير في جر واشنطن الى الحرب في بغداد. وحين يجلس من وراء أكوام الكتب التي تملأ طاولته في مكاتب (ويكلي ستاندارد) في الشمال الغربي من واشنطن، فسيحاول إقناعي بأنه ليس قلِقاً. لا يمكنه تصور ان أميركا لن تنتصر. فالنتائج، في مثل هذه الحالة، ستكون كارثية. لا أحد يرغب في التفكير الجدي بمثل هذا الاحتمال.
على ماذا هذه الحرب؟ أسأله. كريستول يجيب بالقول ان هذه الحرب، في أحد مستوياتها، هي الحرب ذاتها التي يتحدث عنها جورج بوش، حرب ضد نظام وحشي يمتلك أسلحة دمار شامل. ولكن في مستوى أكثر عمقاً، هي حرب أكبر من أجل صياغة شرق أوسط جديد. انها حرب ترمي الى تغيير الثقافة السياسية في المنطقة بأكملها. ذلك ان ما حصل في 11 أيلول 2001، يقول كريستول، هو ان الأميركيين رفعوا رؤوسهم فاكتشفوا ان العالم ليس كما تصوروه. العالم هو مكان خطير جدًا. ولذلك فتش الأميركيون عن مذهب يمكّنهم من مواجهة هذا العالم الخطير. المذهب الوحيد الذي عثروا عليه هو مذهب المحافظين الجدد.
هل معنى هذا ان حرب العراق هي، في الحقيقة، حرب محافظين جدد؟ هكذا يقولون، يضحك كريستول. لكن الحقيقة هي ان هذه الحرب أميركية. المحافظون الجدد نجحوا لأنهم لامَسوا بنية أساسية أميركية عميقة. ذلك ان لدى أميركا شعورًا عميقًا بأنها صاحبة رسالة. لدى أميركا حاجة لعرض شيء ما أكثر من الحياة المريحة. أكثر من النجاح المادي. ومن هنا، وبسبب مثاليتهم، فقد تقبل الأميركيون ما اقترحه عليهم المحافظون الجدد. لم يرغبوا في شن حرب على المصالح، بل على القيم. حرب على رؤية أخلاقية. أرادوا التجند لشيء ما أكبر منهم أنفسهم.
ج ـ تشارلز كروتهايمر
هل هذه فيتنام جديدة؟ تشارلز كروتهايمر يقول: لا. ليس ثمة أي وجه شبه مع فيتنام. خلافاً للستينيات، ليست في أميركا الآن ثقافة معادية للمؤسسة السلطوية. وخلافًا للستينيات، في أميركا الآن حب رائع للجيش. وخلافاً للستينيات، يجلس في البيت الأبيض الآن رئيس حازم، ذو شخصية قوية. وخلافاً للستينيات، الأميركيون لا يترددون الآن في تقديم التضحيات. هذا هو التغيير الكبير الذي حصل هنا في 11 أيلول 2001. منذ ذلك الصباح اصبح الأميركيون يدركون انهم اذا لم يتحركوا الآن واذا ما وصلت أسلحة دمار شامل الى أيدي منظمات إرهابية متطرفة، فسيتعرض ملايين الأميركيين للموت. وعليه، وبما انهم يدركون ان هؤلاء يريدون قتلهم، يريدون قتلهم بالملايين، يفضل الأميركيون الخروج الى الميدان والقتال على انتظار الموت في البيت مكتوفي الأيدي.
تشارلز كروتهايمر هو رجل وسيم، أسمر وفصيح. في مكتبه الكبير في شارع رقم 19 في الشمال الغربي من واشنطن يجلس مشرئباً على كرسي عجلات اسود. رغم انه يميل الى السوداوية في كتاباته، الا ان مزاجه الآن رائع. ليست لدى صاحب الزاوية المعروفة (في (واشنطن بوست) و(تايم) و(ويكلي ستاندارد)) أي شكوك حول نتائج هذه الحرب التي عمل من أجلها طوال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة. لا، لا يقبل القول بأنه ساعد في جر أميركا الى ساحات القتل الجديدة بين دجلة والفرات. لكن، صحيح انه يشكل جزءًا من تيار فكري وجد، بحلول 11 أيلول 2001، ما يقترحه على الأميركيين. بعد أسابيع قليلة من الهجوم على التوأمين في نيويورك، أشار في مقالاته الى بغداد باعتبارها هـدفًا إجبـارياً. والآن ايـضا لا يزال مقتنعاً بأن في مقدور أميركا القيام بذلك. لا يخطر في باله، قط، احتمال ان ألا تنتصر أميركا في هذه الحرب.
ولكن صاحب الزاوية الصحفية، اليهودي الأميركي، يرى ان لهذه الحرب الحالية أهمية اخرى إضافية. فإذا أصبح العراق موالياً للغرب وبؤرة للتأثير الأميركي، فستكون لذلك أهمية جيوسياسية عظيمة. الوجود الاميركي في العراق سيبث قوة في المنطقة. سيعطي جرأة وطاقة للمتمردين في ايران، كما سيردع سوريا ويلجمها. وسيسرّع وتائر التغيير الذي يجب ان يحصل في الشرق الاوسط.
