لست ممن يألفون شد الرحال الى اي بقعة على امتداد هذا العالم الفسيح ولست بقائل في هذا خطأ او صوابا اذ انه امر لا يعدو بعدا عن التعب والمشقة اللذين يصحبان السفر عادة ويتقمصان طالبه، لذا كانت رحلاتي الدولية محدودة لا يتجاوز عددها اصابع اليدين!، وكان بعضها مرتهن بسبب معين بعضه علمي مهني. على الرغم من ذلك، الا ان تلك السفارات القليلة شكلت لدي قناعة تامة بأننا كشعب ينتمي لهذا البلد العظيم يحمل الغير عنا صورة شوهاء قاتمة!. واحسب ان كل او جل اخواننا المواطنين وممن شرقوا وغربوا كثرا او حتى قليلا ادركوا ذلك جيدا ورأوا من الصور المعاملاتية هناك ما اكد لهم ذلك الامر. تلك النظرة الدونية ليتها كانت قاصرة على اناس ومجتمعات لا تمت لنا بصلة دين ولا قربى، بل اننا نقول وببالغ الأسى ان الامر تجاوز اولئك! الاعداء التاريخيين الى ان ولج ادمغة افراد ومجتمعات بعض دول اسلامية وعربية!. ترى ما الذي اوصلنا الى هذا الحال؟ ولم نحن بالذات من دون سائر الخلق يعتب الناس علينا ولا يرون فينا خيرا ولا أهلا لشيء؟! لا اريد احدا ان يستشف من مقالي التعميم فالتعميم كما هو معلوم مرفوض البتة ونحن هنا نتحدث عن القاعدة، وهي كما كل القواعد في مواضيع اخرى لها شواذ لا حكم لها. هي اسباب ارى وجاهتها في رسم صورة غير مرضية لنا في مخيلة الغير الخارجي، منها: هبوط ثروة كبيرة مفاجئة على مجتمع كان اذ ذاك بسيطا في كل شيء بل لا يملك من ابجديات المدنية امرا يذكر، وصاحب تلك الثروة أمن وامان على النفس والاهل والمال والولد، فكان ان اجتمع لهذا الكيان الذي بدأ صغيرا واضحى بحول الله الان عملاقا، اقول اجتمع له في بداية تكوينه وفي ظل دولة ناشئة مالم يتوافر لاهل البلاد الاخرى التي سبقتنا بعشرات السنين من امور سبق ذكرها كفيلة باقامة حياة سعيدة رغيدة، فكان ان اتجهت الانظار من دول اخرى الى هذا الكيان ناظرة بعين الحقد والحسد الى تلكم النعمة التي افاءها الله علينا، وهذان الداءان معلوم استشراؤهما في الافراد والمجتمعات بدرجة او بأخرى قل ان يسلم منهما احد! لئن كانت تلك، فلا نملك الا ان نقول (هو فضل من الله، وفضل الله يؤتيه من يشاء)، او لم نك قبل لاشيء فلم يأبه بنا أحد!
بعض السياح من بني وطننا ساهموا بدرجة كبيرة في سوداوية الصورة لدى الاخر، وذلك عن طريق السلوكيات اللا اخلاقية التي كانوا يمارسونها اينما حلوا، بل بلغ بالبعض السوء كما كنا نسمع ان كانوا يبالغون في الدنايا حتى ليظن الاخر - ومعه في ذلك كامل الحق - انهم بتصرفهم الممعن في السوء كانما ينتقمون من حياة مغايرة كانوا يعيشونها في بلدهم، فكان ان اعتقد الآخرون فينا الكذب والتسربل بالدين القولي والمظهري!، اذ هم وكما يرون في قنواتنا التلفازية وبقية وسائل اعلامنا النظيفة، يظنون قبل التعامل مع تلك الثلة المسيئة لنا، اننا مجتمع مثالي طوباوي، اناس لا يمكن بحال ان يتسرب إلينا ولا منا الخطأ، فلما رأوا بعد ذلك النقيض الصارخ في سلوكيات من ذكرناهم لم يك من رد فعل الا الازدراء والاحتقار، وتم التعميم على الكل فكان ان حمل اخيار هذا البلد وهم الاغلبية جريرة جريرة الخاطئين وهم القلة والشر كما يقال يعم والخير يخص.