اعلن متحدث باسم برنامج الغذاء العالمي ان فريقا انسانيا تابعا للامم المتحدة دخل العراق امس الجمعة للمرة الاولى منذ انسحاب موظفي الامم المتحدة من العراق الشهر الماضي.
وقال منسق برنامج الغذاء العالمي للعراق راسل اولري ان فريقا مؤلفا من احد عشر عنصرا من برنامج الغذاء العالمي (بام) ومن صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (اليونيسف) وممثلين عن مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الى العراق يجري تقييما للوضع الانساني في مدينة ام قصر في جنوب العراق.
من جهة اخرى بدأت مجموعة من الدول تعلن عن تخصيص اموال لمساعدة الشعب العراقي، لكن نقل هذه المساعدة صعب بسبب المعارك العسكرية.
واعلنت الامم المتحدة انها تلقت وعودا بتقديم ما مجموعه 2ر1 مليار دولار حتى يوم الخميس اثر النداء الذي وجهته لجمع 2ر2 مليار دولار للمساعدات الانسانية الطارئة، ومنها 3ر1 مليار دولار للمواد الغذائية. ووفقا لبيانات رسمية، فان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عرضا حتى الان 435 مليون دولار و305 ملايين دولار على التوالي من اجل المساعدات الغذائية واعمال الاغاثة الطارئة.
وتتدفق المساعدات من كل صوب، حتى من دول فقيرة تعتمد اصلا على المساعدات الدولية مثل بنغلادش التي اعلنت السبت ارسال شحنة من المواد الغذائية والادوية بقيمة مليوني دولار الى العراق.
وكان حوالي 60% من اصل 25 مليون عراقي يعتمدون على المساعدات الغذائية قبل اندلاع الحرب في العشرين من مارس، وقد حذر برنامج الغذاء العالمي الاثنين من ان مخزون المواد الغذائية الموجود في العراق قد يستنفد في مايو اذا لم يجر العمل على اعادة تكوينه من الان وحتى ذلك الوقت.
ووجهت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة الخميس نداء لجمع 86 مليون دولار بصورة عاجلة لمصلحة الزراعة العراقية، معربة عن خشيتها من ان تقضي الحرب على الاقتصاد الريفي وتعوق القدرة الانتاجية الزراعية في البلاد.
ويبقى نقل المساعدات صعبا لان المرفأ الوحيد الصالح في العراق، وهو مرفأ ام قصر، لا يزال يفتقر الى الامن التام من اجل الملاحة.
وقد تمكنت سفينة بريطانية من الرسو فيه الاسبوع الماضي غير ان سفينتين اخريين تنقل كل منهما خمسين طنا من القمح الاسترالي لا تزالان تنتظران انجاز عملية نزع الالغام.
واعلن صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) الاربعاء عن ارسال خمس شاحنات تنقل كميات من مياه الشرب ومعدات للاسعافات الطارئة الى مدينة صفوان القريبة من الحدود مع الكويت.وارسلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس الجمعة اول قافلة مساعدات انسانية الى البصرة، كبرى مدن الجنوب العراقي. وكانت المنظمة الدولية قد وزعت في مقرها في نيويورك يوم الخميس وثيقة اكدت فيها انها ترفض ادراج العمل الانساني في العراق في التخطيط العسكري للقوات الاميركية-البريطانية وتعتزم الحفاظ على حرية تحركها.
واشارت الوثيقة التي تحمل عنوان تعليمات عامة للعلاقات بين موظفي الامم المتحدة والاطراف العسكرية في الازمة بالعراق الى ان من الضروري الحفاظ على تمييز واضح بين الانشطة الانسانية والعسكرية. ويفصل هذا الدليل الامور المسموح بها لموظفي الامم المتحدة والممنوعة عنهم في علاقاتهم مع مجمل القوات العسكرية المشتركة في الازمة العراقية ومنها القوات العراقية وقوات الدول المجاورة وقوات الولايات المتحدة وحلفائها. ويعطي الدليل ايضا تعليمات تتعلق بعلاقاتهم مع القوات العسكرية التي يمكن ان تكون مرتبطة بقوة محتلة في العراق.
واكدت الوثيقة ضرورة احتفاظ الوكالات الانسانية للامم المتحدة بالاشراف التام على عملياتها الانسانية في داخل العراق وخارجه.
واوصت الوثيقة ايضا وكالات الامم المتحدة بضمان استقلاليتها العملانية في اي وقت وخصوصا في ما يتعلق بحرية تحركها واستخدام الاتصالات وعلى الا يدرج نشاطها في التخطيط العسكري.