أليست فكرة الحرب الوقائية فكرة خطيرة تزعزع النظام العالمي؟ لا خيار، يجيب كروتهايمر. في القرن الـ21 نحن نواجه تحديًا جديدًا ومميزًا دَمقرطة الدمار الشامل. في مواجهة هذا التحدي ثمة ثلاث استراتيجيات: المصالحة، والردع والوقاية (المنع المسبق). وبما ان المصالحة والردع لا يصلحان ولا يمكن تطبيقهما، فإن المنع المسبق هو الاستراتيجية الوحيدة المتبقية. على الولايات المتحدة تطبيق سياسة هجومية للمنع المسبق. وهذا بالضبط ما تفعله الآن في العراق. هذا ما يفعله جنود تومي فرانكس في هذه اللحظات.
وماذا لو فشلت هذه التجربة؟ لو هُزمت أميركا؟ هذه الحرب ستعزز مكانة أميركا في العالم في الجيل القادم، يقول كروتهايمر. نتائجها ستصوغ العالم للسنوات الـ25 القادمة. هنالك ثلاث إمكانيات: اذا انتصرت الولايات المتحدة بسرعة وبدون مذابح وحمامات دم، فستصبح سيدًا جبارًا يملي إرادته على العالم. واذا كان الانتصار بطيئًا وملوثًا فلن يكون بالامكان الاستمرار والانتقال من العراق الى دول اخرى. أما اذا هزمت أميركا فستكون النتائج كارثية. قوتها الردعية ستضعف، أصدقاؤها سيهجرونها وستنطوي على نفسها. أما في الشرق الاوسط فسينشأ عدم استقرار متطرف.
إنك لا ترغب حقا في التفكير بما قد يحدث، يوجه كروتهايمر نظرات مباشرة الى عيني. لكن لهذا السبب بالذات، أنا واثق بأننا لن نًهزم. لأن الادارة تدرك المدلولات جيداً. الرئيس يعرف تمام المعرفة ان كل شيء غامض، ولذلك سيصب كل ما في حوزتنا الى داخل هذه المحاولة. سيفعل كل ما ينبغي فعله. جورج دبليو بوش لن يدع أميركا تُهزم.
د ـ توم فريدمان
هل هذه حرب لبنان أميركية؟ توم فريدمان يقول انه يخشى ان تكون كذلك. لقد كان هناك في فندق (الكومودور) في بيروت في صيف 1982 ولا يزال يذكر ذلك جيداً. وعليه، فهو يرى خطوط التشابه. الجنرال حمد شلبي (الزعيم الشيعي الذي يريد المحافظون الجدد تنصيبه رئيسًا للعراق الحر) في دور بشير جميّل. المعارضة العراقية في دور الكتائب. ريتشارد بيرل وحلقة المحافظين من حوله في دور ارييل شارون. وحرب هي، في أساسها، حرب اختيارية. حرب تحاول تفعيل قوة هائلة من أجل إقامة نظام جديد.
توم فريدمان لم يعارض الحرب. هو ايضًا اهتز بقوة في الحادي عشر من ايلول 2001. هو ايضًا حاول ان يفهم من اين يأتي هؤلاء المتعصبون اليائسون الذين يكرهون أميركا أكثر من حبهم لحياتهم هم. وهو ايضًا توصل الى الاستنتاج بأن الوضع القائم في الشرق الأوسط لم يعد مقبولاً. الوضع القائم يستفحل. ولذلك، فثمة حاجة ملحة لإجراء إصلاحات في العالم العربي.
ثمة أشياء حقيقية، على الرغم من ان بوش يؤمن بها، يقول فريدمان باسماً. وفي أعقاب 11 ايلول لم يكن من الممكن القول لبوش: دعك من هذا وتجاهله. كانت ثمة عدالة أساسية في الشعور الأميركي العام.
يجلس في غرفة مستطيلة في مكاتب صحيفة ( نيويورك تايمز) في الشمال الغربي من واشنطن، في زاوية الشارع رقم 17. أحد جدران الغرفة عبارة عن خارطة ضخمة جدًا للعالم، من هاواي وحتى سان فرانسيسكو. ينظر الى حاسوبه ويقرأ لي بعض الأسطر من مقاله الذي سيدفع به الى الطباعة بعد ساعتين. حائر في ما يصح قوله الآن، وما يجدر الانتظار أكثر قبل قوله. يتوجه إلي ويقول ان الأنظمة الديموقراطية تبدو لطيفة حتى يتم تهديدها. حين تتعرض للتهديد تصبح قاسية جداً. وحرب العراق، عملياً، هي جِنين كبيرة. كذلك في جنين قال الاسرائيليون للفلسطينيين لقد تركناكم وحدكم ولعبتم بالكبريت حتى فجرتم لنا ليلة الفصح في نتانيا. ولذلك لن نترككم وحدكم بعد الآن. سنمشط بيوت القصبة، بيتاً بيتاً. وبالنسبة لأميركا، عراق صدام هو جنين. هذه الحرب هي (السور الواقي) ولذا فالخطر واحد: ان تقع أميركا في خطأ اسرائيل نفسه: استخدام القوة فقط.
