بغض النظر عن معتقداتنا العريقة ، فقد حان الوقت لأخصائيي العلاج بالوخز بالإبر الصينية للوصول إلى إتفاقية عمل والتي يجب فيها أن نتحدث ونعمل مع بعض كمحترفين والإعتراف بأنه في أي مهارات مهمه مثل الطب الشرقي فإن هناك نقاط إختلافات لذا يجب علينا أن نوحد طاقاتنا. يجب أن نعترف لأنفسنا بأنه بالرغم من تطور الإعتراف الشعبي التي حصل عليها العلاج بالوخز بالإبر الصينية من خلال العلاجات الناجحة فإن السؤال عن مستقبل ممارسة واحتراف المهنة لم يحصل على أي إجابه بعد.
السيدة بيرن رئيسة لجنة الإمتحانات للوخز بالإبر الصينية بكاليفورنيا - أمريكا والتي لاحظت الكثير من الإختلافات والتناقضات بسبب منصبها قد بدأت حديثها بجامعة سامرا للوخز بالإبر الصينية بالقول بأن أسباب إختيار موضوعها عن مستقبل الوخز بالإبر الصينية و ممارسيها لأنها لا تعتقد من الضروري بأن الأثنتين متشابهان لأن فكرة إنتماء الوخز بالإبر الصينية أو عدم الإنتماء إلى أخصائي الوخز بالإبر الصينية هي نظرية غير مقنعة لأن الخطوات التي تحدد مستقبل الوخز بالإبر الصينية هي خليط من المجتمع والممارسة والمال وبغض النظر عن ماهو الصح فإن الفرصة للتأثير على مستقبلنا لن تدوم إلى الأبد.
وكمثال لنجاح مستقبل العلاج بالوخز بالإبر الصينية بفرنسا فقد أدخل في بداية هذا القرن وقام الرجل والمفكر جورج سويلي مولي دي مورانت George Soulie De Morant بتفجير الموضوع بكتابه "الوخز بالإبر الصينية" ودعمه اللا محدود لحكمة الطب الشرقي. وقام العالم الفرنسي شام فرولدChamfrauld بعمل قاعدة بيانات باللغة الفرنسية لهذا العلم وأول المتعلمين هم الممارسون الفيتنامون الذين حضروا إلى فرنسا للدراسة . واليوم أكثر من 5000 ممارس في فرنسا منهم 4500 أطباء بتخصصات دراسلت عليا في الوخز بالإبر الصينية وفي جيل واحد فإن الممارسين المحلين أخذوا مكانهم ووضعهم المهني والعملي. فهل المهنه فقدت بسبب أن الممارسين الأصليين وطرق التعليم التقليدية فقدت أو أنها أنقذت وطورت بسبب أنهم استمتعوا واستفادوا بتسهيلات العلاج الغير تقليدي أو الغربي؟ في بعض البلدان فإن مصير مهنة التدليك والمساج هو خير مثال لقبولها في مجال الطب لأنه وكما تعرفون بأن المساج لديه تأثير علاجي قوي أكثر من المعقول سواء للمجتمع أو الأطباء المحترفين. ومع بعض الاستثناءات فإن الممارسين والمدرسين الأوائل فشلوا في تطوير متطلبات التعليم أو الممارسة الإكلينيكية لتخصص المساج مما أدى إلى وجود تراخيص وشهادات للمساج والتي لم يتطلب منهم سوى دفع الرسوم. وبالمقابل إذا أخذنا بهذا الحماس للحصول على تأمين الوظيفة والسماح لبعض الممارسين بالترخيص ومزاولة المهنه بدون ضوابط أو دراسة أو تخصص أو تدريب أو إمتحان من جامعات ومعاهد معترف بها ومسجلة فسوف نقبل لأنفسنا التراخيص الرخيصة ونفشل في الحصول على التعليم الجاد. لذا فإن العلاج بالوخز بالإبر الصينية كمهنه واحتراف سوف تعاني نفس المصير . اذا الطب الشرقي أخذ مكانه كنموذج طبي متكامل وأن الطب الشامل الذي وصل إلى فنياته وتقنياته يجب أن يحدد بواسطة النتائج المتوقعة وليس بالخرافيات الطبية السالبة والغير واقعية أو بالإجتهادات الشخصية أو المتحيزين من التخصصات الآخرى.
فيجب أن نحذر وبشدة ونضمن لمجتمعنا المثقف تقديم العلاج الأفضل والناجح فقط. وهذا يتطلب فهما واعيا وتثقيفيا في كيف أن أفرادنا المهتمين يتصرفون ويدركون ويفهمون مستقبل الوخز بالإبر الصينية لأنها إحدى المهن الطبية الضروريه.
وبشكل إنفرادي نحن نمشي بحبل مشدود بقطعة من المستقبل في أيدينا.
الدكتور ابراهيم عبدالوهاب الصحاف أخصائي علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالإبر الصينية.
[email protected]