بات بيوكانين، اسما ليس غريبا على الذاكرة منذ أن حاول خوض معركة انتخابات رئاسية سابقة في الثمانينيات ولم يــحالفه الحظ حتى الأمس .
بيوكانين تساءل في صرخة ضمير أمريكية: حرب من هذه؟.. ولأول مرة يأتي هذا الصوت مندفعا يفضح ما سماه (المحافظين الجدد) أو التيار اليميني الذي نجح في فرض رؤية التشدد والتعصب للدرجة التي دعت المتطرفين لاعتناق ما سموه (حرب الحضارات) معتبرين أن مهمة الرئيس جورج بوش الأساسية خوض الحرب العالمية الرابعة ضد الإسلام الأصولي بل ان البعض دعا صراحة لاعتماد ما يروجون له من أن أشعة الشمس هي أفضل مطهر وأنه لا شيء غير أمريكي يستطيع أن يعيش في ضوء الشمس.
التحذير الأخطر كان للرئيس بوش الذي يتم استدراجه إلى فخ يعزل أمريكا عن أصدقائها القدامى ويفقدها سنوات من السلام، لاستماعه إلى طبول الحرب الأربع داخل إدارته والذين وصفهم بـالليكوديين مثل ريتشارد بيرل وبول وولفويتز ودوجلاس فيث وغيرهم ممن يؤمنون بوحدة المصالح بين الدولة اليهودية (إسرائيل) وبين واشنطن من خلال هوس وحيد هو مصلحة إسرائيل أولا.
من هنا يفضح بيوكانين فوبيا الحرب التي لم تكن أحداث سبتمبر محرضا لها، لأن التخطيط لما سماه الطيش الذي أشعلته عصبة المفكرين بغرض فرض ثقافة جديدة على العالم الإسلامي المهزوم باستهداف أنظمة وشعوب وحضارات لتأسيس امبريالية جديدة .. وهذا ما جعل بيوكانين يصرخ متسائلا:
ـ من المستفيد من ذلك ؟
ـ لمصلحة من نتبنى حروبا لا نهاية لها في منطقة لا يوجد فيها شيء حيوي لأمريكا غير النفط الذي يتوجب على العرب بيعه كي يعيشوا؟
ـ من سيستفيد من حرب الحضارات بين الغرب والإسلام؟
الجواب، كان تفسيرا واضحا للحرب التي تشنها أمريكا الآن وغدا .. أمة واحدة ، زعيم واحد ، حزب واحد .. إسرائيل، شارون ، الليكود.
وهذه هي الأسباب الحقيقية، الدوافع ... والمأساة!!
اليوم