هذه ليس حربًا غير شرعية، يقول فريدمان. لكنها حرب غرورة جداً. إنك بحاجة الى الكثير جداً من الغرور لتصدق ان بمقدورك إعادة بناء دولة تقع على بعد نصف العالم من البيت. ولكن لكي يكون لحرب غرورة كهذه أمل جدي، فهي بحاجة الى دعم دولي. الشرعية الدولية ضرورية جدًا هنا من أجل ان يتوافر لديك ما يكفي من الوقت والمجال لإخراج مشروعك الغرور الى حيز التنفيذ. ولكن، لم يكن لدى جورج بوش الصبر الكافي لتجنيد الدعم الدولي. لقد راهن على ان تبرر الحرب نفسها، على ان ندخل بسرعة ونحتل بغداد بسرعة وان يستقبلنا العراقيون بالأرز، وعندها تبرر الحرب نفسها. هذا لم يحدث. ربما يحدث في الأسبوع المقبل، لكنه حتى الآن لم يحدث.
حين أفكر فيما يمكن ان يحدث في المستقبل أتصبب عرقاً، حقًا، يقول فريدمان. أرانا نضطر الى فرض الحصار على بغداد، وأنا أعرف أي جنون يمكن ان يوجده الحصار على بغداد. التفكير في حرب من بيت الى بيت في بغداد، من دون غطاء الشرعية الدولية، يجعلني أفقد الشهية. أرى سفارات أميركية تحترق، أرى محلات تجارية أميركية محطمة. أرى كيف تلتحم المقاومة العراقية لأميركا مع المعارضة العربية الشاملة لأميركا ومع المعارضة الدولية الشاملة لأميركا. التفكير بما يمكن ان يحدث يأكلني من الداخل.
ما فعله جورج بوش، يقول فريدمان، هو انه قدّم لنا طاولة (مهاجوني) رائعة: العراق الجديد، الديموقراطي. ولكن عندما نقلب الطاولة نرى ان لها رِجلاً واحدة فقط. هذه الحرب تقف على رجل واحدة فقط. ولكن من الجهة الأخرى، من يعتقد ان بإمكانه الانتصار على جورج بوش حري به ان يعيد التفكير مرة اخرى. بوش لن يتنازل إطلاقاً. صدقني، أنت لا ترغب في ان تكون الى جانب هذا الرجل حين يشعر بأنه يُحشر في الزاوية. أنا لا أنصح أي إنسان يحب الحياة بالتورط مع ديك تشيني، ودونالد رامسفيلد والرئيس بوش.
هل حرب العراق هي حرب المحافظين الجدد الكبيرة؟ هذه الحرب هي ما أرادها المحافظون الجدد، يقول فريدمان. هذه هي الحرب التي سوّقها المحافظون الجدد. هؤلاء الأشخاص كانت لديهم فكرة للبيع بحلول 11 أيلول وقد باعوها فعلا. ولذلك، هذه ليست حرباً أرادتها الجماهير، انها حرب النخبة. يضحك فريدمان: أستطيع تزويدك بأسماء خمسة وعشرين شخصا (جميعهم موجودون، هذه اللحظة، في دائرة لا يزيد قطرها عن خمسة شوارع من هذا المكتب) لو كان تم إجلاؤهم الى جزيرة نائية قبل سنة ونصف السنة، لما وقعت الحرب على العراق. وعلى الرغم من هذا، فالأمر ليس بهذه السهولة، يستدرك فريدمان. هذه ليست (فانتازيا) ابتدعها المحافظون الجدد. ليس ان خمسة وعشرين شخصاً نجحوا في اختطاف أميركا. ليس بالامكان جر أمّة كبيرة جدًا كهذه الى مغامرة كبيرة كهذه بواسطة بيل كريستول و(ويكلي ستاندارد) وخمسة أو ستة صحافيين آخرين ذوي نفوذ وتأثير. إن ما أوقع هذه الحرب، في نهاية المطاف، هو رد الفعل الأميركي المبالغ فيه على 11 أيلول. مشاعر الخوف الحقيقية التي تفشت في أميركا بعد 11 أيلول. ما اقتادنا الى ضواحي بغداد ليس المحافظون الجدد فحسب. ان ما اقتادنا الى ضواحي بغداد هو مزيج أميركي خالص من الخوف والتهوّد.
هآرتس 4/4/2003 ترجمة (مدار) المؤسسة الفلسطينية للدراسات الإسرائيلية "رام الله"